«حنا غير المغرب التطواني» !

لم ‬يتمكن ‬فريق ‬المغرب ‬التطواني ‬من ‬إعادة ‬تكرار ‬إنجاز ‬الرجاء ‬وأقصي ‬مبكرا ‬في ‬‮«‬الموندياليتو‮»‬ ‬أمام ‬أوكلاند ‬سيتي ‬النيوزيلندي ‬بالضربات ‬الترجيحية، ‬بعد ‬أن ‬امتدت ‬المباراة ‬إلى ‬الشوطين ‬الإضافيين.‬
وإذا ‬كانت ‬آمال ‬كبيرة ‬عقدت ‬على ‬الفريق ‬التطواني ‬ليساهم ‬بحضوره ‬الفعال ‬في ‬نجاح ‬النسخة ‬الثانية ‬من ‬مونديال ‬الأندية، ‬إلا ‬أن ‬المؤسف ‬هو ‬أن ‬مواصلة ‬الفريق ‬لمشواره ‬كان ‬أمرا ‬ممكنا ‬خصوصا ‬أن ‬المنافس ‬النيوزيلندي ‬ليس ‬من ‬عيار ‬ثقيل، ‬بل ‬إن ‬نصف ‬لاعبيه ‬هواة ‬يمارسون ‬في ‬الدوري ‬النيوزيلندي، ‬ومازالوا ‬يبحثون ‬عن ‬طريقهم ‬في ‬عالم ‬الاحتراف.‬
لقد ‬حضر ‬الجمهور ‬بكثافة ‬وشجع ‬الفريق ‬وكان ‬قوة ‬دفع ‬له ‬لينتزع ‬الفوز، ‬لكن ‬إذا ‬كان ‬هناك ‬من ‬طرف ‬من ‬المفروض ‬أن ‬يتحمل ‬مسؤولية ‬الهزيمة ‬فهو ‬المدرب ‬عزيز ‬العامري، ‬الذي ‬لم ‬يحسن ‬التعامل ‬مع ‬المباراة، ‬ولم ‬يمنح ‬فريقه ‬الإضافة ‬التي ‬يمكن ‬أن ‬تجعله ‬يحقق ‬الفوز.‬
لقد ‬عودنا ‬المغرب ‬التطواني ‬على ‬أنه ‬فريق ‬يلعب ‬كرة ‬ممتعة ‬بنسق ‬هجومي، ‬وحتى ‬مع ‬انهزامه ‬في ‬المباريات ‬فإنه ‬كان ‬يحظى ‬بالإعجاب، ‬لكن ‬أمام ‬أوكلاند ‬فاجأ ‬العامري ‬الجميع ‬بتغييره ‬لنسق ‬اللعب، ‬كما ‬لو ‬أنه ‬يخوض ‬المباراة ‬أمام ‬ريال ‬مدريد، ‬وليس ‬أمام ‬فريق ‬نيوزيلندي ‬متواضع ‬بمقدور ‬المغرب ‬التطواني ‬أن ‬يفوز ‬عليه، ‬لذلك ‬أصبحنا ‬أمام ‬خطة ‬لعب ‬أقرب ‬إلى ‬3-‬6-‬1، ‬حيث ‬راهن ‬على ‬الكثافة ‬في ‬وسط ‬الملعب، ‬دون ‬أن ‬يراهن ‬على ‬أسلوب ‬لعب ‬الفريق، ‬أما ‬الطامة ‬الكبرى ‬فهو ‬أن ‬العامري ‬لم ‬ينجح ‬في ‬تهيئ ‬لاعبيه ‬نفسيا ‬وذهنيا ‬للمباراة، ‬ولذلك، ‬شاهدنا ‬كيف ‬أنهم ‬كانوا ‬في ‬شبه ‬حالة ‬انهيار ‬نفسي ‬قبل ‬المباراة، ‬مما ‬يؤكد ‬أن ‬اللاعبين ‬وجدوا ‬أنفسهم ‬تحت ‬ضغط ‬رهيب، ‬شل ‬حركتهم ‬وزرع ‬الخوف ‬في ‬نفوسهم، ‬أما ‬الأمر ‬من ‬كل ‬هذا ‬فهو ‬أن ‬العامري ‬أصر ‬على ‬أن ‬يحفر ‬قبره ‬بيده ‬عندما ‬دخل ‬في ‬خلاف ‬حاد ‬مع ‬المهاجم ‬محسن ‬ياجور، ‬فأخرجه ‬وأدخل ‬زيد ‬كروش، ‬ليفتقد ‬الفريق ‬بذلك ‬لتحركات ‬ياجور ‬الذي ‬كان ‬قادرا ‬على ‬قلب ‬الموازين ‬والوصول ‬إلى ‬المرمى، ‬ودفع ‬الفريق ‬ومعه ‬المغرب ‬غاليا ‬ثمن ‬قصور ‬في ‬الرؤية ‬وسلاطة ‬لسان ‬مدرب ‬نسي ‬أنه ‬يلعب ‬المونديال، ‬وليس ‬مباراة ‬في ‬دوريات ‬الأحياء، ‬وأن ‬قيادة ‬فريق ‬تحتاج ‬إلى ‬الكثير ‬من ‬الهدوء ‬الفعلي ‬وليس ‬المصطنع.‬
في ‬الندوة ‬الصحفية، ‬بدا ‬العامري ‬منفعلا ‬ومتشنجا ‬ومحبطا، ‬ومع ‬ذلك ‬أصر ‬على ‬أن ‬لاعبي ‬فريقه ‬لن ‬يحبطهم ‬الإقصاء ‬وسيواصلون ‬التنافس، ‬والسؤال ‬كيف ‬لمدرب ‬بدا ‬عليه ‬الإحباط ‬أن ‬يخرج ‬لاعبيه ‬منه.‬
ولكي ‬تكتمل ‬الحلة، ‬فإن ‬العامري ‬الذي ‬كان ‬حريصا ‬على ‬أن ‬يتحدث ‬دائما ‬عن ‬‮«‬تيكي ‬تاكا‮»‬ ‬المغرب ‬التطواني، ‬ضرب ‬كل ‬شيء ‬عرض ‬الحائط، ‬وهو ‬يقول:‬‮»‬ ‬لاتنسوا ‬را ‬حنا ‬غير ‬المغرب ‬التطواني‮»‬، ‬وفي ‬ذلك ‬تنقيص ‬من ‬قيمة ‬فريق ‬توج ‬مرتين ‬بلقب ‬البطولة، ‬وله ‬جمهور ‬كبير ‬وشارك ‬في ‬‮«‬الموندياليتو‮»‬، ‬بل ‬إنه ‬يكشف ‬الاهتزاز ‬الذي ‬يعيش ‬على ‬وقعه ‬المدرب، ‬أما ‬الخلاصة ‬فهي ‬أن ‬تعبئة ‬العامري ‬مع ‬المغرب ‬التطواني ‬نفذت، ‬هذا ‬دون ‬أن ‬ننسى ‬توجيه ‬التحية ‬لجمهور ‬ولاعبي ‬المغرب ‬التطواني.‬