وجهت النقابة الوطنية للصحافة المغربية رسالة إلى كل من والي أمن تطوان والمدير العام للأمن الوطني، قصد إخبارهما بما يتعرض له الصحافيون من تعنيف خلال قيامهم بتغطية عدد من الأحداث بمدينة تطوان. وندد بلاغ صادر عن فرع النقابة بتطوان، بما أقدمت عليه السلطات الأمنية ليلة السبت الماضي، من خلال تدخلها بعنف ضد بعض الزملاء الصحافيين والمصورين والمراسلين، وحجز آلة تصوير أحمد موعتكف، مصور جريدة «المساء»، خلال المسيرة التي دعت إليها حركة 20 فبراير. وأضافت النقابة الوطنية للصحافة أن الأمن لم يكتف بالتهديد والتحرش بل تعداه للاعتداء المباشر، حينما هاجم بعضُ رجال الأمن الزميل أحمد موعتكف مصور جريدة «المساء»، وقاموا بحجز آلة تصويره بعد تكسير أجزاء منها، كما قام الأشخاص أنفسهم بسبه وتهديده بشكل مهين، رغم أنه كان يرتدي صدرية تثبت هويته وانتماءه لمنبر إعلامي. وأكد البلاغ ذاته، الذي توصلت الجريدة بنسخة منه، أن ما يحدث ينذر بواقع مؤسف لتطور الديمقراطية بالمغرب ويعيدنا للعهود البائدة، ومن ثم تطالب النقابة الوطنية للصحافة المغربية المسؤولين الأمنيين بالمدينة بتحمل مسؤوليتهم إزاء هاته التصرفات، وحماية الصحافيين بصفتهم طرفا محايدا مهمته نقل الخبر، خلال مزاولة مهامهم، وفق الاتفاق المبرم بين النقابة والمصالح المركزية منذ أشهر. من جهته، ندد «مرصد الشمال لحقوق الإنسان» في بيان له بالاعتداء الذي تعرض له موعتكف أثناء تغطيته للتدخل الأمني العنيف الذي تعرضت له المسيرة السلمية. وأضافت الجمعية الحقوقية ذاتها أن عددا من عناصر الأمن ومن بينهم مسؤولون، اعتدوا بشكل مقصود على المصور الصحفي موعتكف وانتزعوا منه آلة تصويره التي تقدر قيمتها بأزيد من 25.000 درهم، مع تكسيرها إلى نصفين مما عرضها للتلف الكلي واحتجاز الجزء الذي يضم ذاكرتها، مع سبه وشتمه بألفاظ نابية رغم ارتدائه صدرية تبين انتماءه الصحفي والجهة التي يعمل لصالحها، وذلك أمام أنظار باقي المسؤولين الأمنيين، مما يؤكد، حسب مرصد الشمال لحقوق الإنسان، «النية المبيتة في محاولة ردع وقمع الصحافيين من القيام بواجبهم المهني في نقل المعلومة للرأي العام». وطالب المرصد في البيان ذاته وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني بفتح تحقيق مع هؤلاء المسؤولين الأمنيين الذين «خرقوا القانون واستغلوا سلطتهم في غير محلها، وزجرهم على جرمهم»، مثلما أعرب عن تنديده الشديد لهذه الممارسات والسلوكات الرادعة لحرية الصحافة، والحق في نقل المعلومة الصادرة عن مسؤولين أمنيين بتطوان.
