ذاكرة فن العيطة تكشف عن نفسها بالدار البيضاء

على هامش فعاليات الدورة الأولى من مهرجان العيطة المرساوية، التي تنظم ما بين 25 و27 يوليوز الجاري بالعاصمة الاقتصادية، يقام بمقر جهة الدار البيضاء – سطات معرض يحمل عنوان "ذاكرة فن العيطة".
ويتيح هذا المعرض المفتوح في وجه العموم منذ أول أمس الخميس، الانغماس في تاريخ وثراء فن العيطة، هذا النوع الموسيقي التقليدي المتجذر بعمق في الثقافة المغربية.
يشمل هذا المعرض على الخصوص آلات وإكسسوارات وألبسة وصور وأسطوانات ووثائق تعرف بهذا النوع الموسيقي، ومكوناته وخصائصه ودلالات وأدوار الشيوخ والشيخات داخل المجتمع المغربي، من خلال غناء العيطة.
كما يسلط المعرض الضوء على العديد من المعدات والقطع الرمزية، بما في ذلك أجهزة تشغيل tourne-disques vinyle، ومجموعة من الراديو الكلاسيكية، وصور تاريخية وآلات موسيقية خاصة بفن العيطة، منها على الخصوص الطعريجة (آلة إيقاع موسيقية) والعود، وهي ليست فقط أدوات للإبداع الموسيقي وبل رموز ثقافية غنية.
فعبر التاريخ المثير والعاطفي لهذا الفن المغربي النموذجي، يسافر المعرض بالزوار من خلال الصور التاريخية، التي أرخت للحظات رئيسية والشخصيات المميزة لهذا اللون الموسيقي، والتي تضع الزائر أمام بدايات العيطة وتطورها على مر العقود. ومن بين المعروضات، نجد كذلك ألبومات موسيقية تحيلك على الأجواء الأصيلة للعصور الماضية.
كما يتضمن المعرض صورا لشخصيات رمزية لفن العيطة، منها على الخصوص بوشعيب البيضاوي، والحاجة الحمداوية، وخديجة الغليمية، وعبد الكبير البهلول، وأحمد الزياني، وكذلك لحسن المسكين، والشيخة ضونا، وبوشعيب الزياني، وخديجة السطاتية، وزهراء المراكشية وآخرين.
وبهذه المناسبة، أكدت حفيظة خويي، المديرة الجهوية للثقافة بجهة الدار البيضاء – سطات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية هذا المعرض المنظم على هامش مهرجان العيطة المرساوية، والذي"يتيح لنا اكتشاف رواد العيطة، ويتتبع مراحلها المختلفة منذ ظهور هذا الفن المرتبط ارتباطا وثيقا بمقاومة المستعمر وبالقضايا الوطنية ".
وأضافت السيدة خويي أن "المعرض يضم أيضا آلات فن العيطة، مقدمة بسخاء من الفنان خالد البوعزاوي، بما في ذلك آلات موسيقية وصور توثق لتاريخ العيطة"، مشيرة إلى أن المعرض يشيد بالشيخات، فنانات هذا اللون الغنائي، اللواتي ميزن تاريخ العيطة بصوتهن القوي وحضورهن على المسرح.
يشار إلى أن مهرجان العيطة المرساوية، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات، بتعاون مع مجلس جماعة الدار البيضاء، إلى غاية 27 يوليوز الجاري، يتضمن برنامجا غنيا ومتنوعا، يشمل سهرات فنية تحييها فنانات وفنانون وفرق فن العيطة.
تنظيم مهرجان العيطة المرساوية يندرج في إطار اتفاقية الشراكة ما بين الوزارة ومجلس الجهة، من أجل تنويع وتطوير العرض الثقافي بالجهة، خاصة في شقه المتعلق بالتظاهرات والتنشيط الثقافي ضمن مخطط برنامج التنمية الجهوية 2022-2027.
https://www.almaghreb24.com/maroc24/gtas