الدار البيضاء–سطات : تعزيز عرض التكوين المهني بإطلاق ثلاثة مراكز قطاعية

أعطيت، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، الانطلاقة الرسمية للدخول التكويني برسم الموسم 2025-2026 بثلاثة مراكز جديدة مخصصة في مهن لحام المعادن ، والكهرباء والإلكترونيات، والتكوين في مهن الخدمات الثالثية، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ومؤسسة محمد الخامس للتضامن.
حضر حفل الإطلاق الرسمي محمد الأزمي منسق وعضو المجلس الإداري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، والمديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، لبنى اطريشا، وكذا شركاء مؤسساتيين واقتصاديين وسلطات محلية.
ويتعلق الأمر بمراكز التكوين في مهن لحام المعادن بتيط مليل (عمالة مديونة)، الذي يوفر 800 مقعد بيداغوجي، ويقترح ثمانية شعب تكوين تأهيلية تغطي مجالات الهندسة الميكانيكية، والبناء المعدني، والتلحيم متعدد الاستعمال ، والأنابيب الصناعية.
كما يضم ورشات متخصصة، ومختبر للتجارب والمراقبة، إلى جانب فضاءات مخصصة لتطوير المهارات، والمقاولة، واللغات. وقد تطلب إنجاز هذا المشروع غلافا ماليا إجماليا قدره 94 مليون درهم.
أما مركز التكوين في مهن الكهرباء والإلكترونيات بسيدي عثمان (عمالة مولاي رشيد)، فقد أحدث على مساحة 4.707 متر مربع بطاقة استيعابية تصل إلى 608 مقعد بيداغوجي.
ويقترح هذا المركز تسعة شعب تكوينية في مجالات الهندسة الكهربائية، والإلكترو–ميكانيك، والميكاترونيك، والصيانة الصناعية، والتكنولوجيات المرتبطة بها، وكذا مختبر "فاب لاب" وعددا من الورشات المتخصصة التي تشجع على التعلم التطبيقي، بتكلفة مالية إجمالية قدرها 32,5 مليون درهم.
وبالنسبة لمركز التكوين في المهن الثالثية بلوازيس بالدار البيضاء ، فهو موجه لمجالات التسيير، والتجارة، والمساعدة الإدارية، بطاقة استيعابية إجمالية تبلغ 840 مقعدا بيداغوجيا. وتبلغ الميزانية الاجمالية لهذا المركز، الذي أقيم على مساحة 3.650 متر مربع، 25 مليون درهم.
وبالمناسبة، أبرزت السيدة اطريشا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الأهمية الاستراتيجية لهذه المبادرة المشتركة، مؤكدة أن الشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن تعد الأكثر هيكلية بالنسبة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.
وأضافت "شراكتنا مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن جد ثمينة . فمنذ سنوات، مكننا هذا التعاون من إغناء وتوسيع منظومة التكوين المهني بمختلف جهات المملكة".
وتابعت أن هذا التعاون أثمر إحداث أزيد من 70 مركزا للتكوين عبر ربوع المملكة، مع إيلاء اهتمام خاص للشباب بالوسط القروي، والنساء، والفئات في وضعية صعبة.
وذكرت ، بهذه المناسبة، بأن الدخول التكويني 2025-2026 تميز بفتح 24 مركزا جديدا وإدراج تخصصات متنوعة في مجالات مبتكرة، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجيات الأشخاص في وضعية إعاقة.
وأوضحت أن هذه المراكز الجديدة تعزز منظومة مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بجهة الدار البيضاء–سطات، والتي تضم 101 مؤسسة تكوين، فضلا عن 11 مركزا داخل الوسط السجني مفتوحة أمام الشباب المتدربين وفق معايير محددة مسبقا.
من جهته، أكد المسؤول عن مشاريع مؤسسة محمد الخامس للتضامن بجهة الدارالبيضاء-سطات عبد الحميد صنهجير، أن دخول هذه المراكز حيز الخدمة بالجهة يأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في إطار رؤية وطنية تروم تعزيز تشغيل الشباب، ودعم القطاعات الاقتصادية الواعدة، وتوفير تكوين ملائم قادر على تلبية متطلبات سوق الشغل.
وأضاف أن هذه المؤسسات من الجيل الجديد مجهزة بتكنولوجيات حديثة وتستجيب للمعايير الدولية في مجال التكوين المهني، موضحا أن كل مركز يقترح بين 8 و 10 من شعب التكوين موزعة على ثلاثة مستويات: تقني متخصص، وتقني، والتأهيل.
وأشار إلى أنه، فضلا عن العرض البيداغوجي الأساسي، تتوفر هذه المراكز على آليات موازية تشمل تكوينات مرنة، ووحدات للغة ، وبرامج مخصصة للمقاولة، بهدف تسهيل إدماج الشباب مهنيا وتعزيز روح المبادرة لديهم.
وأوضح أن إنجاز هذه المشاريع تطلب غلافا ماليا إجماليا يفوق 152 مليون درهم، مبرزا الالتزام الدائم للمؤسسة لصالح تطوير الكفاءات، والإدماج السوسيو–اقتصادي، وتمكين الشباب.
من جانبه، أفاد المدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بجهة الدار البيضاء–سطات، محمد السماع، أنه تم بمناسبة الدخول التكويني 2025-2026 توفير أزيد من 102 ألف مقعد بيداغوجي على مستوى الجهة، مع عرض تكوين يغطي التكوينات بدبلوم (أي 72 في المائة) والتكوينات التأهيلية.
وأضاف أنه تم خلال هذه السنة تشغيل خمسة مراكز تكوين بالجهة، من بينها ثلاثة أنجزت بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن، مما يعزز العرض الجهوي في قطاعات استراتيجية كالنقل واللوجستيك، والهندسة الكهربائية والميكانيكية، وكذا مهن السيارات.
وتابع أنه في سياق هذه الدينامية التنموية، تم إطلاق عدة مبادرات لمواكبة المتدربين في مسار إدماجهم المهني، مع التركيز على التشغيل وقابلية التشغيل، إلى جانب برامج موجهة لمواكبة الشباب المتدربين حاملي المشاريع، بهدف تشجيع روح المبادرة وترسيخ ثقافة التشغيل الذاتي بالجهة.
يذكر أن هذه المراكز دخلت حيز الخدمة في يوليوز 2025 تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ومنذ افتتاحها، شرعت في مراحل تسجيل وتوجيه المتدربين. تندرج انطلاقتها في إطار انطلاق الدخول التكويني 2025-2026، الذي يتميز بشبكة وطنية من 510 من مؤسسات التكوين المهني بطاقة استيعابية إجمالية تصل إلى 418 ألف مقعد بيداغوجي.