توفي الممثل والمخرج الأمريكي الشهير روبرت ريدفورد، الحائز على جائزة الأوسكار، اليوم الثلاثاء ، عن عمر يناهز 89 عاما، في منزله بمدينة صندانس بولاية يوتا، محاطا بأحبائه، حسبما أعلنت وكيلة أعماله سيندي بيرغر. وطلبت الأسرة احترام خصوصيتها في هذه اللحظات المؤلمة. ريدفورد لم يكن مجرد نجم سينمائي وسيم، بل كان رمزا للشغف والإبداع والالتزام بالقيم التي آمن بها طوال حياته. و عرف بأدواره الخالدة في أفلام مثل "Butch Cassidy and the Sundance Kid" و"All the President's Men"، كما أبدع خلف الكاميرا بإخراج أفلام حازت على جوائز مثل "Ordinary People" و"A River Runs Through It". و شغفه الكبير بالفن دفعه لتأسيس معهد صندانس، الذي أصبح منصة للمواهب الشابة والسينما المستقلة حول العالم، حيث يسلط مهرجان "صندانس السينمائي" الضوء على الأفلام التي تحمل رسالة وإبداعا حقيقيا بعيدا عن الضوضاء التجارية. و لم يتوقف ريدفورد عند حدود الفن، بل كان ناشطا بيئيا محبا للطبيعة، خاصة في ولاية يوتا التي اعتبرها وطنه الثاني. إذ كرس حياته للحفاظ على المناظر الطبيعية الخلابة وحماية البيئة في الغرب الأمريكي. وعلى الرغم من تقدمه في العمر، واصل ريدفورد التمثيل حتى سنواته الأخيرة، مشاركًا في أفلام مثل "Our Souls at Night" على نتفليكس عام 2017، و"The Old Man & the Gun" عام 2018، مؤكدا دائما أنه لا يرى في الحياة مكانا للتقاعد عن الشغف: "هناك حياة نعيشها، فلماذا لا نعيشها قدر استطاعتنا لأطول فترة ممكنة؟" و على الصعيد الشخصي، عاش ريدفورد لحظات من الحزن العميق، أبرزها فقدان ابنه ديفيد جيمس عام 2020، لكنه بقي مخلصا لعائلته وقيمه، ملهما الأجيال من خلال أعماله وحياته التي كانت مزيجا من الفن والإنسانية والحماية البيئية. رحيل روبرت ريدفورد سيترك فراغا كبيرا، لكنه سيظل خالدا في قلوب محبيه، وفي كل فيلم ومبادرة بيئية وفنية ساهم فيها، تاركا إرثا من الإبداع والالتزام بالحياة التي عاشها بشغف كامل.