أكدت عائلات لمرضى يتلقون علاجهم بالمركز الاستشفائي ابن رشد أن توقيت الزيارة داخل المستشفى لا يصب في مصلحة المرضى، ولا حتى في صالح العائلات التي منها من يقطع مئات الكيلومترات قادمين من مدن أخرى على أساس الزيارة ليجدوا أنفسهم مجبرين على الانتظار طيلة اليوم. وأكدت مصادر نقابية بابن رشد أن توقيت الزيارة الذي حدده قرار الوزارة الوصية على القطاع على كافة المستشفيات المغربية، والمعمول به لما يزيد عن شهرين، والقاضي بتحديد وقت الزيارة من الرابعة عصرا إلى السادسة مساء هو (توقيت) «غير مناسب» للمرضى بالدرجة الأولى، إذ إن هذا القرار كان يجب أن يراعي مجموعة من الحيثيات على اعتبار أن ما يستفيد منه المريض داخل المستشفى لا يتعدى الاستشفاء داخل المركز الاستشفائي والباقي تتكلف به الأسر. وأضافت المصادر نفسها أن بعض المرضى تكون وضعياتهم حرجة ولا يمكن أن يعتمدوا على أنفسهم في قضاء خصوصياتهم، وأن ذلك لا يمكن أن يوفره المستشفى الجامعي ابن رشد بالشكل المطلوب بسبب النقص المسجل في الموارد البشرية، من بينها الممرضون، وأنه في ظل هذا النقص فالأسر والعائلات هي من تتكلف برعاية مرضاها، كما توفر لهم الأغذية المناسبة. وصرحت بعض عائلات المرضى، خاصة ممن ينتقلون من مدن بعيدة عن العاصمة الاقتصادية، أنهم يحلون بالمستشفى لزيارة أقاربهم في ساعات الصباح حتى يتمكنوا من العودة إلى مدنهم في وقت مبكر آخر اليوم، غير أنهم يتفاجؤون بأنه لا يمكنهم ذلك تبعا للقرار الذي يقضي بتحديد الزيارة من الرابعة إلى السادسة مساء، وهو ما يفتح بابا من المعاناة في وجه العائلات التي تكون غريبة عن الدارالبيضاء، بل قد تكون تلك أول زيارة للعاصمة الاقتصادية، وأنه أمام الظروف الاجتماعية لهؤلاء، والذين ينتمي أغلبهم إلى أوساط فقيرة فإن تدبر المبيت بالنسبة إليهم يكون أمرا صعبا للغاية مما يدفعهم إلى قضاء ليلتهم داخل المحطة الطرقية لأولاد زيان في حال تعذر عليهم السفر في ساعات الليل، خاصة أنه مع حلول الليل يرتفع ثمن التذاكر ليصل إلى أسعار خيالية يفضل معه قريب المريض انتظار صباح اليوم الموالي، وهناك من يضطر إلى دفع ضريبة قرار الوزارة الذي اعتبرته أسر عديدة للمرضى مضرا بالمرضى بالدرجة الأولى لأنهم في حاجة ماسة إلى مساعدة ذويهم المادية والمعنوية، والتي بسبب التوقيت المذكور منهم من استحال عليه القيام بهذه الزيارة. ووصفت المصادر النقابية أن القرار تسبب في وضع حاجز بين المرضى وعائلاتهم، وأنه لم يتم إشراك جهات متداخلة في اتخاذه، على اعتبار أن ذلك يتطلب تأهيل المركز الاستشفائي ابن رشد، بل وتأهيل كل المؤسسات الاستشفائية اعتبارا لأن القرار ينسحب على جميع المستشفيات المغربية، وأن التأهيل يجب أن يشمل التغذية الصحية السليمة والعناية الفائقة بالمريض، وهو ما لا يمكن تحقيقه على اعتبار وجود خصاص.