الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
تأسيس المكتب المحلي للأطر المساعدة بمدينة سلا
أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء
كيوسك الثلاثاء | المغرب ضمن أفضل 20 دولة عالميا في مؤشر الحرية المالية
لجنة العدل تشرع في مناقشة مشروع قانون المسطرة المدنية
توقعات أحوال الطقس لليوم الثلاثاء
ثلاثة قتلى.. حصيلة فيضانات جنوب إسبانيا
رسالة تهنئة من السفيرة الصينية يو جينسونغ إلى المغاربة بمناسبة عام 2026
مدرب منتخب تونس سامي الطرابلسي تحت الضغط في مواجهة تنزانيا بعد الخسارة أمام نيجيريا
"أجواء أكادير" تفرح الكرة المصرية
حقيقة تعرض سجينة للتعذيب والاعتداء بسجن عين السبع 1
المغنية الأمريكية بيونسي على قائمة المليارديرات
احتجاجات التجار تقلق النظام في إيران
دفاع مستشار عمدة طنجة يطلب مهلة
ثلاثية مغربية في المرمى الزامبي.. "الأسود" يؤكدون جاهزيتهم للأدوار الإقصائية
الكعبي أفضل لاعب في لقاء زامبيا
صرف منحة استثنائية لفائدة أرامل ومتقاعدي الأمن الوطني
بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض
استنفار أمني بضواحي طنجة بعد العثور على جثة شخص مُتفحمة
كان المغرب.. جنوب إفريقيا تفوز على زيمبابوي (3-2) وتتأهل إلى دور الثمن
إحداث أزيد من 35 ألف مقاولة بشكل رقمي
إذاعة فرنسا الدولية: المغرب وجهة مفضلة للمشجعين والسياح
اكتظاظ السجون يفجّر سجالاً حاداً بين وهبي والمعارضة داخل البرلمان
أبو عبيدة.. رحيل ملثم أرّق إسرائيل طوال عقدين
فتح الترشيح للجائزة الوطنية للقراءة
السنغال تتطلع لضمان البقاء في طنجة
إنفانتينو: الفيفا تلقى 150 مليون طلب لشراء تذاكر كأس العالم في أسبوعين
اللوائح الانتخابية الخاصة بالغرف المهنية الأجل المحدد لتقديم طلبات التسجيل سينتهي يوم 31 دجنبر
كأس إفريقيا.. الطرابلسي: "نسور قرطاج" تجاوزوا هزيمتهم أمام نيجيريا ويطمحون للفوز على تنزانيا
مونية لمكيمل وسامية العنطري تقودان الموسم الجديد من "جماعتنا زينة"
سعد لمجرد يلتقي جماهيره بالدار البيضاء
أمطار متفرقة وثلوج بالمرتفعات .. تفاصيل طقس الأيام المقبلة في المملكة
هذه مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال24 ساعة الماضية
أكثر من 200 طن..زيادة قياسية في مشتريات الحبوب بالصين
الأمطار تعزز حقينة السدود بالمغرب.. نسبة الملء 38% وتصريف 80 مليون متر مكعب في البحر
هبوط الذهب من مستويات قياسية والفضة تتراجع بعد تجاوزها أكثر من 80 دولارا
مرصد حماية المستهلك يندد باستغلال المقاهي لكأس إفريقيا لرفع الأسعار
القوات الروسية تعلن السيطرة الكاملة على بلدة ديبروفا في دونيتسك واسقاط صواريخ وطائرات مسيرة
هيئة حقوقية تطالب بالتحقيق في ادعاء تعنيف المدونة سعيدة العلمي داخل السجن
ترامب يعلن إحراز "تقدم كبير" في سبيل إنهاء الحرب بأوكرانيا
مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تعقد جمعها السنوي العادي
أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين
الصين تطلق مناورات عسكرية وتايوان ترد بالمثل
تنظيم "داعش" يعطب أمنيين في تركيا
وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما
أمريكا تتعهد بتمويل مساعدات أممية
اتباتو يتتبع "تمرحل الفيلم الأمازيغي"
المهدي النائر.. ريشة تحيي الجدران وتحول الأسطح إلى لوحات تنبض بالجمال
روسيا وجمهورية الوهم :علامة تشوير جيوسياسي للقارة!
علماء روس يبتكرون مادة مسامية لتسريع شفاء العظام
علماء يبتكرون جهازا يكشف السرطان بدقة عالية
روسيا تبدأ أولى التجارب السريرية للقاح واعد ضد السرطان
الحق في المعلومة حق في القدسية!
وفق دراسة جديدة.. اضطراب الساعة البيولوجية قد يسرّع تطور مرض الزهايمر
جائزة الملك فيصل بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء تنظمان محاضرة علمية بعنوان: "أعلام الفقه المالكي والذاكرة المكانية من خلال علم الأطالس"
رهبة الكون تسحق غرور البشر
بلاغ بحمّى الكلام
فجيج في عيون وثائقها
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الطابور الخامس الروسي.. سلاح بوتين لفرض السيطرة على دول الجوار
القيصر يعتمد سياسة االحروب الهجينةب لتطويع أوربا الشرقية
محمد حمامة
نشر في
المساء
يوم 18 - 12 - 2014
مازال الغرب غير قادر على استيعاب الطريقة التي تمكنت من خلالها موسكو من السيطرة على منطقة القرم وضمها إلى الأراضي الروسية. هذا التطور الذي اعتبره البعض البوادر الأولى لظهور الحرب الباردة من جديد اتخذته دول البلطيق المجاورة لروسيا على محمل الجد، مترقبة بين الفينة والأخرى قيام بوتين بنشر وحداته العسكرية للسيطرة على أجزاء منها.
مرة في السنة، يلتئم تحت سقف مبنى وزارة الخارجية بموسكو المسؤولون الدبلوماسيون من مختلف ربوع العالم من أجل تلقي التعليمات من رئيسهم. تم عقد المؤتمر هذه السنة في شهر يوليوز، بعد مرور بضعة أشهر على قيام روسيا باجتياح وضم منطقة القرم التابعة لأوكرانيا. ووضع الخطاب الذي ألقاه الرئيس فلاديمير بوتين الأولويات الجديدة التي يتعين على جهازه الدبلوماسي الحرص على بلورتها، والمتمثلة في الدفاع عن الاثنيات الروسية التي تقيم خارج الأراضي الروسية.
بأوكرانيا، قال بوتين إن «المناضلين الوطنيين» ينهضون من جديد، تاركين الملايين من حاملي العرق الروسي بأرض مهجورة، وعديمي الحيلة خارج حدود الوطن الأم. «أريدكم جميعا أن تستوعبوا جيدا»، كما ورد على لسان بوتين من أعلى المنصة، «بأن بلادنا ستواصل الدفاع عن حقوق الروسيين، وإخواننا في الخارج، مسخرين في ذلك كل ما نملك في ترسانتنا.»
منذ تلاوة خطاب بوتين، اتخذت روسيا حزمة من الخطوات لتعزيز نفوذ الكرملين على ما يقارب 10 ملايين شخص يحملون العرق الروسي يعيشون بأوروبا الشرقية. وقام بإرسال مبعوثين من أجل حشد صفوف الناطقين باللغة الروسية بدول البلطيق (اسطوانيا، ولاتيفيا وليطوانيا)، وتنظيم صفوفهم. كما قام بتعزيز حضوره العسكري وتنظيم مناورات عسكرية على امتداد حدود روسيا الغربية. وقامت روسيا بضخ الاستثمارات في الشبكات الإعلامية التابعة للدولة، والتي تقوم بنشر إشعاع الكرملين وسط صفوف الناطقين بالروسية في المنطقة. وقد استغل المسؤولون الروس كل الفرص السانحة من أجل ترديد التزام بوتين بحماية ذوي الأصول الروسية. بيد أن الدعم العسكري الروسي للانفصاليين شرقي أوكرانيا بعث الرسالة بشكل أكثر وضوحا للروسيين في أي مكان بالعالم؛ ومفادها أن موسكو تقف في صفهم.
وحسب اللغة التي يستعملها كبار الضباط بروسيا، فإن هذه الجهود تشكل أحد مقومات استراتيجية تعرف بالحروب الهجينة. ويقول الخبراء الاستراتيجيون الذين تربطهم علاقات بالكرملين إن المخطط يدمج بين البروباغاندا، والعمل الدبلوماسي، وفي مقام أخير يتطلب قيام وحدات القوات الخاصة بالدخول إلى أراضي دول أخرى تحت غطاء القوى المحلية الثائرة. وفوق كل هذا وذاك، تتطلب الحروب الهجينة تواجد متعاطفين داخل البلد المعني. «لكي تتمكن من شن حرب هجينة»، يقول كونسطانطين سيفكوب، الذي اشتغل كخبير استراتيجي لفائدة هيأة الأركان العامة الروسية بين 1995 و2007، ويترأس في الوقت الراهن مجموعة تفكير عسكرية بموسكو، «أنت في حاجة إلى قوة معارضة حقيقية داخل البلد المستهدف، أو ما يدعى بالطابور الخامس، وهي القوة التي تكون على أهبة الاستعداد لأجل القيام بانتفاضة داخلية لدعم محتل خارجي.»
استعمل بوتين هذا التكتيك داخل أوكرانيا بشكل جد ناجح، بعد قيامة بضم منطقة القرم ودفعه الانفصاليين الموالين لروسيا إلى القيام بانتفاضة شرقي أوكرانيا. وتسببت الحرب بين القوات الحكومية والانفصاليين في فقدان 4 آلاف شخص لحياتهم، وترحيل ما يزيد عن نصف مليون شخص. وبفضل الدعم الروسي، تمكن الانفصاليون من إقامة دولة منفصلة يطلقون عليها اسم «نوفوروسيا» (أو روسيا الجديدة)، بعدما دفعوا أوكرانيا إلى التعاطي مع فقدانها لقلبها الصناعي في الشرق.
أما دول البلطيق، التي تنتمي إلى الاتحاد الأوربي وتعيش على وقع الازدهار، فتنعم باستقرار أكبر مقارنة بأوكرانيا، وبالتالي فهي أقل عرضة للتدخل الروسي. وتنتمي دول البلطيق الثلاث إلى حلف شمال الأطلسي، الذي يضم بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، جل الدول الأوربية. وبموجب المادة 5 من الاتفاقية الملزمة للدول الأعضاء في الحلف، فإن واشنطن وحلفائها ال 27 ملزمون بالدفاع عن أي دولة عضو تتعرض للهجوم من قبل قوة أجنبية. وفي حال ما قررت روسيا غزو إستونيا أو لاتيفيا، بالاستعانة ربما بنفس المنطق القائل إنها تسعى لحماية الأقليات الروسية بهذه البلدان (كما فعلت تماما بمنطقة القرم) فإن الغرب سيواجه حتما سؤالا مصيريا؛ إذ سيتعين إما الدخول في حرب مع دولة تمتلك السلاح النووي، أو التراجع وتقبل كون حلف شمال الأطلسي أصبح عديم الحيلة. لحد الساعة، أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أنه سيتمسك بالمادة الخامسة، وبأنه سيقف في صف دول البلطيق القلقة. «لدينا التزام وواجب متبادل اتجاه بعضنا البعض»، كما قال أوباما شهر شتنبر لدى زيارة تالين، عاصمة إستونيا. «الهجوم على أي واحد منا هو هجوم على الكل.» بيد أنه لا يبدو من السهل تطبيق قواعد الحرب الباردة في عصر الحروب الهجينة.
مناوشات وشيكة
جاءت زيارة أوباما إلى تالين بعدما وصل التوتر بين روسيا والغرب إلى مستويات غير معهودة منذ الحرب الباردة. وخلال العشر أشهر الأولى من السنة، تسابقت المقاتلات الجوية لحلف الناتو لصد ما يزيد عن 100 حالة اختراق الطائرات الروسية للمجال الجوي لدول الحلف الأطلسي. شكل هذا الرقم زيادة بثلاث مرات لعدد الحالات المسجلة في 2013، وضم طلعات جوية للمقاتلات الروسية والمقاتلات القادرة على إلقاء القنابل النووية. وفي شتنبر، وبعد مرور يومين فقط على زيارة أوباما لإستونيا، ادعى رئيس هذه الدولة أن بلاده تعرضت للغزو حينما قامت على ما يبدو عناصر من روسيا بالدخول خلسة عبر الحدود، وعمدوا إلى اختطاف ضابط أمن إستوني، قبل أن يقتادوه إلى موسكو من أجل متابعته أمام القضاء بتهمة التجسس. يواجه الآن عقوبة حبسية تصل إلى 20 سنة في حال إدانته. وفي الشهر الموالي، تم استنفار البحرية السويدية برمتها من أجل البحث عن غواصة روسية مشبوهة بخليج ستوكهولم. أنكرت موسكو وجود الغواصة، رغم أن السويد عرضت صورا ملتقطة بتقنية الأصداء تثبت ما وصفته ب»الخرق السافر وغير المقبول» لسيادتها الإقليمية.
كما سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الرد على الخطر الروسي القائم؛ إذ تم نشر نحو 600 جندي ضمن الوحدات العسكرية الأمريكية مجهزين بالدبابات والعربات المدرعة بكل من بولندا، وليتوانيا، وإستونيا، ولاتيفيا، من أجل طمأنة هؤلاء الحلفاء. وخلال مؤتمر وزراء الخارجية لحلف الناتو الذي انعقد في 2 دجنبر، أقر زعماء الحلف الاعتماد بشكل مؤقت على قوة للتدخل السريع تضم بضعة آلاف من الوحدات البرية، التي ستكون مهمتها بالأساس ردع أي عدوان روسي، ريثما تصبح قوة لحلف الأطلسي تضم ما بين 4 آلاف و6 آلاف جندي قادرة على بدء ممارسة مهامها في العام 2016.
لكن هذه المبادرات العسكرية المحدودة تبدو غير ملائمة بالنسبة لخبراء مثل ايفو دالدر، الذي اشتغل كسفير للولايات المتحدة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي منذ 2009 حتى نهاية السنة الفارطة. وعلى امتداد ربع القرن المنصرم، وجه الغرب بالتدريج اهتمامه نحو التحديات التي ظهرت بعد الحرب مثل الإرهاب. بيد أنه بالنسبة لمؤسسة الدفاع الروسية، فالحرب الباردة لم تنتهي أبدا. فالعقيدة العسكرية الرسمية الروسية، التي تم نشرها في مؤلف في العام 2010، مازالت تضع مخطط توسع حلف الناتو ضمن أكبر الأخطار المحدقة بأمن روسيا. وفي الأثناء نفسها، أصبحت آلة حلف الأطلسي الحربية لا تلاقي الاهتمام المطلوب. ومع اقتراب موعد نهاية مهمة السفير دالدر، سجل هذا الأخير، «بنياتنا التحتية، بما في ذلك الأساسية، كانت جد ضعيفة إلى شبه منعدمة.»
وقد فشل حلفاء الولايات المتحدة داخل الحلف الأطلسي على امتداد عدة سنوات في الالتزام بتسديد الحد الأدنى من التزاماتهم المالية المخصصة للدفاع، والتي لا يملك الحلف أية طريقة لاستخلاصها باستثناء الاعتماد على فرض الضغط والتوبيخ العلني. وعلى امتداد الخمس سنوات الماضية، وبينما رفعت روسيا مخصصات ميزانية الدفاع بنحو 50 في المائة، قلصت الدول الأوربية بحلف شمال الأطلسي مخصصاتها بنسبة 20 في المائة. بيد أن الأمر سيتطلب جهودا تتعدى فحسب العودة إلى الاعتماد على ميزانيات الحرب الباردة واستراتيجيات تلك الحقبة لمواجهة خطر التوسع الروسي، سيما أن هذا الخطر لم يعد مرتبطا كما في الماضي بطوابير المدرعات والصواريخ البالستية. «لقد قامت روسيا برمي كتاب القواعد الخاصة بالسياسة الأمنية لما بعد الحرب الباردة»، يقول دالدر. وبدلا عن ذلك بدأت تعتمد على استراتيجية متعددة الأبعاد تهدف إلى زعزعة الغرب تحت ذريعة تنفيذ الهدف النبيل المتمثل في حماية الأقليات الروسية من الاضطهاد النازي الجديد بأوربا.
رجع الصدى
كونسطانطين دولغوف، المسؤول الدبلوماسي المفتول العضلات، هو الوصي داخل وزارة الخارجية المسؤول عن الدفاع عن حقوق الأقليات الروسية التي تعيش خارج الوطن الأم، بتركيز خاص على منطقة البلطيق. هذا الدور يجعل من هذا الأخير في طليعة المسؤولين عن تنفيذ المهمة الشاملة التي رسم خطوطها بوتين في يوليوز؛ ولهذا السبب بالتحديد ردد دولغوف عدة مرات، في مقابلة مع مجلة «تايم»، متلازمة وحيدة، وهي وجود تهديد فاشي يكتسح أوربا اليوم، تماما مثل ما كان الحال عليه في الثلاثينات. «شبح النازية الجديدة مازال يطارد أوربا، غير أنه لم يعد شبحا فحسب،» يقول. «هذا الوباء، بكتيريا النازية الجديدة، ينتشر كالنار في الهشيم بأوربا.»
لا يوجد أي دليل يثبت صحة ما يدعيه دولغوف، بما أن بوتين نفسه، وعلى نحو يقبل الجدل، يشكل أكبر تهديد أمني بالنسبة لأوربا. لكن ذلك لم يمنع دوغلوف من النفخ في البوق محذرا من الخطر. ففي منتصف شهر شتنبر، وبعد مرور أسبوعين على زيارة أوباما لإستونيا، توجه دوغلوف إلى عاصمة لاتيفيا المجاورة وترأس اجتماعا للمنظمات الموالية لروسيا التي تنشط داخل مختلف دول البلطيق. شكل الملتقى فرصة لدوغلوف للحث على بعث الإحساس بتعرض الأقليات الروسية للمؤامرات الخارجية، ولشن هجوم على السياسات التي تنهجها حكومات دول البلطيق، وللتأكيد على وعود موسكو بحمايتهم مما وصفه ب «التهديد النازي الجديد» الذي تواجهه الأقليات الروسية بالبلطيق.
«لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الحملات الزاحفة التي تسعى للقضاء على اللغة الروسية التي نعاينها بالبلطيق،» كما قال من أعلى المنصة في ذلك اليوم. «إن عددا هائلا من إخواننا بالخارج، الذين يشكلون جزءا لا يستهان به من العالم الروسي، مازالوا يواجهون عراقيل حقيقية في الحصول على حقوقهم وضمان مكتسباتهم الشرعية.» كما دعا الروس الذين كانوا متواجدين أثناء انعقاد المنتدى إلى توحيد صفوفهم والالتفاف من أجل الدفاع عن تلك الحقوق بدعم من موسكو. «من جانبنا، أؤكد لكم، أن خطواتنا الصارمة والهجومية ستتواصل بالحدة نفسها.»
هذا الخطاب الذي جاء بعد مرور ستة أشهر على قيام روسيا بضم القرم أصاب المسؤولين بدول البلطيق بالفزع، حيث مازالت ذكريات الاحتلال الروسي الذي دام لنصف قرن حاضرة في الأذهان. بيد أنه يظهر أن دوغلوف وجد الأرض الخصبة لتصريف مواقفه، فقد تمت إعادة توطين أزيد من نصف مليون شخص يحملون العرق الروسي بالبلطيق خلال العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية في إطار برنامج للاتحاد السوفياتي. وحتى حدود اليوم مازال أطفال وأحفاد هؤلاء المهاجرين الروس يحسون بوجود رابط أكبر مع موسكو مقارنة مع دول البلطيق التي ولدوا بها. وقد يكون لديهم ما يكفي من الأسباب للإحساس بذلك، فالروس الذين كانوا يعيشون بإستونيا ولاتيفيا لم يتم منحهم الجنسية بشكل تلقائي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وبدلا عن ذلك، تم إجبارهم منذ بداية التسعينيات على الخضوع لعدة اختبارات في تاريخ بلدانهم وفي اللغات الرسمية لتلك الدول قبل الحصول على الجنسية. وقد رفض مئات الآف من حاملي العرق الروسي الخضوع لشروط الحصول على الجنسية بليتوانيا وإستونيا. وكنتيجة لذلك، وجدوا أنفسهم أمام الوضع القانوني المذل للأشخاص «بدون جنسية»، وهو ما حرمهم من عدد من الحقوق، بما في ذلك إمكانية التصويت أو الترشح للمناصب العمومية.
ولذا فإن دوغلوف، وبوتين، لديهما ما يرتكزان عليه حينما يقولان إن الروس يتعرضون للاضطهاد داخل دول البلطيق. بيد أن هذه الانتقادات لا تخول لروسيا الحق في التدخل في شؤون دول الجوار، كما يقول أندريجس بيلديغوفيكس، مستشار وزير الخارجية بلاتيفيا. «روسيا تحاول استخدام هذه السياسات الشوفينية»، يقول في تصرح لمجلة «تايم»، «محاولة استمالة عقول وقلوب الناس.»
فرق تسد
مهما كانت الجهة التي وقفت خلفها، فإن حالة التفرقة بالبلطيق قد خدمت مصالح موسكو. فأغلبية السكان بعدة مدن بالبلطيق هم ممن يحملون العرق الروسي ويشعرون بوجود رابط قوي مع موسكو. يقوم هؤلاء بمشاهدة التلفزيون الروسي، ويقرؤون الكتب الروسية، ويرسلون أطفالهم إلى المدارس التي تعتمد على اللغة الروسية في التدريس. ميهايلس هيسينس، شخص يحمل العرق الروسي وبدون جنسية يعيش داخل عاصمة ليتوانيا ريغا، رفض إجراء اختبار الحصول على الجنسية باللغة اللاتيفية. يحس هذا الأخير بحنق شديد إزاء ما يرى أنها عملية تقف وراءها الدول لمحو ثقافته، وليست لديه أية ثقة في الحكومة. «وعندما لا تجد أي شخص يمكن الوثوق به،» يقول، «يتعين على المرء البحث عن شخص آخر يثق به، والشخص الوحيد المتبقي هو روسيا.»
الصراع من أجل الولاء بالنسبة للناطقين بالروسية مثل هيسينس مازال متواصلا، ولا أحد يستوعب هذا الأمر أفضل من السلطات الليتوانية. بيد أنها لم تقم بفعل الشيء الكثير لاحتواء الروس داخل حدودها، بل قامت بدلا عن ذلك بحشد حلفائها في حلف شمال الأطلسي من أجل الوقوف في وجه موسكو. من جهته، بدأ التحالف في الرد. ففي أعقاب مؤتمر رئيسي للأطلسي، اتفق الحلفاء على تركيز اهتمامهم مجددا على مهمة ردع روسيا التي تعود لحقبة الحرب الباردة. كما قاموا كذلك بالالتزام بالإعداد للرد الملائم على الحرب الهجينة التي توظفها روسيا بالقرم. ولهذا الغرض، التزم حلف شمال الأطلسي بالإبقاء على قواته بالقرب من الحدود الروسية، بما في ذلك القوات الجوية، والبرية، والبحرية التي سيتم نشرها بشكل دوري.
الأمر الذي يبعث على القلق أكثر بالنسبة لدول البلطيق هو أن مؤتمر حلف شمال الأطلسي لم يحسم في المعضلة الرئيسية التي تطرحها الحروب الهجينة؛ والمتمثلة في الشروط التي قد تستدعي تفعيل المادة الخامسة بين الدول الحليفة للأطلسي بالبلطيق. قد يكون قادة الأطلسي قد تعمدوا ترك الإجابة عن هذا السؤال مبهمة، لكي يمنحوا أنفسهم هامشا للمناورة الاستراتيجية. وقد جسد صراع الرئيس أوباما لمواجهة الأسلحة الكيماوية بسوريا سلبيات وضع خطوط حمراء واضحة في السياسات الحكومية. لكن وكما أبانت عن ذلك حالة القرم وشرقي أوكرانيا، فإن الحملات الروسية يتم شنها بطريقة تظهر أنها ثورات ناشئة من الداخل، وهو ما يمنح موسكو إمكانية إنكار أي تدخل لها، ما يزيد من التعقيدات أمام القيام بأي رد فعل غربي. وهذا ما يطرح سؤالا مصيريا حول مدى قدرة دول حلف شمال الأطلسي على التأقلم والتعاطي برشاقة مع الحروب الروسية غير المتوقعة ومتحولة
المعالم.
* بتصرف عن مجلة تايم
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الأزمة في أوكرانيا... هل تعيد طرح إشكاليات النظام العالمي القائم ؟
تجدد الجدل حول أفول القوة الأمريكية: المواجهات في أوكرانيا والشرق الأوسط تضع قواعد نظام عالمي جديد
أوكرانيا مدخل لصراع جديد بين الشرق والغرب
الاتحاد الأوروبي وأمريكا في مواجهة مشروع الكرملين ل "اتحاد أوراسي"
صحيفة روسية: غطرسة واشنطن تدفع العالم صوب حرب مدمرة
قراءة في مواد بعض الصحف الأوروبيّة لليوم
أبلغ عن إشهار غير لائق