عاش عدد من المسافرين، مساء أمس الجمعة، لحظات من الارتباك والتوتر بعد توقف قطار "البراق" رقم 2038 بين زناتة وعين السبع إثر عطب تقني مفاجئ، تسبب في شلل شبه تام لحركة القطارات من وإلى طنجة، دون أن يتلقى الركاب أي توضيحات من إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية. ورغم مرور ساعات طويلة على توقف الرحلات وتأخر القطارات، لم يصدر أي بلاغ رسمي فوري أو تدخل ميداني لتطمين المسافرين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في المحطات أو داخل العربات، في صمت إداري مطبق زاد من حدة التذمر والاستياء. ولجأ العشرات من المسافرين إلى وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك"، بحثاً عن أي معلومة توضح ما يجري، في غياب تام لممثلي المكتب الوطني للسكك الحديدية في الميدان، أو أي قناة فعّالة للتواصل مع الزبناء في مثل هذه الحالات. وأكد عدد من المتضررين أن ما وقع لا يرتبط بالعطب التقني في حد ذاته، إذ يمكن أن يحدث في أي شبكة حديدية بالعالم، بل يتعلق أساساً بفشل المكتب الوطني للسكك الحديدية في إدارة الأزمة والتواصل مع المسافرين بفعالية ومسؤولية. ويأتي هذا المشهد، الذي أثار انتقادات واسعة، قبل أسابيع قليلة من انطلاق منافسات كأس إفريقيا للأمم بالمغرب، حيث يُفترض أن يكون قطاع النقل، وخاصة السكك الحديدية، في أعلى درجات الجاهزية والتنسيق، سواء على مستوى التدبير التقني أو التواصل المؤسساتي. ويرى متابعون أن هذه الواقعة تشكل جرس إنذار حقيقي للمكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي يُنتظر منه أن يُراجع استراتيجيته في التعامل مع الأزمات، وأن يضع في مقدمة أولوياته التواصل السريع والواضح مع زبنائه، حفاظاً على الثقة والمصداقية.