قال عبد اللطيف معزوز، وزير التجارة الخارجية، إن لدى المغرب فرصا يجب الاستفادة منها في القريب العاجل، وإن لم يتحرك خلال السنتين المقبلتين فإن الركب سيفوتنا، على حد تعبير الوزير، فرغم الظرفية الصعبة التي تمر منها اقتصاديات الكثير من الدول وخاصة أزمة الأورو بأوربا، حيث يتراجع الاستهلاك هناك، إلا أن الصادرات المغربية إلى هذه البلدان تزداد وربحت عدة نقط بالسوق الأوربية خلال السنين الأخيرة، نظرا للقرب الجغرافي والثقافي الذي يربطنا مع تلك الدول، وهي عوامل تلعب لصالح المغرب. وأضاف معزوز، الذي كان يتحدث خلال ندوة صحفية أقيمت، أول أمس الثلاثاء، بمقر الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالدار البيضاء، خصصت لتقديم نتائج دراسة حديثة حول «المقياس المغربي الأول للتنمية الدولية»، أن الأهمية التي تكتسيها هذه الدراسة تكمن في تقديم نوع من الاستباقية في أفق بلورة التوجهات الاقتصادية للدولة، وكذا التعرف على وجهة الاقتصاد المغربي. وأظهر الباروميتر الجديد، الذي تم إعداده من قبل وزارة التجارة الخارجية ومكتب الدراسات الفرنسي «بيرينغ بوانت» بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن المقاولة المغربية لها وزن دولي، بل تعمل باستمرار على تعزيز حضورها على المستوى العالمي، ولا تكتفي بالسوق الوطنية كوسيلة لضمان تطورها، بل تتوجه إلى الأسواق الدولية. وأشارت نتائج هذه الدراسة، التي قدمها «جون ميشيل هوي» مدير مكتب الدراسات، إلى أن المقاولات المغربية المصدرة تعمل بشكل سريع على تكييف أنشطتها لكي يصبح لها طابع دولي، إلا أن فروع المقاولات الدولية التي تنشط بالسوق المغربي يجب أن تتحمل مسؤولياتها في ما يتعلق بتدبير الموارد البشرية خاصة في مجالات التكوين والتعبئة، لمسايرة الرهانات الاقتصادية المحلية. ومن بين الجوانب الأخرى التي ركزت عليها الدراسة آلية الحكامة الجيدة، وتحديد المسؤوليات، والمراقبة، والعلاقة بين المقاولات وفروعها، والعلاقة بين الطابع الدولي والمحلي للمقاولة، وأكد وزير التجارة الخارجية خلال تدخله، أن ما تظهره الدراسة كذلك هو أن السنوات الخمس المقبلة، ستكون سنوات لتعزيز التوجه نحو تدويل المقاولات المغربية، حيث ستقوي حضورها خاصة في إفريقيا وكذا أسواق أمريكا اللاتينية. من جانبه صرح محمد حوراني، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن الباروميتر الجديد قدم مقارنة مع النموذج الفرنسي لمعرفة نجاعة اختيارات المقاولة المغربية في مجال التصدير وكيفية تحسينها في مختلف المجالات، مضيفا خلال تدخله في نفس الندوة، أن من مميزات الدراسة أنها تسلط الضوء على الطريقة التي تتعامل بها المقاولة المغربية في ما يتعلق بتسويق منتوجاتها وخدماتها بالخارج. يشار إلى أن الدراسة شملت حوالي مائة مقاولة مرجعية بمجال التنمية الدولية تتخذ من المغرب مقرا لها، ردت على حوالي خمسين سؤالا مرتبطا بطريقة تدبير أنشطتها الدولية وإضفاء طابع دولي عليها، وتحتوي الدراسة على كتاب أبيض يحدد البعد الدولي للمقاولات المصدرة التي تنشط بالمغرب، كما يقدم تحليلات أخرى ومعطيات مفصلة وكذلك توصيات عملية بشأن إدارة المقاولات لأنشطتها على الصعيد الدولي.