أثارت عودة سعيد فتاح لفريق الرجاء الكثير من الجدل، بين مؤيد ورافض لعودة اللاعب السابق لفريقه، والمبرر بالنسبة لمن أبدوا رفضهم لعودة فتاح هو أنه أساء لفريقه السابق الرجاء، هذا مع العلم أن طبيعة الإساءة التي يتحدث عنها الرافضون لعودة فتاح إلى الرجاء ليست مفهومة، فهم يتحدثون مرة عن أنه قبل قميص الوداد، ومرة في كونه أساء التصرف مع اللاعب رشيد السليماني في مباراة للديربي، وفي ثالثة يتحدثون عن مشاداة وقعت بينه وبين مشجع رجاوي تهجم على فتاح، فرد عليه الأخير بعنف لفظي. أيا تكن المبررات التي يسوقها الرافضون لعودة فتاح، فإنها تظل مبررات غير مفهومة، فأن يحمل لاعب من الرجاء قميص الوداد أو أن ينتقل لاعب من الوداد إلى الرجاء، فإن ذلك ليس جريمة يعاقب عليها القانون، كما أن تقبيل رجاوي لقميص الوداد، أو ودادي لقميص الرجاء لايدخل في نطاق المحظور. فالعبرة بمردود اللاعب وتفانيه في الدفاع عن قميص فريقه وليس العكس، هذا مع العلم أن هؤلاء الذين يعلنون رفضهم لعودة فتاح، هم بأنفسهم يسيؤون التصرف باستعمالهم لألفاظ نابية على مواقع التواصل الاجتماعي. إذا كان فتاح أساء التصرف في مباراة فهناك حكام يقودون المباريات، وهناك لجنة تأديبية تابعة للجامعة بإمكانها أن تصدر عقوباتها، أما أن يطارد بعض المحسوبين خطأ على الجمهور اللاعب في الشوارع، ويقتحمون عليه خصوصيته، وتنفلت أعصاب اللاعب، ثم يأتون بعد ذلك ليقولوا إن اللاعب أساء التصرف فإن هذا الأمر غير مقبول، ويكشف عن عقلية استبدادية لهذه الطينة من المشجعين. وبالإضافة إلى كل ذلك، فإن من له الحق في اختيار المدربين الذين يصلحون للفريق هو المدرب عبد الحق بنشيخة وليس أحدا آخر، وبما أن بنشيخة مصر على ضم فتاح، فإن ليس أمام المكتب المسير إلا أن يلبي طلباته، أما إذا كان الجمهور أو المحسوبون خطأ على الجمهور هم الذين يقررون في شأن الانتدابات، فإن على التسيير السلام، بل إن ذلك سيساهم في الزيادة في تمييع المشهد الكروي، وفي خلط الأوراق، كما أنه ليس من حق هذا الجمهور غدا أن يحاسب المدرب أو المكتب المسير إذا لم تكن النتائج في المستوى.