حذر تقرير فرنسي جديد من تنامي ظاهرة الإسلام المتشدد في فرنسا على خلفية تزايد عدد المجندين الفرنسيين في صفوف الجماعات الأصولية التي تقاتل النظام في سورية، فيما اعتبرت باحثة من أصل جزائري أن المتشددين يستثمرون قلة معرفة الغرب بالإسلام لإعطاء صورة خاطئة عنه. ولفت تقرير مقدم للحكومة الفرنسية أخيرا اهتمامها إلى ما سماه «مخاطر الميل المتزايد للتطرف لدى الشباب الفرنسيين المتحدرين من أصول عربية، والذي يشكل الإرهاب صورته القصوى». وكشفت جريدة «لاكروا» القريبة من الكنيسة الكاثوليكية النقاب عن مضمون التقرير الذي حذر من ظاهرة تزايد أعداد الفرنسيين المنضمين إلى الجماعات المسلحة في سورية. وأفادت أن خلاصة التقرير حضت رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك أيرولت على التصدي لمخاطر «تنامي الإسلام الراديكالي على الأراضي الفرنسية»، مُعتبرة إياه «أكبر خطر علينا (الفرنسيون) مجابهته خلال السنوات المقبلة». وأضاف التقرير أن الأسر الفرنسية التي يلتحق أبناؤها بالجماعات الجهادية ظلت تلزم الصمت في البداية ثم صارت تعول على جهودها الخاصة لمعرفة مصير أبنائها، قبل أن ترفع النقاب عن مأساتها وتعرضها أمام الرأي العام. وكانت أسرة الشابين جان دانيال بونس (30 عاما) ونيكولا بونس (22 عاما) المقيمة في تولوز أعلنت عن وفاتهما في سورية، فيما تمكنت الاستخبارات الفرنسية من ضبط شابين لا يتجاوز سنهما 15 و16 سنة كانا متجهين إلى سورية عبر تركيا وحققت معهما قبل إحالتهما على القضاء، ما زاد من موجة القلق العام من انتشار التشدد السلفي لدى الشباب. وكشفت مصادر إعلامية أن الحكومات الأوروبية تحث باريس على وضع خطة لمجابهة الظاهرة، ما جعل رئيس الحكومة يطلب من الأمين العام للدفاع والأمن الوطني إعداد تقرير عن الموضوع مع تحديد كيفية القضاء على الظاهرة. وأتى التقرير حسب صحيفة «لاكروا» متشائما ومحذرا من قلة فعالية الإجراءات الوقائية الحالية في الحد من انتشار التشدد بين الشباب الفرنسيين من أصول عربية. وشكا التقرير من قلة الأبحاث الميدانية عن الظاهرة ما جعل المتخصصين يلجؤون إلى الأبحاث التي أجريت في البلدان الأوروبية المجاورة لفرنسا. لكنه أكد أن ظاهرة الإسلام الراديكالي تنتشر بين فئات الشباب التي يتراوح سنها بين 18 و35 سنة، وخاصة في الأوساط الاجتماعية ذات الدخل المحدود