اوزين حسم الصراع مع لشكر: غانمشيو للتصويت على رئاسة لجنة العدل والتشريع    ميراوي التزم بحل الإشكالات التي يمكن إثارتها بعد عودة طلبة الطب للدراسة (بيان)    تقرير رسمي: 82 % من الأسر المغربية تدهورت مستوى معيشتها    تتمة لمسرحية التصعيد بينهما: إسرائيل تشن هجوماً على إيران.. ولا خسائر تُذكَر    تعرض الدولي المغربي نايف أكرد للإصابة    اليونسكو ضيف شرف الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط    وفاة قنصل مغربي في هولندا والسلطات المغربية تسارع اجراءات نقل جثمانه    ارتفاع كبير في أسعار النفط والذهب عقب الهجوم على إيران    "لارام" و"سافران" تعززان شراكتهما في مجال صيانة محركات الطائرات    بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بارتفاع    قرار جديد لوزارة الصحة يرفع سعر دواء للسرطان بنحو 973 درهم    مجلس النواب يعقد جلسة لاستكمال هياكله    طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس    سيول: راغبون في مشاركة المغرب بالقمة الكورية الإفريقية الأولى    الجزائر تبرر طرد صحافي بمواقف جون أفريك    "إعلان الرباط" يدعو إلى تحسين إدارة تدفقات الهجرة بإفريقيا    فريق بركان يرفض إخفاء خريطة المملكة    موعد الجولة ال27 من البطولة ومؤجل الكأس    بعد النشرة الإنذارية.. تحذيرات لمستعملي الطرق بتوخي الحيطة والحذر    السجن المحلي الجديدة 2 ترد على ادعاءات سجين سابق تقول ب "تجويع السجناء"    الأمن يضبط شحنة كوكايين بمدينة طنجة    النيابة العامة تلتمس متابعة الطبيب التازي ومن معه بجناية الاتجار بالبشر    إطلاق الرصاص على كلب لإنقاذ قاصر مختطفة    خريجو علم النفس الاجتماعي يستنكرون إقصاءهم من مباراة السجون    حماية المعطيات الشخصية تذكر بشروط تثبيت كاميرات المراقبة في أماكن العمل    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني عن 81 عاما    المكتب التنفيذي ل"الكاف" يجدد دعمه لملف ترشيح المغرب وإسبانيا والبرتغال لتنظيم مونديال 2030    سفيرة المغرب بإسبانيا تتحدث عن سبب تأخر فتح الجمارك بباب سبتة    بسبب فيتو أمريكي: مجلس الأمن يفشل في إقرار العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة    شنقريحة وتبون ما كيعرفو لا رياضة لا جورة: سعرو ملي شافو خريطة المغرب على صدر بركان وحجزو على تونيات الفريق والكاف كيتفرج    قبل مونديال 2030.. الشركات البرتغالية تتطلع إلى تعزيز حضورها في السوق المغربية    "ميتا" طلقات مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني فمنصاتها للتواصل الاجتماعي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    في تقليد إعلامي جميل مدير «الثقافية» يوجه رسالة شكر وعرفان إلى العاملين في القناة    الطريق نحو المؤتمر ال18..الاستقلال يفتح باب الترشح لعضوية اللجنة التنفيذية    صورة تجمع بين "ديزي دروس" وطوطو"..هل هي بداية تعاون فني بينهما    منظمة الصحة تعتمد لقاحا فمويا جديدا ضد الكوليرا    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    السودان..تسجيل 391 حالة وفاة بسبب الاصابة بمرضي الكوليرا وحمى الضنك    باستثناء الزيادة.. نقابي يستبعد توصل رجال ونساء التعليم بمستحقاتهم نهاية أبريل    التراث المغربي بين النص القانوني والواقع    المدير العام لمنظمة "FAO" يشيد بتجربة المغرب في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والغابات    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    ضربات تستهدف إيران وإسرائيل تلتزم الصمت    "الكاف" يحسم في موعد كأس إفريقيا 2025 بالمغرب    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغاربة.. بين حب آل البيت والتشيع الرافضي
نشر في هسبريس يوم 07 - 09 - 2009

يحار المرء كثيرا وهو يتصفح كتب ومراجع الشيعة الإمامية حين يقف على تلك المفارقة الكبيرة بين ادعاء حب وإتباع أئمة أهل البيت، وبين الطعن والشماتة فيهم من خلال الروايات التي سطرتها أيادي مراجع ومؤلفوا دين الإمامية، وتزداد الحيرة والدهشة أكثر حين تواجه الشيعي الرافضي بمروياته فيقول لك : ليس عند الشيعة كتاب صحيح إلا القرآن!!. ""
إننا نسعى من خلال السطور التالية نبش المسكوت عنه في دين الشيعة الإمامية، ذلك المسكوت عنه الذي لا يرغب الشيعة أن يعرفه المسلمين حق المعرفة. إنه السؤال الكبير: من يحب ويحترم آل البيت، أهل السنة، ومعهم المغاربة، أم طائفة الشيعة الاثني عشرية؟؟.!! وهل فعلا المغاربة ثقافتهم شيعية رافضية أم أنهم محبون لآل البيت وكفى؟
يطمح الشيعي الرافضي، افتراء وكذبا، إيهام من لا يعرف من المسلمين، أن أهل السنة وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم كانوا مناصبين العداء لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما يحاول إيهام، من لا يعرف أيضا حقيقة دين الشيعة الإمامية، أن حب المغاربة لآل البيت واحترامهم له هو من جنس الحب المزعوم الذي يعبر عنه الشيعة في المآثم من: لطم للخدود، وشق للجيوب، وجلد للظهور بالسلاسل، وجرح للرؤوس بالسيوف والخناجر. ثم ما يتبع ذلك من زحف لقبور الأئمة على الركب، والدعاء عندها وطلب قضاء الحوائج ممن يرقد بها ( كل هذا صارت القنوات الفضائية فاضحة له ومخرجة له من السر إلى العلن ليعلم بذلك القريب والبعيد من المسلمين غير المسلمين، فصار الشيعة بذلك أضحوكة العالم، وشر البلية ما يضحك، أعاذنا الله والمسلمين جميعا منها )، في خرق سافر لأصول التوحيد الذي من أجله بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، فقاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيله وضحى، و جاهد ضد الجاهلية الوثنية حتى من الله عليه بالنصر المبين والفتح العظيم، وهو الذي قال في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مالك في الموطأ : (( اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد اشتد غضب الله عَلَى قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )). فأكمل له الدين وأتم عليه النعمة، فسر بذلك من كان معه، في حجة الوداع، من المؤمنين الموحدين، وعلى رأسهم: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، صحابة و قرابة، فرضوان الله على الجميع.
إن ادعاء وجود بعض العادات والتقاليد في الوسط الشعبي المغربي أنها علامة مميزة على أن المغاربة شيعة في اللاعوي، (وهو نوع من الدعاية المجانية يمارسها الشيعي الرافضي على المغاربة للتطبيع مع التشيع الصفوي الرافضي ) وإن كانوا سنة في الظاهر، نعتقد أنه ادعاء يقوم على قراءة مغلوطة لتلك العادات والتقاليد، على المنهج الشيعي المعروف. منهج يُشهد له بالتميز والإبداع في القراءات المغلوطة لنصوص القرآن والسنة، بل أضحى الشيعة الاثني عشرية بذلك، الطائفة رقم واحد في تحريف النصوص ولي أعناقها وتحميلها ما لا تحتمل دون باقي الفرق والطوائف المبتدعة التي فارقت أهل السنة والجماعة، فكيف بهم فيما هو دون ذلك من إنتاجات البشر العاديين؟؟!!.
منطق " السوسيولوجيا " يفند طروحات " الشيعي الرافضي " المتهافتة
سنقتصر هنا على ذكر بعض الأمثلة المهمة التي سيكون بإذن الله الحديث عنها قاصمة ظهر مروجي الإفك والبهتان من الشيعة الإثني عشرية فنقول بإذن الله، سنقتصر على ذكر اثنتين منها على سبيل المثال لا الحصر:
عادات وتقاليد شهر محرم الحرام تنفي عن المغاربة التشيع الرافضي
إذا أردنا التحدث بالمنطق السوسيو- ثقافي في التأصيل اجتماعيا وشعبويا لبعض المظاهر الاجتماعية لدى المغاربة التي أراد، الشيعي الرافضي، أن يمتطي ظهرها للترويج لترهاته، فإننا لن نجد في الموروث الثقافي المغربي الشعبي وغير الشعبي، كتابات ولا تقاليد مغربية تؤرخ ل " التقاليد الشيعية الرافضية " كما هو متعارف عليها عند الشيعة.
لم يمارس المغاربة يوما، ولا في فترة زمنية معينة من تاريخهم الإسلامي، سواء فرادا أو جماعات، ما يسمى ب " الشعائر الحسينية " التي تصادف كل سنة العاشر من محرم وتستمر بعد ذلك طيلة الأربعين يوما الموالية، مع ما يواكب ذلك من عقد لمجالس " العزاء الحسيني " المزعومة، وهي مجالس بالمناسبة، الحسين رضي الله عنه بريء منها إلى يوم الدين، مجالس شرك بالله وبدع منكرة مخالفة لهدي النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مع ما يتبع ذلك من ترديد أشعار وأهازيج، إن صح القول، تروى فيها " المرثيات الحسينية ".
بل أكثر من هذا، إننا نجد في الموروث الثقافي المغربي، عادات وثقافة تخالف تماما تلك الشائعة في المجتمعات الشيعة، من قبيل الاحتفال بأيام شهر الله محرم الحرام التي تصادف بداية العام الهجري الاسلامي، خاصة اليوم العاشر منه، من مثل:
1) انعقاد مهرجانات البيع والشراء الشعبية التي تُروج فيها مختلف أصناف التجارة، أبرزها تجارة الفواكه الجافة؛
2) إظهار علامات الفرح والبهجة بذلك اليوم، من خلال التوسعة على
العيال، بشراء اللعب والهدايا، وتبادل الزيارات العائلية، وصيام العاشر من محرم، وهي علامات يعتبرها الشيعة الرافضة في مواقعهم الالكترونية ، و كتبهم و مصادرهم ومراجعهم الدينية، من علامات نصب العداء لأهل البيت وبغضهم، وأن ذلك فعل النواصب، فهل يستطيع الشيعي الرافضي المغربي أن يقول أن المغاربة هم نواصب لأن عاداتهم وتقاليدهم الاحتفالية في شهر محرم الحرام تختلف جذريا عن عادات وتقاليد الشيعة الرافضة الغارقة في الحزن المزيف، والعويل والصراخ على من التحق بالرفيق الأعلى شهيدا زكيا، نتيجة الخيانة الشيعية يوم كربلاء؟.
إن احتفال المغاربة هذا، لا يمكن أن يدرج إلا في إطار الحديث النبوي الشريف الذي كرس اعتبار ذلك اليوم مهما وعظيما لأن الله نجا فيه نبيه الكريم موسى ابن عمران وقومه من فرعون وجنوده فعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فنحن أحق وأوْلى بموسى منكم " فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه (البخاري، ح/2004، ومسلم، ح/11330)، غير أن الشيعة الرافضة المساخيط يضربون بهذه الروايات عرض الحائط فقط لأنها لا توافق ضلالهم .
كما أنه ليس من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تجديد الأحزان، وإدامة البكاء، وإظهار الحزن على الأموات مهما كانت مرتبتهم ومكانتهم، ناهيك عن النواح عليهم، مع ما يتبع ذلك من العادات الجاهلية التي نهى عنها رسول الله في غير ما حديث صحيح.
لقد مات أناس كانوا أعزاء، ولهم مكانة عظيمة عند نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم واستشهدوا في حياته، ولم يفعل صلوات ربي وسلامه عليه ما يمكن أن يفهم منه أنه تجديد للحزن عليهم كل سنة، ولم يُقِم لهم مجالس للعزاء في كل سنة من ذكرى وفاتهم أواستشهادهم. ماتت خديجة رضوان الله عليها، وقد كانت حصنه المتين في الشدائد والكرب التي مر منها في بداية دعوته المكية، كما استشهد عمه حمزة بن عبد المطلب، أسد الله ورسوله ومُثِّل به يوم أحد، كما مات أبناؤه و بناته، رقية وزينب، في حياته، ومات ابنه إبراهيم، عليهم السلام جميعا، ورغم ذلك فقد كان النبي الكريم مدرسة في الصبر والاحتساب والثبات عند المصائب وأهوال موت وفراق الأحبة، كيف لا وقد نزل الله عليه في الذكر الحكيم، المعجزة النبوية الخالدة: (( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )) قال الإمام القرطبي المالكي في تفسيره : (( فيه ست مسائل :
الأولى : قوله تعالى : مصيبة، و المصيبة : كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه ، يقال : أصابه إصابة ومصابة ومصابا . والمصيبة واحدة المصائب (...) . والمصاب الإصابة ، قال الشاعر :
أسليم إن مصابكم رجلا أهدى السلام تحية ظلم
... والمصيبة : النكبة ينكبها الإنسان وإن صغرت ، وتستعمل في الشر ، روى عكرمة أن مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم انطفأ ذات ليلة فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون فقيل : أمصيبة هي يا رسول الله ؟ قال : نعم كل ما آذى المؤمن فهو مصيبة .
قلت : هذا ثابت معناه في الصحيح ، خرج مسلم عن أبي سعيد وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته)) .
الثانية : أخرج ابن ماجه في سننه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال: (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا ( أي قال: إنا لله وإنا إليه راجعون ) وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب)) .
الثالثة : من أعظم المصائب المصيبة في الدين، ذكر أبوعمر عن الفريابي قال حدثنا فطر بن خليفة حدثنا عطاء بن أبي رباح قال: (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب .)) أخرجه السمرقندي أبو محمد في مسنده ، (...) . قال أبو عمر : وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة، انقطع الوحي وماتت النبوة . وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب وغير ذلك، وكان أول انقطاع الخير وأول نقصانه. قال أبو سعيد : ما نفضنا أيدينا من التراب من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا . ولقد أحسن أبو العتاهية في نظمه معنى هذا الحديث حيث يقول:
اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن المرء غير مخلد
أوما ترى أن المصائب جمة وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة ؟ هذا سبيل لست فيه بأوحد
فإذا ذكرت محمدا ومصابه فاذكر مصابك بالنبي محمد
الرابعة : قوله تعالى : قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون جعل الله تعالى هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب ، وعصمة للممتحنين : لما جمعت من المعاني المباركة ، فإن قوله : إنا لله توحيد وإقرار بالعبودية والملك . وقوله : وإنا إليه راجعون إقرار بالهلك ، على أنفسنا والبعث من قبورنا ، واليقين أن رجوع الأمر كله إليه كما هو له . قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى : لم تعط هذه الكلمات نبيا قبل نبينا ، ولو عرفها يعقوب لما قال :يا أسفى على يوسف .
الخامسة : قال أبو سنان : دفنت ابني سنانا وأبو طلحة الخولاني على شفير القبر ، فلما أردت الخروج أخذ بيدي فأنشطني وقال : ألا أبشرك يا أبا سنان حدثني الضحاك عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته أقبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول أقبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول فماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد)) .وروى مسلم عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله عز وجل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها )) . فهذا تنبيه على قوله تعالى : وبشر الصابرين إما بالخلف كما أخلف الله لأم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه تزوجها لما مات أبو سلمة زوجها . وإما بالثواب الجزيل ، كما في حديث أبي موسى ، وقد يكون بهما.
السادسة : قوله تعالى : أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة هذه نعم من الله عز [ ص: 166 ] وجل على الصابرين المسترجعين . وصلاة الله على عبده: عفوه ورحمته وبركته وتشريفه إياه في الدنيا والآخرة . وقال الزجاج : الصلاة من الله عز وجل الغفران والثناء الحسن . ومن هذا الصلاة على الميت إنما هو الثناء عليه والدعاء له ، وكرر الرحمة لما اختلف اللفظ تأكيدا وإشباعا للمعنى ، كما قال : من البينات والهدى ، وقولهأم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم . وقال الشاعر:
صلى على يحيى وأشياعه رب كريم وشفيع مطاع
وقيل : أراد بالرحمة كشف الكربة وقضاء الحاجة .
وفي البخاري وقال عمر رضي الله عنه : نعم العدلان ونعم العلاوة : الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون . أراد بالعدلين الصلاة والرحمة ، وبالعلاوة الاهتداء . قيل : إلى استحقاق الثواب وإجزال الأجر ، وقيل : إلى تسهيل المصائب وتخفيف الحزن .
فأنى للشيعة الرافضة مثل هذا الهدى القرآني والهدي النبوي الشريف في التعامل مع المصائب صيغرها وكبيرها؟؟.
تعليق اليد أو " الخميسة " هل تخدم الطرح الشيعي المهزوز ؟
هل يمكن أن نقول أن تعليق المغاربة ل" اليد " أو"الخميسة "، في باب المنازل، أو في السيارات، أو في أعناق النساء والصبية على شكل حلي، هو علامة على أنهم يطلبون من فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن " تدفع عن البيت وعن ساكنيه كل صنوف الأذى و خطر العين "؟ كيف صارت فاطمة رضوان الله عليها تدفع الأذى عن الناس بعد موتها في حين كانت في حياتها، حسب الأسطورة الشيعية، عاجزة أن تدفع عن نفسها الأذى الذي لحقها من عمر ابن الخطاب رضي الله عنه،( معاذ الله أن يفعل الفاروق ذلك ببنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )، وقد كسر ضلعها!!!، وحرق بيتها!!!، وعصرها بين الجدار والباب حتى دخل المسمارين في صدرها الشريف!!! ، مما نتج عنه سقوط جنينها " المحسن " كما تحكي بذلك الأسطورة الشيعة؟؟!!! وهو للإشارة، قد أسقط من حسابات الشيعة لعدد الأئمة المعصومين، حيث يحسبون اثنا عشر بدل ثلاثة عشر.
وقفة مع المظلومية
هذه المظلومية، التي أعطى لها الشيعة أقصى وأبشع " صور التراجيديا "، أنكرها المرجع الشيعي العربي الوحيد، السيد محمد حسين فضل الله، وهو بإنكاره هذا وتصريحه بكذب القصص الموضوعة من قبل الشيعة الاثني عشرية، وحكمه على كل الروايات المعتمدة في الباب بعدم الصحة والوثاقة ولا يمكن الاطمئنان إليها، يكون بذلك حصل على بطاقة الشرود، والطرد من صفوف المرجعيات المعتبرة ( العالم المرجع عند الشيعة له من السلطة ما له، فهو يصبح مرجعا للتقليد من قبل عوام الشيعة وطلبة العلم عندهم في أمور الدين كلها ، كما أنه تصبح له القدرة على تلقي أموال الأخماس التي يُفرض على الشيعة أداءها لمن يقلدونه من المراجع، وهكذا يصبح المرجع قوة علمية و اقتصادية رهيبة تمكنه من العبث بعقول وأموال وأعراض الشيعة كيفما يريد )، فحصد نقمة مرجعيات قم والنجف، بل هناك من صار إلى تكفيره بإنكاره هذا.
بل قد اعتبر السيد محمد حسين فضل الحديث عن المظلومية بالتصوير الشيعي الخرافي، طعنا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وحطا من كرامته وإهانة لشجاعته، حيث لم يبادر للدفاع عن زوجه أم أولاده، سبطي الرسول، بضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح: (( ... ومن مات دون عرضه فهو شهيد ...))؟ فهل علي يَضِنُّ بنفسه على بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يغار عليها، ولا يرضى أن يموت في سبيل عزتها و كرامتها؟، هل كان يبغضها؟ ألا يسعى في إرضائها ودفع ما يغضبها؟ كيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه آله وسلم: (( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها يغضبني... )) أخرجه البخاري ومسلم، غير أن رواية مسلم فيها: (( ... أن المسور بن مخرمة حدثه أنه سمع رسول الله (ص) على المنبر وهو يقول إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ثم لا آذن لهم ثم لا آذن لهم إلا أن يحب إبن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما إبنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها ))، كما أُخرج الحديث في باقي الكتب الستة، وهذه منقبة عظيمة لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إنها ردت فعل أي رجل شريف، أن ينهض للدفاع عن أهل بيته، فكيف بعلي الكرار، أبا تراب، لا يفعل؟!!، والشخص الذي يدافع عنه هنا ليس شخصا عاديا بل إنها: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنها. بل أين بقية بني هاشم من هذا التعدي المزعوم؟ هل كلهم تواطئوا وسكتوا عن نصرة الزهراء أم أنهم جبنوا وخافوا وماتوا رعبا من قوة عمر ابن الخطاب التي لا تقهر؟؟؟!!!.
إن حديث: (( فاطمة بضعة مني ...)) لا يوجد عند الشيعة ولا تجده في كتب الشيعة المعتمدة، بل ليس عندهم طريق صحيح ورواية موثقة لإثبات هذه المنقبة العظمية للزهراء رضي الله عنها في كتبهم. بل إن كتبهم الأربعة المعتمدة، و هي الكافي، الاستبصار ، التهذيب ، و من لا يحضره الفقيه ليست فيها هذه المنقبة العظيمة التي أثبتها أهل السنة، في كتبهم ومروياتهم، للزهراء عليها السلام.
كيف يقال أن أهل السنة لا يهتمون ولا يعتنون بالعترة الطاهرة وهم يعتنون بتخريج مناقبهم وفضائلهم التي لا نجدها في أهم كتب الرواية عند الشيعة؟.
وأكثر من هذا، إننا حين نسلط الضوء على مرويات أهل البيت في كتب الحديث السنية، خاصة علي وفاطمة والحسن والحسين، ونقارنها مع ما حوته كتب الشيعة من روايات عنهم نجد حقيقة صادمة سنبينها كالتالي:
من يحفظ مرويات آل البيت.. السنة أم الشيعة؟؟!!.
عندما نراجع كتب الأحاديث عند الشيعة والسنة لمعرفة عدد الروايات المروية عن طريق آل البيت وسنقتصر هنا فقط على التعرض لعدد مرويات، علي وفاطمة والسبطين عليهم السلام جميعا..نجد أن عند الشيعة الكتب الأربعة المعتمدة والمعتبرة التالية و هي: الكافي، ومن لا يحضره الفقيه، والتهذيب، والاستبصار. وعند أهل السنة هي الصحيحين:البخاري ومسلم ثم الكتب الستة الترمذي والنسائي وأبو داود ابن ماجه واحمد بن حنبل والدارمي.
إن مجموع الروايات في كتب الشيعة الأربعة السالفة الذكر تبلغ 44الف وأكثر بقليل، ومجموع ما روي عن الرسول يبلغ644من اصل44الف رواية موجوده في الكتب الاربعه عند الرافضة.
والعجيب أن الكافي لوحده وبأجزائه الثمانية يحتوى على أكثر من 16الف رواية ووليس فيها للرسول صلى الله عليه وآله وسلم سوى 92 حديثا فقط وكلها فى أسانيدها إشكال وضعف ونكارة باعتراف علمائهم. أما جعفر الصادق فعدد رواياته بالكافي9219، في حين لا نجد لفاطمة التي يتباكى عليها الشيعة والمتشيعين معا ولا رواية واحدة في جميع الكتب الأربعة، بالمقابل نجد لها في كتب أهل السنة 11 رواية عند أحمد بن حنبل وحده 7 روايات لها، فمن ذا الذي روى عن فاطمة واهتم بتراثها السنة أم الشيعة؟؟!!.
أما علي بن ابي طالب فرواياته في الكتب الأربعة الشيعية تبلغ 690 رواية .
أما عند أهل السنة بالمصادر التي ذكرناها سابقا فعددها1583 في حين نجد أن عدد مرويات أبوبكر فعددها لا يتجاوز 210، وعمر977، وعثمان 313 مع العلم أن في مسند الإمام احمد بن حنبل توجد فيه لوحده 804 رواية، أي: يفوق فيه لوحده ما يوجد في أربع كتب شيعية معتبرة مجتمعة، وهكذا فإننا ان عدد مرويات علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كتب الحديث السنية تفوق مرويات كل من أبي بكر وعمر وعثمان مجتمعة، فهل أهل السنة يبغضون عليا، باعتنائهم بمروياته وتخريجها في كتبهم؟.
أما الحسن بن علي فقد روى عنه الشيعة في الكتب الأربعة 21 رواية في حين نجد في كتب أهل السنة 35 رواية عند أحمد بن حنبل وحده 18 حديثا.
أما الحسين بن علي رضي الله عنه فقد خرج الشيعة له في كتبهم الأربعة 7 أحاديث فقط. أما عند أهل السنة فقد بلغت 43 حديثا، وفي احمد بن حنبل وحده نجد له 18 حديثا بما يعني الضعفين تقريبا مما يوجد في الكتب الشيعية الأربعة.
فمن ذا الذي روى لأهل البيت واهتم بتراث العترة الطاهرة، أهل السنة الصادقين في حبهم وولائهم أم الشيعة المتباكين كذبا وزورا على أهل البيت، وهم من خذلوهم في كربلاء يوم أن خرج الحسين رضوان الله عليه من مكة قاصدا شيعة الباطل الذي دعوه للكوفة للمبايعة؟.
بعد هذا الاستطراد مع مرويات أهل البيت وبيان من يهتم بتراثهم ممن هو كاذب أفاك أثيم، نعود لموضوعنا، حول الرموز في الثقافة الشعبية عند المغاربة لنبين أن قراءة الشيعي الرافضي لها، قراءة يعتريها العور و التعسف في فهم الظواهر الاجتماعية المغربية المتربطة. إن رمز اليد أو " الخميسة " على القراءة الصحيحة والسليمة، ترمز في التراث الشعبي المغربي إلى الخمس آيات الموجودة في سورة الفلق الذي قال الله فيها: (( بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) ))، وحين نعمد إلى التفسير نجد فيها المعاني التالية وهي التي كان المغاربة يتعوذون منها وعملوا لذلك رمزا تعارفوا عليها عبر مرور الزمن وهو رمز الكف أو اليد او" الخميسة " وهو عدد آيات سورة الفلق.إن تفسير سورة الفلق وشرح مفرداتها تؤكد من نقوله وتبطل مزاعم الشيعي الرافضي، وهي المتماشية مع معاني التوحيد التي نص عليها القرآن الكريم ( من شر ما خلق :من حيوان وجماد. غاسق إذا وقب :أي الليل إذا أظلم أو القمر إذا غاب. النفاثات :أي السواحر اللاتي ينفثن. في العقد :أي في العقد التي يعقدنها.حاسد إذا حسد: أي إذا أظهر حسده و أعمله ). خمس آيات يتعوذ المغاربة بها من كل أنواع الشرور الموجودة، وليس الاستغاثة أو طلب الحفظ من عند أهل الكساء الذين ماتوا وانقطع عملهم كما جاء في الحديث الصحيح، (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ... )) الحديث. وهو ما يفسر استعمالهم لرمز اليد أو " الخمسة " كما قلنا، وليست ترهات الشيعة والمتشيعين.
أهل الكساء هل هم وحدهم أهل بيت النبي ؟
ورد في لسان العرب: أهل الرجل عشيرته وذوو قرباه، والجمع أهلون وأهال. وأهل الرجل: زوجه، وتأهل يعني تزوج. وأهل القرآن حفظته والعاملون به. وأهل المذهب من يدين به. وأهل الإسلام من يدين به. وأهل البيت سكانه. وأهل الرجل أخص الناس به.
يعد اللسان العربي ومكوناته من شعر ونثر، مساعدا ضروريا وأساسيا لفهم القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، ويخطئ من يعتقد أنه يمكن أن يفهم آي القرآن الكريم وكلماته بعيدا عن اصطلاحات العرب القدامى الذين نزل القرآن بلسانهم، بل أقول: هو واهم و مجنون يصبح فاقدا لأهلية التحدث عن القرآن الكريم.
إن لفظة (( أهل )) لم ترد في القرآن الكريم إلا وكان المقصود بها رأسا الزوجة، فقد قال الله تعالى فيما يخص نبي الله إبراهيم و زوجه سارة : ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت )، ولم يكن حينها إلا نبي الله ابراهيم وزوجه هاجر وليس تمت إسحاق ولا يعقوب. و قال بخصوص موسى عليه السلام وزوجه: ( فلما صار موسى بأهله ) فلم يكن مع موسى عليه السلام سوى زوجه ابنة شعيب ، وهكذا الأمر كله في القرآن الكريم،هذا بالمعنى الضيق، وأما بالمعنى الواسع لكلمة " أهل " و " آل " فهو يتعدى ليشمل أقارب الرجل وعشيرته وأنصاره وأتباعه : قال الله تعالى: (( ويوم القيامة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب )) وكلمة " آل " هنا بمعنى الجنود والأتباع والأنصار، هذا باختصار بيان لمعنى كلمتي "أهل" و " آل " في القرآن الكريم، ويمكن لمن يريد الاطلاع والتأكد أن يرجع للقرآن الكريم مع التفاسير ويتتبع ذلك بتفصيل.
إن أهل الكساء، الذين أردا الشيعة ظلما وعدوانا التفريق بينهم وبين أصحاب وأتباع وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ليسوا وحدهم من أهل بيت النبوة.. سنبين ذلك من خلال السطور التالية:
قال الإمام الطبري رحمة الله عليه في تفسير قوله تعالى: (( يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ( 32 ) وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 33 )واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ( 34 ) ))
(... اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله أهل البيت ) فقال بعضهم : عني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم ) . ثم أورد الأحاديث الدالة على ذلك.
وقال آخرون : بل عنى بذلك أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم... - ) ثم أورد الأحاديث الدالة على ذلك .
بمعنى أن الأمر ليس على المنوال الذي يدندن عليه الشيعة الرافضة من أن الأمر خاص بأهل الكساء، كيف يكون ذلك وسياق الآية، السابق واللاحق، من سورة الأحزاب كله كلام عن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهن المعنيات بالخطاب الرباني مع زوجهم و حبيبهم رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تبقى الأحاديث الواردة بخصوص أهل الكساء، نقول: أنها جاءت مضيفة وموسعة لمعنى أهل البيت، وليست تقصي أو تحصر أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين، ذلك أنه لو اكتفينا بالقرآن وحده لما عرف مسلم أن عليا وفاطمة والحسن والحسين هم أيضا من أهل البيت، لأن السبب المباشر لورود ونزول قوله تعالى: ((... إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ...)) هو نساء و أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قال بذلك حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. )) وقد أخرج الطبري وابن كثير وغيرهما من المفسرين أثر عكرمة الذي فيه : عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) قال : نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ) وقال عكرمة : من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
أما مرور النبي صلى الله عليه وآله عند صلاة الفجر ببيت علي وفاطمة مناديا عليها، وحاثا لهم على القيام لصلاة الفجر الذي ورد في حديث الإمام أحمد عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : " الصلاة يا أهل البيت ،) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، فلا يفهم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يوقظ زوجاته للصلاة، كيف وقد أمره الله تعالى بقوله: (( وآمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها )).
يريد الرافضي أن يصور لنا أن فاطمة رضوان الله عليها كانت على عدواة مع عائشة رضوان الله عليها، وهذا كذب وافتراء على الله وعلى رسوله وعلى المؤمنين، فعن شعيب بن أبي حمزة ثلاثتهم عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عن عائشة قالت: " أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت والنبي مع عائشة رضي الله عنها في مرطها، فأذن لها فدخلت. فقالت: إن أزواجك أرسلنني، يسألنك العدل في بنت أبي قحافة. قال: أي بنيّة! أتحبين ما أحبُّ. قالت: بلى. قال: " فأحبي هذه " فقامت، فخرجت فحدثتهم. فقلن: ما أغنيت عنا شيئاً فارجعي إليه. قالت: والله لا أكلمه فيها أبداً. فأرسلن زينب - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - فأستأذنت، فأذن لها، فقالت له ذلك، ووقعت في زينب تسُبّني، فطفقت أنظر: هل يأذن لي النبي صلى الله عليه وسلم، فلم أزل حتى عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر، فوقعت بزينب، فلم أنشب أن أثخنتها غلبة، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "أما إنها ابنة أبي بكر". أخرجه مسلم (2442/83)، والنسائي (7/64- 66)، وفي « الطبقات الكبرى» (8892)، وأحمد (6/88)، وابنُ أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3017)، والطبراني في «الكبير» (ج23/ رقم 105) عن صالح بن كيسان ومسلم، والبيهقي (7/299) عن يونس بن يزيد، والبخاري في «الأدب المفرد» (559)، والنسائي (7/66- 67)، وأحمد (6/88) ، وأخرجه أحمد (6/150- 151)، وإسحاق بن راهويه في «المسند» (871)، والنسائي (7/67)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3016)، وابن حبان (7105) عن عبد الرزاق، وهذا في «مصنفه» (20925)، قال: أخبرنا معمرٌ بهذا، كما أخرجه البخاري «كتاب الهبة» (2581) قال: حدثنا إسماعيلُ، قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن هشام بن عروة بهذا. كما صححه الألباني. (لا يعني قول عائشة أم المؤمنين ( أثخنتها غلبة ) أنها اعتدت عليها ، بل أنها انتصرت عليها ببلاغتها وصوابها ).
وأنا متأكد أن عبارات وكلمات هذا الحديث لن يعرف الشيعة الرافضة معناها، وسيعمل على تحويرها ليخرج منها أننا نظلم السيدة فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله، ونرفع من قدر السيدة عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله دون وجه حق، أو هكذا على الأقل تسول لهم شياطينهم وهذا يقودنا للحديث عن طعن الشيعة في أهل البيت من خلال جملة من المرويات الموجودة في كتبهم، قبل ذلك نصفعهم برواية عائشة رضوان الله عليها في صحيح مسلم وهي تحكي فضائل فاطمة وعلي والحسن والحسين رضوان الله عليهما، وفي هذا تأكيد على أن بيت أبي بكر وبيت علي رضوان الله عليهم كانا بيتان يقومان على تقوى الله والأخوة الإيمانية، فقد جاء في صحيح مسلم :
‏ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا محمد بن بشر عن زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: ((
‏إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) .
طعن الشيعة في أهل البيت عليهم السلام
1)لم يترك الشيعة الاثني عشرية واحدا من أهل البيت إلا وطعنوا فيه، فقد طعنوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين خصوصا عائشة رضي الله عنها. فهم يتهمون السيدة عائشة رضي الله عنها بالفاحشة، وهي التهمة التي برءها الله منها بنص القرآن الكريم في سورة النور من فوق سبع سموات، ونحن هنا لن نفصل في هذا النقطة لأنها ليست موضوع بحثنا، بل إننا سنقتصر فقط على ذكر طعن الشيعة في علي وأبنائه، حيث يزعمون أنهم يعظمونه ويبجلونهم، وسنذكر بعض الأمثلة على ذلك.
2)طعنهم في علي رضي الله عنه حيث يذكرون رواية ان عليا، والعياذ بالله
من هذا البهتان كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد، والنبي بينهما، ثم يقوم النبي يصلي الليل، وعلي وعائشة في فراش واحد وفي لحاف واحد ( بحارالأنوار2/40 ).
ثم يذكرون في الكافي(7/181) أن من وُجد مع امرأة في لحاف واحد يقام عليهما حد الزنا.
وفي رواية أن أبا عبد الله قال عن زواج عمر من أم كلثوم بنت علي بن
أبي طالب: ( إن ذلك فرجا غُصِبناه )( الكافي 5/336 ) .
وهذا لا شك من أعظم الطعن في علي رضي الله عنه، والله إن العربي ليموت دفاعاً عن عرضه، ويشرفه ذلك، ويمدح به، أعلي رضي الله عنه وهو سيد من سادات الشرفاء، وسيد من سادات الأتقياء يقول ذلك فرج غصبناه؟؟ تُأخذ ابنته غصباً؟؟هذا لا يمكن أن يكون من أدنى الأشراف منزلة، فكيف يكون من علي رضي الله عنه؟.
وكذلك روي عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: ( أتي عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه ولم تقدر عليه، فذهبت وأخذت بيضة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها ثم قالت: زنا بي هذا الرجل. فقال عمر لعلي: ماذا ترى؟ فنظر علي إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها، ثم حكم بأنه بياض بيض ) )بحار الأنوار40/303 (أعلي كرم الله وجهه ينظر بين فخذي امرأة غريبة عنه؟؟ هذا والله أعظم الطعن فيه.
3) محمد بن علي " الباقر":
عن عبيد الله الدابغي قال: دخلت حماماً في المدينة فإذ شيخ كبير وهو قيِّم الحمام ( يعني المسؤول عنه والحمام يعني الحمامات العامة )، فقلت: يا شيخ لمن هذا( يعني الحمام )؟ قال: لأبي جعفر؟ قلت: كان يدخله؟ قال: نعم. قلت: كيف كان يصنع؟ قال: كان يدخل فيبدأ فيطلي عانته وما يليها، ثم يلُف على طرف إحليله ( يعني الذكر ) ويدعوني فأطلي سائر بدنه. فقلت له يوما: الذي تكره أن أراه قد رأيته. فقال: كلا إن العورة سترته )( الكافي 6/497.)
4) جعفر بن محمد " الصادق ":
أ-عن زرارة قال: ( والله لو حدثت بكل ما سمعته من أبي عبد الله لانتفخت ذكور الرجال على الخُشب) ( الكشي123).
ب-وعن زرارة قال: ( سألت أبا عبد الله يعني جعفر الصادق عن التشهد؟ فأجاب. فقال زرارة: فلما خرجت ضرطت في لحيتي وقلت: لا يفلح أبداً) (الكشي142).
فانظروا، رحمكم الله، كيف الشيعة يتحدثون عن أئمة أهل البيت فهذا يجعلونه ينام بين رسول الله وأم المؤمنين عائشة وينظر لعورات النساء، وذاك يَضرُط زرارة في لحيته ويقول عنه لا يفلح أبدا، وذاك يرون عورته في الحمام، والآخر لو حدثوا عنه بكل ما سمعوا منهم لانتفخت ذكور الرجال على الخشب من ذلك. فالله المستعان ولا حول ولا وقوة إلا بالله.
بعد هذا كله لنا أن نسأل: من هم أتباع آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ومن هم محبوهم؟، ومن يسيئ إليهم ويغلوا فيهم وينتقص من قدرهم الشريف؟.
تاريخ المغاربة المالكية في رفض فكر و ثقافة الشيعة الإمامية
من نعمة الله على المغاربة أن علماءهم وفقهائم لم يتلوثوا ببدعة التشيع الرافضي، وقد بين الإمام القاضي عياض في كتابه " ترتيب المدارك وتقريب المسالك بمعرفة أعلام مذهب مالك "، وهو كتاب يؤرخ فيها لأعلام المذهب المالكي، ص 22: (( وفي كتاب الحكم المستنصر إلى الفقيه أبي إبراهيم، وكان الحكم ممن طالع الكتب ونقر عن أخبار الرجال تنقيراً لم يبلغ فيه شأوه كثير من أهل العلم، فقال في كتابه ... وقد نظرنا طويلاً في أخبار الفقهاء وقرأنا ما صنف في أخبارهم إلى يومنا هذا فلم نر مذهباً من المذاهب غيره أسلم منه فإن فيهم الجهمية والرفضية والخوارج والمرجئة والشيعة إلا مذهب مالك رحمه الله تعالى فإنا ما سمعنا أحداً ممن تقلد مذهبه قال بشيء من هذه البدع، ...) (ترتيب المدارك ص: 22 ).
وقد كان الإمام مالك رحمه الله ، إمام دار الهجرة، من أكثر الأئمة فضحا لحال الشيعة الرافضة السبابين واللاعنين لأصحاب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، فقال عنهم فيما نقله ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلًا صالحًا لكان أصحابه صالحين»( رسالة في سب الصحابة، عن الصارم المسلول ص:580)
لقد واجهت المالكية في غرب العالم الإسلامي واقعاً مغايراً لما واجهته في شرق العالم الإسلامي، والحق أنه مع الصلة الحميمة لشرق العالم الإسلامي مع غربه بفضل وحدة الدين واللغة، فإن لتاريخ كل منطقة من المنطقتين خصوصيتها التاريخية، وذلك يرجع إلى اختلاف المكونات والظروف بينهما.
وإذا كانت الدراسات الخاصة بتاريخ المذاهب الفقهية والفرق الكلامية والطوائف والفرق الدينية بشكل عام قطعت شوطاً كبيراً فيما يخص الجناح الشرقي من العالم الإسلامي، فإن البحث في تاريخ تلك المذاهب والفرق والطوائف في الجناح الغربي ما زال في بدايته، هذا مع ما يواجه هذا البحث من صعوبات شتى، تتمثل على الخصوص في ندرة المصادر الضرورية، وهكذا فإن الباحث في تاريخ المذاهب والفرق في المشرق يجد بين يديه المصادر الكافية في حين ضاعت جل المدونات المعتمدة في موضوعنا، وقد عني فقهاء المالكية رحمهم الله بتأريخ أعلام مذهبهم، وفي سياق ذلك ذكروا أوجه الصراع بين المالكية وغيرهم من المخالفين لهم، وتعد "طبقات المالكية" المصدر الأول لأي بحث يروم الكشف عن تاريخ المذهب في الغرب الإسلامي، ويعد كتاب "ترتيب المدارك" للإمام القاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي أول تصنيف في هذا الباب يعول عليه في التأريخ للمالكية عموماً وللمالكية في الغرب الإسلامي خصوصاً، وقد وقف القاضي عياض رحمه الله عند كثير من المعارك التي خاضها المالكية في مواجهتهم للفاطميين ولغيرهم من الفرق والطوائف، وهو دون شك أوفى مصدر في هذا الباب. ( عبد السلام شقور جهود المالكية في مواجهة الفرق المخالفة في الغرب الإسلامي).
صراع المالكية مع الدولة الشيعية الفاطمية
تميز وجود الفاطميين في المغرب منذ قيام دولتهم في سنة 279 ه( بصراع عنيف مع كل من الخوارج والمالكية حتى إن المالكية تحالفوا مع الخوارج لمواجهة الفاطميين، والحق أن الفاطميين طعنوا في المعتقدات التي قام عليها إيمان الناس، حيث بالغوا في النيل منها بالتشنيع الفظيع في حق أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وسخروا لذلك جهالهم). و( آذوا المالكية فنكلوا بهم أشد التنكيل وقاوم المالكية ذلك وكان نصيب المالكية في إفريقية كثيراً من التنكيل، ولم تسلم الإمارات المالكية من أذاهم في المغرب الأقصى، فقد خربت جيوش الفاطميين إمارة نكور وقضت على دولتهم، ودخل الفاطميون فاس وكانت من معاقل المالكية، كما دخلوا سجلماسة معقل الخوارج من الصفرية في المغرب الأقصى، وقد أرهب هذا كله دولة الأمويين في الأندلس، وخاف الأندلسيون على أنفسهم من أن تشرئب أعناق الفاطميين إلى حكم الأندلس فاضطروا إلى التدخل عن طريق بعض الثائرين في المغرب، وأصبح المغرب الأقصى بذلك واجهة للصراع بين الفاطميين في الشرق والأمويين في الشمال، أو إن شئت قلت بين السنة من المالكية وبين الفاطميين من الشيعة. والملاحظ أن المغرب والأندلس وعامة الغرب الإسلامي على شدة حبهم لآل البيت عامة، ولأحفاد فاطمة الزهراء خاصة، وهو حب عبروا عنه شعراً ونثراً( (فإنهم لم يتجاوزوا في حبهم هذا إلى حدود التشيع الرافضي) ( فلم يومنوا بمقولات الشيعة ولا روجوا لثقافتهم وعاداتهم وهي ما يسمى بالشعائر الحسينية ). ولقد اضطر الفاطميون من الشيعة ( العبيديون) إلى الخروج من المغرب تاركين بذلك عاصمتهم المهدية إلى عاصمتهم الجديدة وهي القاهرة، وذاك لفشلهم الذريع في الاستقرار بالمغرب اعتماداً على القوة والتنكيل، وكان فقهاء المالكية يحرضون العامة ضدهم طوال وجودهم في المغرب، فكان خروجهم من المغرب انتصاراً للمالكية فيه.
وقد مرت مقاومة فقهاء وعلماء المالكية للتواجد الشيعي الإمامي المتمثل في دولة الفاطميين، ورفضهم عقائدهم وثقافتهم وفكرهم الباطني، بثلاث مراحل:
مرحلة المقاومة السلمية:
عندما أسفرت هذه الدولة عن وجهها الحقيقي مثل سب الصحابة ومحاولة فرض عقيدتها على الناس، لم يرض فقهاء المالكية بهذا، ووقفوا في وجهها وكانت في البداية مقاومة (سلبية) حين قاطع أهل القيروان حضور الجُمَع التي يلعن فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان تمسك الشعب بالسنة في القيروان وغيرها من مدن الشمال الإفريقي تمسكاً شديداً لم تبرد حدته ولم تفتر قوته.
لم يكتف العلماء بهذه المقاطعة، بل جهروا بعقيدة أهل السنة فقد طلب عبيد الله علماء القيروان ليأخذ البيعة على مذهبه ومن هؤلاء العلماء: ابن التبان، وابن شبلون، وابن أبي زيد فقال ابن التبان لهؤلاء العلماء: أنا أمضي إليه وأكفيكم مؤونة الاجتماع به. أنا أمضي إليه وأبيع روحي في الله دونكم لأنكم إن أُتِي عليكم، وقع على الإسلام وهن، واجتمع ابن التبان بعبيد الله واستطاع أن يفحمه في المناقشات التي دارت حول تفضيل علي على أبي بكر والكلام على عائشة رضي الله عنها، ومع ذلك فقد طلب عبيد الله من هذا العالم البيعة فقال له: شيخ له ستون سنة يعرف حلال الله وحرامه ويرد على اثنتين وسبعين فرقة يقال له هذا؟ لو نشرت بين اثنين ما فارقت مذهب مالك
لم يترك فقهاء القيروان أرضهم، بل صمدوا عاملين للسنة بكل ما أوتوا من قوة، يقول ابن ناجي في كتابه (معالم الإيمان): "جزى الله مشيخة القيروان، هذا يموت وهذا يُضرب، وهذا يُسجن، وهم صابرون لا يفرون، ولو فروا لكفرت العامة دفعة واحدة.."
إذًا هي باطنية تتستر بالإسلام، ولكن القصد كما قال لهم العالم الشهيد أبو بكر النابلسي: "إنكم غيرتم الملة وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الإلهية"
ومن هؤلاء العلماء الشهداء الذين يجب أن لا ننساهم إذ جهروا بعقيدتهم السنية:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.