عمر ‬هلال ‬يفحم ‬مجددا ‬ممثل ‬الجزائر ‬بالأمم ‬المتحدة ‬و ‬يفضح ‬أساليبه ‬الملتوية:‬    120 شاحنة للنقل الدولي تنتصر عبر دول العالم لقضية الصحراء المغربية    اليابان ‬تدعم ‬جهود ‬المملكة ‬لتسوية ‬قضية ‬الصحراء ‬المغربية ‬وكوريا ‬تراهن ‬على ‬المغرب ‬باعتباره ‬بوابة ‬لإفريقيا ‬    طلبة الطب والصيدلة يرحبون بوساطة رئيس الحكومة لحل أزمة التكوين    لهذه الأسباب.. تأجيل امتحانات الدورة الربيعية لكلية الطب والصيدلة بطنجة    مرشحة اليسار الحاكم في المكسيك كلاوديا شينباوم تصبح أول رئيسة للبلاد بعد فوزها في الانتخابات    إسرائيل توصي مواطنيها بعدم السفر لجزر المالديف    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    المطار الدولي ببني ملال يستأنف نشاطه    "الإهمال" و"الفوضى" يطالان واحة سيدي يحيى بوجدة    من هم مساعدو مدرب برشلونة الجديد؟    بدعم من اليونسكو ومن أجل نشر المواد الصحفية المتنوعة : المعهد العالي للإعلام والاتصال يطلق منصة بيداغوجية ومهنية لفائدة الطلبة    هل ‬بدأت ‬الخطوة ‬الأولى ‬على ‬طريق ‬إنهاء ‬الحرب ‬في ‬قطاع ‬غزة ‬الفلسطيني ‬؟    بعد خسارته التاريخية.. حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يطمح لتشكيل ائتلاف حكومي    تعرض صحراويين للقتل من طرف الجيش الجزائري.. إعدام خارج القانون    زلزال قوي بلغت شدته 6 درجات يضرب هذه الدولة    أفلام وحكام مهرجان "الرباط كوميدي" الخامس: مسابقة الأفلام الكوميدية القصيرة.    الرجاء البيضاوي يعتلي الصدارة في انتظار خطوة واحدة بوجدة    الجامعة الملكية المغربية للملاكمة بطولة المغرب التأهيلية للملاكمة كبار للموسم الرياضي 2024/2023    الدراج العثماني يحل ثانيا في "غاروا"    مداهمة مقاهي للشيشة وسط طنجة وتوقيف أشخاص مبحوث عنهم    الرجاء يطيح بالوداد في ديربي البيضاء ويخطف صدارة الدوري من الجيش    موسيقى جهجوكة.. نغمات صوفية من جبال المغرب إلى أبرز مسارح العالم    المؤتمر الوطني الإفريقي يخسر غالبيته المطلقة في برلمان جنوب إفريقيا ويبحث عن ائتلاف    طقس الإثنين.. أجواء حارة وزخات رعدية بهذه المناطق    جائزة الحسن الثاني للفروسية التقليدية تسدل الستار بتتويج "سربة برشيد"    أحمدي نجاد يقدم ترشيحه للانتخابات الرئاسية الإيرانية    القبض على سيدة وأبنائها بتهمة قتل وإخفاء جثة الزوج في حائط المنزل    ليبيريا تجدد الدعم لمغربية الصحراء    تحالف "أوبك+" يتفق على تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط    جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين    تتويج الفنان والعازف السعودي عبادي الجوهر بجائزة زرياب للمهارات بمهرجان تطوان الدولي للعود    الدرهم ينخفض بنسبة 0,51 % مقابل الأورو    تقارير: كيليان مبابي انضم رسميا إلى ريال مدريد    الهند.. وفاة 33 موظفا في مراكز الاقتراع بسبب الحرارة المفرطة    هذا ما قاله براهيم دياز بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا    أمن البيضاء يُحبط محاولة تهريب أطنان من المخدرات    حفل استثنائي لبوريل يختتم مهرجان فاس    The Village Next to Paradise فيلم من الصومال تتغنى به المواقع السينمائية حول العالم    الرباط: معرض نموذجي بصندوق الإيداع والتدبير لخريجي المدرسة العليا للفنون الجميلة بالبيضاء    صلاحي السويدي رئيس منتدى الصحراء للحوار والثقافات يجتمع بالمديرة العامة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات    بعد منع أسماء لزرق من الغناء بتونس.. فنانون مغاربة يطالبون ب"تطبيق المعاملة بالمثل"    انطلاق أعمال القمة الدولية لريادة الأعمال ونهائي برنامج الإيسيسكو لتدريب الشباب بمجال التكنولوجيا    مسؤول: نأمل أن يتم تسريع وثيرة دراسات مشروع تّحلية مياه البحر لإنقاذ سقي 10 آلاف هكتار بتارودانت (فيديو)    رغم الجفاف.. ارتفاع صادرات المغرب من الماء    صحيفة اسبانية: المغرب يستورد مزيدا من الأغنام الإسبانية وأسعارها تتراوح ما بين 2200 و4400 درهم حسب العينات (فيديو)    من هو طارق حمان المدير العام الجديد للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب؟    منظمتان تهتمان بتعزيز الحكامة الرقمية    الأمثال العامية بتطوان... (613)    المغرب يسجل 47 إصابة جديدة ب"كوفيد"    جهة الرباط تتصدر إصابات "كورونا" الجديدة    توديع فوج حجاج إقليم تاوريرت المتوجهين إلى بيت الله الحرام    وصول أولى طلائع الحجاج المغاربة إلى المدينة المنورة يتقدمهم حجاج الأقاليم الجنوبية    4 فوائد صحية محتملة للقهوة "رغم أضرارها"    "العلم" تواكب عمل البعثة الطبية المغربية لتقريب خدماتها من الحجاج في مكة والمدينة    عامل المضيق الفنيدق يستقبل الحجاج المتوجهين للديار المقدسة    «الموسوم الوجيه بأعلام آل الشبيه» : كتاب يتتبع مسار العائلة والزاوية الإدريسية لثلاثة قرون    أول مغربية تقاضي أسترازينيكا تصف الحكم القضائي بالتعويض المالي بالمنصف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإصلاح الديني بالمغرب بين أهل الحديث وأهل العقيدة
نشر في المساء يوم 20 - 06 - 2010

يعتبر الصراع بين أهل الحديث وأهل العقيدة صراعا طويلا ومريرا، زلت فيه الأقلام وحارت فيه العقول، صراعا طبع مراحل الحكم الإسلامي، فمن محنة الإمام مالك إلى محنة الإمام
أحمد بن حنبل، تعددت القراءات والتأويلات للنصوص القرآنية والنبوية، واختلفت الفرق الكلامية باختلاف مناهجها وأصولها العقدية وسياقاتها السياسية.
فهذه المعتزلة قدست العقل وطرحت النص جانبا، والمحدثون طرحوا العقل جانبا وغالوا في التشبث بالنص، وتلك معطلة عبدت عدما و مجسمة عبدت صنما، ومرجئة أطمعت المنافق في رحمة الله وخوارج أخرجت العبد من رحمة الله، أما الشيعة فتشددت في جعل العصمة في آل البيت من سلالة علي، وبعكسها قالت السنة فجعلت العصمة بيد الأمة للحديث القائل: «ما اجتمعت أمتي على ضلالة». وهكذا ظل الصراع مستمرا باستمرار هذه الفرق والمذاهب، بل قامت حروب وحروب بسبب الخلافات الفقهية و العقدية.
لكن المغرب البلد المحروس بتلاوة القرآن، عرف وحدة عقدية ومذهبية وسلوكية منذ المولى إدريس إلى محمد السادس، الذي أسس لنظرية اندماجية بين الدين والحداثة، يدعو من خلالها إلى تأسيس دور العالم وإشراكه في صلب المشروع الحداثي للأمة المغربية .
هذه النظرية انتبه إليها علماء العقيدة واستوعبوها بل باركوها عن علم وفهم، أما علماء الحديث فباركوا النظرية رغم استعصاء الفهم، وهذا ما يؤكده خروج بعض علماء أهل الحديث بفتاوى وبلاغات تحث على مواجهة بعض القيم الكونية وجميع أشكال الفن والإبداع، كما لاحظنا في مجموعة من التصريحات حول المهرجانات السينمائية أو الفنية.
إن النظرية الاندماجية بين الدين والحداثة التي أعلن عنها أمير المؤمنين محمد السادس ويتعهدها اليوم بالتنزيل على أرض الواقع، تجعل أهل الحديث في مواجهة قضايا الحداثة بشكل مباشر، وذلك من خلال مسؤوليتهم في الدعوة والتبليغ التي أوكلها لهم أمير المؤمنين.
ونجد بذور هذه النظرية الاندماجية في الرسالة الملكية الموجهة إلى مهرجان الموسيقى الروحية بفاس بتاريخ 02 يونيو 2007. ومما جاء فيها: «فكما أن الحرية واحدة في معناها، والعدالة واحدة في مبناها، فكذلك يجب أن تكون الحداثة، واحدة في آلياتها وأهدافها، وفرصة لتجاوز التفاوت والتمييز بين البشر، حيثما كانوا. وهنا تلتقي الحداثة بالمقدس. فالمقدس حداثة عريقة، والحداثة مقدس معاصر. والحداثة بدون مقدس قد تصير المقدس الأوحد عديم الروح. وفي الحداثة والمقدس يصغي فيها العقل لصوت السماء. وقد أكد فلاسفة الإسلام، أن الدين حق، والفلسفة حق، والحق لا يعارض الحق. كما مجد القرآن الحكمة التي هي لب الفلسفة. فقال تعالى: «ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا». وليست الحكمة إلا منطق العقل، والانفتاح على الإيمان، ونبذ كل ما يتعارض مع تحكيم العقل... ومن هذا المنطلق، فإن التمسك بالمقدس لا يعني الانغلاق أو التحجر، مثلما أن الأخذ بالحداثة لا يعني الاستلاب أو الاغتراب. وبالنظر للعلاقة، التي ينبغي أن تربط بين المقدس والحداثة، فإن المقدس بدون تفاعله مع الحداثة، يبقى كالجسد المحنط. كما أن الحداثة بدون قيامها على المقدس تظل عديمة الروح. مما يجعل منهما مفهومين متكاملين، غير متناقضين».
فأين أهل الحديث الذين يسهرون على الشأن الديني من هذه النظرية وبعضهم يعارض كل يوم قيم الحرية والمساواة بين الجنسين...؟، أم نحن في حاجة إلى علماء أهل العقيدة لتنزيل هذه النظرية إلى مواطني المغرب المتجدد والمعاصر لأصالته وعصره؟.
الصراع بدأت ملامحه مع انفتاح المغرب على محيطه الدولي وانخراطه فيه من خلال رفع جميع التحفظات على الاتفاقيات الدولية، وحصوله على وضع متقدم في الإتحاد الأوربي، وإطلاقه لمشروع الجهوية الموسعة ومبادرة الحكم الذاتي، إذ نلحظ ردود أهل الحديث في بعض القضايا وصمتهم في قضايا أخرى، بل نلحظ غياب القراءة الشرعية الموازية لهذه القضايا، ولا نسجل سوى قولهم بمحاولة اختراق السلفية لهم، وهنا نسائل أهل الحديث الجالسين على الكراسي الوثيرة، أين أنتم من الخطب الملكية التي تدعوكم إلا النزول إلى الناس في المساجد والبوادي والقرى؟ أين أنتم من الخطب التي تقول لكم لا تجعلوا مجالسكم أكواخا مهجورة؟ أم أن الحديث عن الاختراق من طرف السلفية هو التفعيل الحقيقي للخطب الملكية، فإن كان كذلك فعن أي سلفية تتحدثون؟ سلفية علال الفاسي أم عبد الله كنون أم سلفية الحجوي وحجي والمكي الناصري...
إن الصراع الحقيقي بين أهل الحديث وأهل العقيدة حول الشأن الديني بالمغرب غير راجع لمسألة اختراق السلفية للمؤسسة العلمية، لكنه راجع بالأساس إلى قوة أهل العقيدة في تنزيل النظرية الإندماجية بين الدين والحداثة، وقدرتهم على تفعيل دور المجتمع المدني، وقد برز ذلك بقوة وديناميكية كبيرة من خلال الكراسي العلمية التي أطلقتها المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بجهة الرباط بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي بالرباط.
فهل يراجع أهل الحديث مواقفهم تجاه هذه النظرية؟ أم أن أهل العقيدة سيستمرون في توحيد صفهم من أجل إشراك المجتمع المدني في عملية الفهم و الاستيعاب لهذه النظرية الرائدة وتقريبها من المواطنين؟ وهذا هو جوهر الإصلاح الديني، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

عبد النبي عيدودي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.