في سابقة من نوعها، حددت هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر المصري، مطلع الأسبوع الجاري، المفتي الجديد لمصر عبر إعمال آلية الانتخاب، وذلك بعد أيام قليلة على تخليد الذكرى الثانية للثورة المصرية. وأسفرت الانتخابات عن فوز شوقي شوقي عبد الكريم علام، رئيس قسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الأزهر، فرع طنطا، شمال مصر، والشهير بتخصصه في الفقه المالكي، بمنصب مفتي جمهورية مصر العربية، ليصبح بذلك أول عالم يصل لهذا المنصب عبر صناديق الاقتراع. فقد جرت العادة سابقا أن يتم تعيين شيخ الأزهر والمفتي بقرار من الرئيس المصري، قبل أن ينيط الدستور الجديد لهيئة كبار العلماء بالأزهر هذه المهمة عبر إعمال مسطرة الانتخاب، وإحالة النتيجة النهائية لصناديق الاقتراع على الرئيس للمصادقة عليها. ويرى متتبعون لشؤون الأزهر المفتي الجديد لمصر أكثر قربا للتيارات الصوفية منه إلى الحركات السياسية، إذ لم يسبق له أن مارس أي نشاط سياسي، كما أنه لم يعرف له انتماء لأي حزب أو حركة سياسية بمصر. وولد المفتي الجديد لمصر سنة 1961 بمدينة البحيرة شمال مصر، نال الإجازة في الشريعة من الأزهر في 1985، وبعد 11 سنة، نال شهادة الدكتوراة من الأزهر أيضا بأطروحة حول موضوع: «إيقاف سير الدعوى الجنائية وإنهائها بدون حكم في الفقه الإسلامي.. دراسة مقارنة»، ويعتبر أصغر رئيس لقسم الفقه في تاريخ الأزهر كله، وقد عين في هذا المنصب قبل عامين فقط. واشتهر علام كذلك بميله للاجتهاد والتجديد، وإقدامه في كثير من دراساته على المزج بين الجوانب القانونية والفقهية. وقد صدرت له أبحاث عدة، أشهرها «دور الدولة في الزكاة»، و«أحكام خيار المجلس.. دراسة مقارنة»، و»التفريق القضائي». ويتوفر أول مفت مصري منتخب كذلك على نحو 20 كتابا اعتنى فيها بالشؤون الفقهية والدينية الإسلامية، ومن هذه المؤلفات «الحقوق السياسية للمرأة المسلمة دراسة مقارنة بين الفقه والقانون»، و«القواعد الفقهية ودورها في التفسير القضائي للعقد عند التنازع في ألفاظها»، و«المرأة والعولمة في شبه الجزيرة العربية»، و«المرأة المسلمة في العصر الحديث».