مع تواصل انتشار صور ومقاطع فيديو من غزة على شبكات التواصل الاجتماعي، يجد ملايين المتابعين أنفسهم أمام مشاهد قاسية لضحايا العدوان الإسرائيلي من أطفال ونساء وشيوخ. هذه الصور، بما تحمله من دماء ودمار، لا تمر مرور الكرام، بل تترك انعكاسات نفسية متفاوتة تطال الجميع، كبارا وصغارا. في هذا السياق، أوضحت الأخصائية في علم النفس الاجتماعي سناء يقين، في حديث مع رسالة 24، أن التعرض المستمر لمثل هذه المواد البصرية يولد صدمات نفسية تتجلى في اضطرابات النوم، الكوابيس، فقدان الشهية وحتى أعراض جسدية مثل التبول اللاإرادي أو قضم الأظافر عند الأطفال. وتضيف أن الإحساس بالعجز عن تقديم المساعدة يزيد من حدة الضغط النفسي، خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة. على المستوى النفسي، تشير يقين إلى أن مشاعر الحزن والخوف وعدم الأمان باتت أكثر شيوعا، إضافة إلى اضطرابات القلق ونوبات الهلع، التي قد تتطور في بعض الحالات إلى ما يُعرف باضطراب ما بعد الصدمة. وترى أن هذه الأوضاع تُعيد إحياء صراعات داخلية دفينة لدى أشخاص يعانون هشاشة في بنيتهم النفسية. وللتخفيف من وطأة هذه الانعكاسات، تنصح الأخصائية بالابتعاد قدر الإمكان عن متابعة الفيديوهات الدموية والاكتفاء بقراءة الأخبار، إلى جانب ممارسة أنشطة تضامنية وإنسانية مرتبطة بالقضية الفلسطينية، ما يساهم في التخفيف من مشاعر العجز وتأنيب الضمير. كما توصي بالبحث عن مصادر للمتعة والطاقة الإيجابية مثل مشاهدة الأعمال الفكاهية، ممارسة الرياضة، التأمل، وتبني نظام غذائي صحي. وتؤكد يقين أن الدعم الأسري يظل ركيزة أساسية، من خلال فتح قنوات الحوار مع الأطفال والمراهقين لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم وتصحيح تصوراتهم حول الأحداث بما يتناسب مع أعمارهم. كما تحذر من التحدث باستمرار عن مشاهد الحرب أمامهم، لما قد يخلفه ذلك من ضغط نفسي إضافي.