اعتبر المشاركون في هذا المنتدى المنعقد تحت عنوان "تنظيم الدولة الاسلامية والمواجهة ضد التطرف" أن التجربة المغربية تجسدت في مبادرات عملية ملموسة من قبيل برنامج لتكوين الأئمة المحليين ولفائدة دول أجنبية ونهج إسلام وسطي متسامح ومنفتح يعد صمام أمان لمواجهة التطرف والإرهاب والتعصب الديني. ووصف جيل دو كيرشوف الخبير والمنسق على صعيد المجلس الأوربي في مجال محاربة الإرهاب النهج المغربي في هذا المجال بالعمل المشهود له، والذي أعطى ثماره. وحرص هذا الخبير المطلع بشكل واسع على التجربة المغربية على إبراز مرتكزاتها الكبرى أمام الخبراء المشاركين من سياسيين وجامعيين ومنظمات غير حكومية، مبرزا أن عددا من الدول الافريقية التي تعاني من أخطار التطرف الديني، الذي يدفع بشبابها إلى الارتماء في أحضان تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي في سوريا قام في مارس 2015 بإحداث معهد متخصص لتكوين الائمة يتابع الدراسة فيه حاليا 500 إمام من غينيا والكوت ديفوار ومالي وتونس وفرنسا الى جانب زملائهم من المغرب. وأضاف أنهم يتلقون تعليما دينيا متخصصا يحمل قيم الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح كما هو ممارس في المغرب منذ قرون على أساس المذهب السني المالكي. وفي تدخلها خلال أشغال هذا المنتدى قالت سفيرة المغرب بالتشيك، سوريا عثماني، ان الهدف من إحداث معهد محمد السادس لتكوين الائمة سيتعزز من خلال مبادرة ملكية أخرى مهمة وهي إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في يوليوز الماضي، والتي تضم العديد من العلماء المتحدرين من عدد من البلدان الافريقية بهدف المساهمة في تعزيز وتقوية إسلام معتدل ووسطي. من جهته، أبرز المتدخل هاراس رفيق المدير التنفيذي لمؤسسة التفكير اللندنية (كيليام فونديشين) التي تحمل اسم المواطن الإنجليزي ويليام كيليام الذي اعتنق الإسلام في القرن 19 وأسس أول مسجد في بريطانيا، أبرز الأهمية التي يضطلع بها بلد كالمغرب ذي الإشعاع الممتد في المجال الديني عن طريق مؤسسة إمارة المؤمنين. واعتبر أنه في الأزمة الحاضرة حيث تسود ضبابية كبيرة المسألة الدينية يعد النموذج المغربي عنوانا بارزا يحظى بثقة وتقدير في افريقيا والعالم ليس فقط لأنه يتبنى المذهب السني المالكي المنتهج في عدد من البلدان الافريقية، ولكن أيضا للأهمية الكبيرة ولمركزية الصوفية في تاريخ المملكة. يذكر أن هذا المنتدى نظم من قبل مجموعة التفكير "القيم الاوربية" برعاية البرلمان التشيكي ومؤسسات اوربية مرموقة من قبيل مركز ويلفريد مارتينز للدراسات الأوربية ومؤسسة كونراد اديناور.