أعربت جمعية باقي الخير عن استنكارها الشديد وأسفها العميق إثر حادث منع الشابة المغربية صبرين، البالغة من العمر 19 سنة وفي وضعية إعاقة، من ولوج أحد فضاءات الألعاب بمدينة طنجة، بدعوى أنها "قد تُخيف الأطفال". واعتبرت الجمعية هذا التبرير واهياً وصادماً، يعكس سلوكاً غير مقبول ويمثل اعتداءً صارخاً على الكرامة الإنسانية. وأكدت الجمعية في بيان استنكاري أن ما وقع يشكل سابقة خطيرة تجسد أبشع صور التمييز والإقصاء، ويتنافى مع ما ينص عليه الدستور المغربي والقوانين الوطنية، فضلاً عن المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب والضامنة لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة. وشددت على أن مثل هذه السلوكات لا تمس فقط الضحايا المباشرين، وإنما تهدد قيم المجتمع في العدالة والمساواة والاحترام. وأعلنت الجمعية تضامنها المطلق واللامشروط مع الشابة صبرين ومع جميع الأشخاص في وضعية إعاقة الذين يعانون من ممارسات تمييزية جارحة، معبرة عن رفضها القاطع لأي تصرفات إقصائية أو مهينة تمس الحق في المساواة والكرامة والاندماج المجتمعي. كما دعت السلطات المعنية إلى التدخل العاجل وفتح تحقيق نزيه لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين، ضماناً لعدم تكرار مثل هذه الممارسات في المستقبل. وفي السياق ذاته، شددت الجمعية على ضرورة انخراط المواطنين والمجتمع المدني في مواجهة هذه الانتهاكات عبر نشر الوعي والتوعية بالحقوق المشروعة للأشخاص في وضعية إعاقة، معتبرة أن الاحتجاج السلمي والمقاطعة من بين الوسائل المشروعة للتعبير عن رفض مثل هذه التصرفات. واختتمت جمعية باقي الخير بيانها بالتأكيد على أن كرامة الإنسان تظل خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه تحت أي مبرر، وأن بناء مجتمع عادل وشامل لا يمكن أن يتحقق إلا عبر احترام التنوع وحماية الفئات الهشة من كل أشكال التمييز والإقصاء.