علمت "المغربية" من مصدر مقرب، بوجود شخص يبلغ من العمر حوالي 35 سنة، محتجز منذ ما يقارب 17 سنة، في سطح منزل والديه، بحي سيدي معروف بمنطقة أولاد حدو في الدارالبيضاء، في ظروف غير إنسانية، ومكبل اليدين. وقابلت "المغربية"، خلال الجولة الميدانية التي قامت بها ليلة الجمعة الماضي، شبابا أكدوا الواقعة، وأشاروا إلى أن المسمى "أ.ح" شاب في مقتبل العمر، احتجز في منزل بحي سيدي معروف، بعد مضي ستة أشهر على وفاة والده قبل 17 سنة. وأبرزوا أن المحتجز كان يتمتع بكامل قواه العقلية والبدنية، إلى حدود فترة وفاة أبيه، ليتحول بعدها إلى حالة تثير الشفقة والرحمة، بسبب تدهور حالته الصحية، وموجات الصياح المتعالي، التي تسمع بشكل واضح، في الفترة الليلية. في السياق نفسه، توصلت "المغربية" بوثيقة تضامن من سكان الحي، يشيرون فيها إلى ضرورة تدخل السلطات العمومية لفك الأسر عن المحتجز، وإحالته على الجهات الطبية المختصة لتشخيص مرضه، وإخضاعه لكافة الفحوصات الطبية، نتيجة الحالة اللا إنسانية التي آل إليها، مع ضرورة إجراء تحقيق في النازلة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء مرضه واحتجازه طيلة 17 سنة. وأكد مصدر "المغربية" أن أحد الأصدقاء القدامى للضحية المحتجز، واظبوا على زيارته كلما سنحت الفرصة لذلك، سيما خلال أيام الأعياد، التي تصادف زيارة أفراد أسرة المحتجز لأقاربهم، مشيرين إلى أن الضحية يعاني الإهمال وسوء المعاملة المتمثلة في تقديم وجبات الغذاء من تحت الباب. من جهة أخرى، علمت "المغربية" من مصادر من عين المكان، أن قصة الضحية في علم بعض المسؤولين الترابيين، الذين تعاملوا مع حالته كأنه شخص يعاني مرضا عقليا، وأن عملية احتجازه، الغرض منها، مخافة عليه من أن "يتيه" أو يتعرض إلى مكروه. استنادا إلى تصريحات المقربين من الضحية، فإن وضعية المحتجز، شهدت تغييرات في الفترة الأخيرة، عزتها إلى استكشاف بعض الحالات على الصعيد الوطني التي تداولتها وسائل الإعلام، ومدى خطورة الوضع على الجهات المتورطة في النازلة. كما علم أنه إثر ذلك، قدمت بعض الوصفات التجميلية للضحية، وجرى إخراجه من نفقه المظلم، الذي كان يعيش فيه مدة ناهزت 17 سنة، مخافة أن يستكشف أمر المتورطين في العملية.