تخليدا للذكرى السبعين لانتفاضة وادي زموخريبكة وأبي الجعد، نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخريبكة، بتعاون وتنسيق مع عمالة الإقليم، عشية الثلاثاء، مهرجانا خطابيا وطنيا ترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بحضور الكاتب العام لعمالة خريبكة. اللقاء الذي حضره ممثلون عن السلطات القضائية والإدارية والأمنية والعسكرية، وممثلون عن الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية، وفعاليات المجتمع المدني، وكذا قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وذويهم، افتُتح بآيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني. وتناول المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الكلمة، أبرز من خلالها "ما تحمله هذه الذكرى من رمزية وطنية عميقة، باعتبارها محطة مشرقة في سجل الكفاح الوطني ضد الاستعمار، جسدت التلاحم الوثيق بين العرش والشعب". وأشار إلى أن "أبناء هذه المناطق قدّموا أرواحهم فداء للوطن ووفاء لرموزه الشرعية"، مشددا على أن "استحضار مثل هذه المناسبات الخالدة هو واجب وطني لتعزيز قيم المواطنة الصادقة وربط الأجيال الجديدة بصفحات تاريخية ناصعة تؤكد أن الحرية والاستقلال ثمرة تضحيات جسام". وتوقف المندوب السامي عند قضية الوحدة الترابية للمملكة باعتبارها القضية الوطنية الأولى، مؤكدا "التعبئة المستمرة لأسرة المقاومة وجيش التحرير كسائر فئات المجتمع المغربي خلف الملك محمد السادس"، مبرزا "النجاحات الدبلوماسية التي حققها المغرب في هذا المجال، والتي رسّخت وجاهة ومصداقية المقترح المغربي للحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية". ووفاء لرموز الكفاح الوطني، وترسيخا لثقافة الاعتراف، تم بهذه المناسبة تكريم 12 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أبناء إقليمخريبكة، تقديرا لتضحياتهم الوطنية الخالدة، حيث شكل هذا التكريم "لحظة اعتراف واعتزاز بما بذلوه من نضال وتضحيات من أجل عزة الوطن وكرامة شعبه". وجرى خلال المناسبة ذاتها تسليم شهادة تقديرية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب للمقاومة خدوج سليماني، وكذا بطاقة العضوية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب لمحمد سعيدون، النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخريبكة. وإلى جانب التكريمات الرمزية والمعنوية، حرصت المندوبية السامية على دعم أسرة المقاومة ماديا من خلال تخصيص 43 إسعافا اجتماعيا بغلاف مالي إجمالي قدره 86.000 درهم، استفاد منها قدماء المقاومين وأرامل المتوفين منهم، وذلك في إطار الرعاية المستمرة لهذه الفئة المجاهدة. وبمقر النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخريبكة، أشرف المندوب السامي والوفد المرافق له على توزيع مجموعة من المعدات شبه الطبية على بعض قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، وهي هبة من جمعية نور الإشراق بخريبكة.