سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عويطة: المديوري كان الرجل الرابع في النظام والمحيطون به أفسدوا علاقتي معه قال إن الحارس الشخصي للحسن الثاني كان يعتبره ابنا له ورفض الخوض في تجربة الانتخابات
ظل البطل العالمي والأولمبي السابق سعيد عويطة يثير الجدل، سواء وهو عداء أو وهو مدير تقني أو بعدما أصبح محللا ل«الجزيرة الرياضية». عندما نجح عويطة في الفوز بذهبية ال5000 متر في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، لم يتردد الملك الراحل الحسن الثاني في التأكيد، في خطاب رسمي له، على أن العالم يعرف المغرب بعويطة أكثر مما يعرفه بملكه. نقش عويطة اسمه في قلوب المغاربة، بل ونال لقب «الأسطورة» وهو يراكم الألقاب ويطيح بالكثير من الأرقام القياسية العالمية. في «كرسي الاعتراف»، يحكي عويطة ل«المساء» عن طفولته وعن الكيفية التي أصبح بفضلها عداء لا يشق له غبار، قبل أن يقرر الاعتزال؛ كما يحكي عن الكثير من المعارك التي خاضها فوق المضامير وخارجها، وعن علاقته بالملك الراحل الحسن الثاني وبوزراء الشباب والرياضة الذين عاصرهم، ويسرد أيضا قصة ارتباطه ب«الجزيرة الرياضية»، والكثير من الخبايا التي يكشفها لأول مرة. - في سنة 1993 توليت الإدارة التقنية لجامعة ألعاب القوى، ثم غادرتها.. لقد غادرت كما أسلفت، لأن الكثير من الأشياء لم تعجبني، وظهر لي أنها تتنافى كليا مع قناعاتي ومع مبادئي ومع ما أعرفه عن ألعاب القوى. أود دائما أن يكون عملي ناجحا، علما بأن البداية كانت جيدة، وساهمت في بروز أسماء جديدة كهشام الكروج وعز الدين الصديقي والمحجوب حيدة وخالد بولامي وصلاح حيسو وصلاح الغازي، وغيرهم، بل وحققنا نتائج مهمة في بطولة العالم للعدو الريفي ببودابيست، وأحرزنا اللقب العالمي في السباق على الطريق باليونان؛ إلا أن الأمور تغيرت في ما بعد، عقب دخول أشخاص على الخط، جاؤوا ليدمروا ألعاب القوى ولينزعوا عنها بريقها وصفاءها، فكان قراري بالمغادرة والعودة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لأواصل دراستي. - محمد المديوري، الرجل القوي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، كان آنذاك هو رئيس الجامعة، كيف كانت علاقتك به؟ علاقتي بالمديوري كانت جيدة، وكان يتعامل معي باحترام، لكن تلك العلاقة ساءت بسبب دخول أشخاص على الخط، حيث بدؤوا في «التخلويض» وقالوا للمديوري إنه لا يمكن أن يكون للمغرب أبطال آخرون كعويطة، وإن لديهم وسائلهم لصنع الأبطال، وهو ما يختلف كليا عن منظوري للرياضة، ومع ما أريد أن أزرعه في الرياضيين. - وماذا كان رد فعله بعد أن اتخذت قرار المغادرة؟ عندما قررت المغادرة، لم تعد ردود الفعل مهمة، كما أنني لم أسع إلى معرفة رد فعله. - ومتى بدأت علاقتك بالمديوري؟ المديوري كان دائما إنسانا معروفا في المغرب، بحكم المنصب الذي كان يشغله.. لقد كان الرجل الرابع في عهد الحسن الثاني، وقد كنت ألتقي به عدة مرات بشكل عابر أو خلال لقاءات رسمية، وكنت معجبا بطريقة تدبيره وتسييره لفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، إذ كان يعمل على إسناد المهام إلى ذوي الاختصاص وتوفير إمكانيات أداء تلك المهام لهم، لذلك تلقيت أمر توليه زمام تسيير ألعاب القوى بارتياح بالغ، بالنظر إلى مساره المتألق مع الكوكب المراكشي؛ لكنه، للأسف، أحاط به أشخاصا دون المستوى في ألعاب القوى ومنحهم جميع الصلاحيات، فهم الذين كانوا يراقبون ويسيرون، فكان أن زرعوا أشياء سلبية في «أم الألعاب». - إذن، فالمديوري، في رأيك، ارتكب أخطاء أثناء تدبيره لألعاب القوى؟ بلا شك، وخطأ المديوري هو ثقته العمياء في هؤلاء، وإصاخته السمع لهذا المحيط الملوث الذي كان يفكر في النتائج فقط، دون أن يعمل على المحافظة على بريق هذه الرياضة ويضعها على الطريق الصحيح، علما بأن المديوري رائع على المستوى الإنساني وكان يعتبرني بمثابة ابن له. - وهل انقطعت علاقتك به بعد مغادرتك للإدارة التقنية؟ لم تنقطع، وقد التقيت به عدة مرات وسلمت عليه ورحب بي، فالأمر لم يكن قطيعة نهائية وإنما اختلافا في وجهات النظر وفي الرؤية، وعندما يحدث مثل هذا الأمر يكون الطلاق أمرا حتميا. - واليوم؟ لم نعد على اتصال، فالأمور تغيرت كثيرا، ومشاغل الحياة كثرت، ورغم كل ذلك فإنني أعتبر المديوري واحدا من ثلاثة رؤساء للجامعة تركوا بصمتهم على ألعاب القوى، هم -إضافة إليه- الحاج نودير والمذكوري رحمه الله. - وبقية رؤساء الجامعة الذين أشرفوا على ألعاب القوى؟ هؤلاء الثلاثة، في رأيي، هم الذين عملوا بشكل جيد وتركوا بصمتهم رغم الملاحظات التي يمكن أن تسجل على أدائهم. - في سنة 1997 قررت الترشح للانتخابات التشريعية باسم حزب الاتحاد الاشتراكي، لماذا قررت دخول غمار هذه التجربة؟ أحبذ في المرحلة الحالية ألا أخوض في هذا الموضوع أو أناقشه. - لكن الأمر يتعلق بمرحلة بارزة في مسارك؟ لم يحن الوقت بعد، في تقديري، لأتحدث حول هذا الموضوع بجميع تفاصيله وحيثياته؛ وعندما سيأتي الوقت المناسب سأكشف كل المعطيات المتعلقة به، علما بأنها تظل، على كل حال، تجربة استفدت منها واستخلصت منها العبر والدروس.