بعد أكثر من عشر سنوات من الغياب والجدل والظلال الطويلة، خرج الفنان اللبناني فضل شاكر من صمته، ليس عبر أغنية جديدة أو ظهور إعلامي، بل عبر مشهد واقعي يشبه نهاية فيلم طويل، حين سلم نفسه طوعا إلى الجيش اللبناني بعد سنوات من الاختباء في مخيم عين الحلوة. في خطوة غير متوقعة، أنهت مرحلة ملتبسة امتزجت فيها الشهرة بالتهمة، والصوت العذب بالاتهام الثقيل. فقد أكدت مصادر ميدانية أن شاكر غادر المخيم سيرا على الأقدام، متجها نحو حاجز للجيش اللبناني قرب الحسبة في صيدا، هادئ الملامح، مطمئن النظرات، يبتسم لمرافقيه كما لو كان يسير نحو مسرح لا نحو تحقيق. وعند وصوله، استقبله ثلاثة ضباط تسلموه بهدوء، لتبدأ مرحلة جديدة من فصول قصته الطويلة. وهكذا عاد اسم فضل شاكر إلى واجهة الأخبار ومنصات التواصل، بعدما تحول من رمز فني إلى حالة مثيرة للانقسام. و قد تصدر الوسم #فضل_شاكر التريند اللبناني والعربي، بين من رأى في تسليمه نفسه شجاعة رجل واجه مصيره بكرامة، ومن اعتبره محاولة متأخرة لتجميل ماض لا يغتفر. الفنان صلاح الكردي كتب مدافعا عنه: "عرفت فضل منذ أكثر من عقدين، لم أر منه إلا الخير والصدق"، بينما اعتبر آخرون أن هذه الخطوة ربما جاءت بعد تفاهمات قانونية تمهد لتسوية وضعه وإغلاق ملفه قضائيا. لكن في المقابل، علت أصوات أخرى تذكر بأن فضل شاكر لم يكن بعيدا عن أحداث عبرا الدامية عام 2013، حين سقط جنود لبنانيون في مواجهات مع جماعة أحمد الأسير، داعين إلى أن تكون العدالة هي المقياس الوحيد، لا العاطفة ولا الحنين إلى صوته القديم. و في المقابل، نشر الصحفي رامز القاضي شهادة مثيرة كتب فيها: "غطيت معركة عبرا، وفضل لم يطلق رصاصة واحدة على الجيش، من يعرفه عن قرب يدرك أنه يستحق فرصة ثانية". كلمات أعادت النقاش إلى جوهر القضية: بين من يراه مذنبا صمت طويلا، ومن يراه فنانا أخطأ ثم قرر مواجهة مصيره بشجاعة. و في ظل كل ما يحدث، يطرح كثيرون سؤالا يملؤه الفضول والترقب: هل سيطوي فضل شاكر صفحة الماضي ليبدأ من جديد كفنان يعود إلى الساحة بعد سنوات الغياب؟ أم أن ظلال ماضيه ستبقى تلاحقه في ذاكرة اللبنانيين، مهما غنى عن الحب والغفران؟