أكد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مساء أول أمس الأربعاء، خلال مهرجان خطابي، نظم بمناسبة الذكرى ال 65 لمظاهرة المشور بمراكش، بقاعة الاجتماعات بمقر بلدية المشور القصبة، أن أهمية هذه الذكرى تكمن في كونها تؤرخ للحدث، الذي مهد الطريق إلى ثورة الملك والشعب، وكانت بمثابة الشرارة الأولى لهذه الثورة الخالدة التي ستليها مجموعة من الانتفاضات الأخرى. الكثيري في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن هذه المظاهرة جسدت فورة جماهيرية للتصدي للمؤامرة الاستعمارية التي استهدفت المغفور له محمد الخامس، وكانت إيذانا بانطلاق الشرارة الأولى لحركة المقاومة والفداء بمراكش وعبر التراب الوطني، ودفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وأوضح الكثيري أن هذه المظاهرة شكلت فرصة لاستحضار القضية الوطنية الأولى، المتمثلة في قضية الوحدة الترابية من أجل العمل على صيانتها وتثبيت المكاسب التي تم تحقيقها، ما يستدعي التعبئة الدائمة لمواجهة خصوم الوحدة الترابية الوطنية، المتربصين بالحقوق المشروعة لبلدنا على أقاليمه الجنوبية. وأشار الكثيري إلى أن هذه الانتفاضة جسدت أروع صور الوطنية والمقاومة والتصدي لمؤامرة الوجود الاستعماري الرامية إلى نفي رمز البلاد جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، وإبعاده وعائلته إلى المنفى والعمل على تنصيب صنيعة الاستعمار، اعتقادا بأن ذلك سيخمد جذوة الروح الوطنية ويفصم العرى الوثيقة والالتحام المكين بين العرش والشعب ويحد من نضالهما المشترك في سبيل الحرية والاستقلال. ودعا الكثيري في ختام كلمته إلى العناية بالذاكرة التاريخية باعتبارها جزء من تربية الناشئة على روح وقيم الوطنية والمثل العليا والسلوك القويم ومكارم الأخلاق، والعمل على المحافظة عليها. من جانبه، أوضح محمد فؤاد الحوري رئيس بلدية المشور القصبة، أن هذه الذكرى تشكل صفحة مشرقة في سجل الكفاح الوطني البطولي ضد الاستعمار، وتدخل في إطار الملاحم الوطنية التي توليها المندوبية السامية لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير أهمية بالغة. وأضاف الحوري، أن هذه المناسبة ومثيلاتها من الذكريات الوطنية المجيدة محطات للتأمل والتدبر واستحضار النضالات الوهاجة في مسيرة الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد التي ستبقى على الدوام نبراسا تستنير به الأجيال الصاعدة واللاحقة والمتعاقبة في مسيراتها الجديدة نحو البناء والنماء وكسب رهاناتالحاضر والمستقبل وإعلاء صروح الوطن. وتضمن الاحتفال بهذا الحدث التاريخي المجيد تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتوزيع مساعدات اجتماعية وإعانات مالية وإسعافات على عدد من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، حيث تم توشيح أربعة من المقاومين بأوسمة ملكية(، وسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط)، بالإضافة إلى تكريم بعض أفراد أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير بعمالة مراكش.