تشكو جامعة كرة القدم الوطنية من ضعف هيكلتها الإدارية، ذلك ما أكدته الدراسة التي تكلف بها مكتب (دالوات) للأبحاث والدراسات حول الهيكلة الإدارية لجامعة كرة القدم، والتي صرف من أجلها مبلغ 60 مليون سنتيم، إذ أشار التقرير المنجز إلى كون جامعة الجنرال حسني بنسليمان تفتقد لسلك إداري منظم وفعال، وإلى كون هذا السلك يعاني ضعفا وتفككا بفعل أسباب يأتي في مقدمتها ضعف التكوين لدى العنصر البشري ، وافتقاده للكفاءة المطلوبة، والدراية الكافية بمتطلبات العمل الإداري الشامل والواضح. هو ذا حال أعلى جهاز وطني مسؤول عن تدبير كرة القدم ، الرياضة ذات الحضور القوي والمهم، فكيف يا ترى سيكون حال الجمعيات والأندية التابعة له؟ في هذا الإطار، يجب أن نقر بمدى نجاح بعض الأندية الوطنية في تنظيم هياكلها الإدارية، وتفوقت بذلك على جهاز الجامعة الوصية، كما أنه يجب أن نكشف عن افتقار معظم الأندية الكروية لهذا النهج الذي تؤكد كل المعطيات وكل الدراسات، أنه القنطرة الرئيسية للمرور إلى محطة إصلاح الكرة الوطنية، وتأهيلها لولوج عالم الاحتراف. في هذا الملف، نركز على بعض التجارب الناجحة، أملا في أن تشكل النموذج الذي يجب أن يقتدى به. عن المهمة والمهام يتحدث «أعتقد بأن الرجاء البيضاوي قد قطع أشواطا مهمة في برنامج تأهيل وهيكلة النادي على مستوى كل الجوانب و القطاعات. فإداريا، يمكن الحديث عن هيكلة جيدة وقوية ومنظمة، تقوم على أساس تدبير مقاولاتي معقلن يعتمد على أرضية مدروسة، وعلى برنامج عمل مقنن وبأهداف محددة. نشتغل ،إذن، انطلاقا من اقتناع كل مكونات النادي، من مسيرين ومنخرطين، بمفهوم الإدارة الحديثة والمتطورة، وفي ظل نظام واضح المعالم ينبني على أسس ترابطية وعلائقية تهدف إلى تقوية النادي بنيويا، ماليا و إداريا. هنا لابد أن أشير، إلى كون الرجاء كان سباقا منذ بداية الثمانينيات، إلى تبني هذه المفهوم المقاولاتي الذي يرتكز أساسا على التدبير الإداري المهيكل. وقد قطع الفريق محطات عديدة في هذا الاتجاه، بحيث نعتز اليوم بتوفرنا على إدارة قوية يشتغل فيها طاقم نشيط ومخلص وفعال. نتوفر كطاقم إداري في فريق الرجاء، على صلاحيات واسعة للاشتغال، تسير وفق السياسة العامة التي يضعها المكتب المسير، وتحت توجهاته ومخططاته. وكمدير إداري، أشير إلى أن عملي يظل تحت إشراف الكاتب العام للفريق، ووفق المسطرة العامة التي يختارها المكتب المسير لتدبير أمور الفريق. إلى جانب ذلك، نتكلف كإدارة بتتبع كل شؤون الفريق، في تنسيق تام مع اللجن التابعة للمكتب، وانسجاما ، كما قلت، مع توجهات الرئيس وأعضاء المكتب. كإدارة، نتكلف بإعداد كل الوثائق وكل الملفات والمستندات، كما نهتم بمراقبة التسيير اليومي لكل المرافق التابعة للنادي، والاشراف على اشتغال 40 عاملا ومستخدما في محيط النادي. دورنا يشمل ، أيضا، إعداد وتهييء ظروف إجراء المباريات، وتأمين السفريات ووسائل النقل، وحجز الفنادق، داخليا وخارجيا، وبطاقات الطائرات، وكل المستلزمات التي يحتاجها الفريق في الممارسة الرياضية. وقبل انتهاء الموسم الرياضي، نتكلف كإدارة، بالإعداد لعقد الجمع العام، حيث نعد الوثائق الإدارية والمالية، ونعقد اجتماعات مع المسؤولين والمكلفين بالمهام. وكإداريين، نرتبط مع النادي بعلاقات تعاقدية متفق حولها بخصوص الحقوق والواجبات. خلاصة القول، أؤكد أن لدينا ارتياحا عاما بخصوص العمل الإداري القائم في محيط الرجاء البيضاوي، ونأمل أن نستمر على هذا النهج، وأن نشكل نموذجا يقتدى به عند باقي الأندية الوطنية». يوم كامل مع سعيد بوزرواطة لم يتردد سعيد بوزرواطة ، المدير الاداري للرجاء البيضاوي، في منحنا ورقة المرور إلى عالمه الخاص،المرتبط أساسا بدائرة عمله الاداري في نادي الرجاء. في مرافقته طيلة ساعات يوم الاثنين الأخير، كشف بوزرواطة عن تفاصيل عمله كمدير إداري، وووضع أمامنا كل عناوين برنامجه اليومي الذي يتميز بانضباط كبير، وتنظيم محكم، لايجد معه المرء أية غرابة وهو يكتشف تلك الصورة القوية التي يرسمها الرجاء البيضاوي في مخيلة كل المتتبعين. الاثنين 12 يناير 2009 { الساعة 7و15 دقيقة: التوجه إلى مقر النادي. { الساعة الثامنة: تناول وجبة الفطور بمقهى يرتاده يوميا، وقراءة الصحف الوطنية، والاطلاع بالخصوص على الأخبار الرياضية. { الساعة الثامنة والنصف: الحلول بمقر النادي والشروع في مباشرة المهام. { التاسعة: مراجعة مذكرته الشخصية، والاطلاع على برنامجه اليومي ومواعيده العملية، ثم إلقاء نظرة على كل المراسلات الوافدة، وتحضير وتحرير المراسلات و الوقوف على إرسالها لمختلف الجهات المعنية. { التاسعة والنصف: الاشتغال على الورقة التنظيمية للمباراة القادمة التي تجمع بين الرجاء والجيش الملكي يوم الأحد، مراجعة ما تم الاتفاق عليه مع اللجنة التنظيمية التابعة لمكتب الرجاء، ومع رضوان الطنطاوي الكاتب الاداري المكلف بالفريق الاول، بخصوص المباراة، وأخذ كل الترتيبات التنظيمية بما فيها المراسلات الموجهة إلى السلطة المحلية وكل الجهات التي لها علاقة وارتباط باللقاء. { العاشرة والنصف: مرافقة فريق الرجاء فئة الفتيان إلى مطار محمد الخامس، وأخذ كل ترتيبات سفره إلى دولة الامارات العربية المتحدة، حيث تنتظره المشاركة في بطولة العين الدولية من 15 إلى 25 يناير، والتي تعرف مشاركة أندية: العين، الرجاء، إسبانيول، نجوم افريقيا، الامارات، الأهلي المصري، أولمبيك مارسيليا وفالنسيا الاسباني. { الثانية عشرة والربع: العودة إلى المكتب بمقر النادي. بعد مراجعة المراسلات، التوجه إلى اجتماع مغلق (مدته 20 دقيقة) مع الرئيس عبدالله غلام والتطرق إلى كل المستجدات. { الواحدة والنصف: اجتماع مع شفيق العربي مدير مركز التكوين بالنادي، لمناقشة موضوع المباراة الودية المقرر تنظيمها نهاية الأسبوع، بين الرجاء فئة الشبان وفريق فرنسي يمارس في القسم الشرفي بالبطولة الفرنسية. { الثانية زوالا: مغادرة مقر النادي والتوجه إلى البيت لتناول وجبة الغداء. { الساعة الثالثة: العودة إلى المكتب، ومطالعة المراسلات الوافدة، وإعداد التقارير للمكتب وللجن المتفرعة عنه. { الرابعة: مواكبة التسيير الداخلي للنادي، وتفقد حالة الملاعب، (ملعبا تيسيما والوازيس)، الاجتماع مع رضوان الطنطاوي من أجل توفير متطلبات التداريب، وكذا متطلبات المعسكر وكل ما يتعلق بالمباراة القادمة. { بين الخامسة والسابعة: تهييء وإعداد اجتماع المكتب المسير، ووضع التقارير والمحاضر.