شهادة «الاحتياج» لفائدة تاجر دولي للمخدرات تقود مستشارا بالسوالم الطريفية إلى التحقيق

حصل عليها تاجر دولي للمخدرات معتقل بطنجة للإفلات من عقوبة الإكراه البدني

من المنتظر أن تحيل الفرقة الجنائية بأمن سطات، صباح اليوم، على أنظار وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببرشيد كلا من (ه.م)، مستشار بجماعة السوالم الطريفية بإقليم برشيد، ومسؤول بنقابة لسيارات الأجرة الكبيرة، على خلفية التحقيقات التي أجرتها الفرقة الجنائية في قضية تزوير وثيقة إدارية لفائدة تاجر دولي في المخدرات، ينحدر من مدينة برشيد. ويتم التحقيق مع المتهمين من طرف الفرقة الجنائية في حالة اعتقال، بعدما أمرت النيابة العامة بوضعهما تحت الحراسة النظرية.
وتعود وقائع القضية، حسب مصادر قريبة من التحقيق، بعدما قدم تاجر دولي في المخدرات ينحدر من مدينة برشيد، ويقضي عقوبته الحبسية بمدينة طنجة، تزامنا مع موعد انصرام المدة الحبسية، شهادة إدارية «الاحتياج» إلى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمدينة طنجة، تثبت عدم قدرته على أداء الغرامة لفائدة إدارة الجمارك. وكانت هذه الشهادة الإدارية هي وسيلته الوحيدة للإفلات من عقوبة الإكراه البدني، حيث ادعى عدم قدرته على تأدية الغرامة وسلم للنيابة العامة بطنجة شهادة «الاحتياج» تحمل طابع وخاتم المقاطعة الرابعة ببرشيد.
تقديم تاجر دولي للمخدرات شهادة «الاحتياج» ساهم في إثارة شكوك النيابة العامة بطنجة، كما فطنت هذه الأخيرة إلى وجود تلاعبات للحصول عليها، الشيء الذي دفعها إلى مراسلة نظيرتها بالمحكمة الابتدائية ببرشيد للبحث والتحري في الموضوع. وشرعت فعلا هذه الأخيرة عبر الضابطة القضائية في تحرياتها وبشكل سري.
وتبين للنيابة العامة أن الوثيقة لها خيوط كبيرة، حيث اتهم في البداية قائد المقاطعة خليفته، كما أن هذا الأخير اتهم القائد، وعقب تبادل الاتهامات قامت النيابة العامة بتسليم الملف برمته إلى الفرقة الجنائية الولائية بأمن سطات، وشرعت عناصر الفرقة في الاطلاع على نماذج لشواهد الاحتياج التي يتم تسليمها بعدد من القيادات والمقاطعات بالإقليم، وتبين لعناصر الفرقة أن طريقة صياغة الشهادة موضوع التزوير تعود إلى ملحقة سيدي رحال، فيما الطابع والخاتم يعود إلى المقاطعة الرابعة ببرشيد، كما تبين لها أن نموذج سيدي رحال يحمل دائما عبارة «سلمت للاستشفاء» أو«سلمت للإدلاء بها للمؤسسة الصحية».
ولفك خيوط هذه الوثيقة قامت عناصر الفرقة بالاستماع إلى أخت تاجر المخدرات ببرشيد هذه الأخيرة دلتهم على أن الشهادة حصلت عليها بواسطة سائق طاكسي ينحدر من سيدي رحال، حيث قامت الفرقة بالاستماع إلى سائق الطاكسي الذي دلهم على الشخص الذي ساعده في الحصول على هذه الوثيقة، الذي كان موظفا بسيدي رحال، وأصبح فيما بعد مستشارا جماعيا بالسوالم الطريفية.