مرة أخرى عجز فريق الرجاء البيضاوي عن تحقيق الفوز واكتفى في مباراته أمام أولمبيك آسفي برسم الجولة 13 من البطولة الاحترافية لكرة القدم بالتعادل بدون أهداف ليواصل الفريق مسلسل تخبطه. لكن نتيجة التعادل التي حققها الفريق «الأخضر» أمام أولمبيك آسفي لم تكن نقطة السواد الوحيدة يوم السبت الماضي، فساعات قبل انطلاقة المباراة خرج الموقع الرسمي للرجاء ببلاغ «غريب» في مضمونه وتوقيته بخصوص وضعية الصالحي. لقد زعم الموقع الرسمي أن الصالحي اشترط على المدرب الطوسي أن يشركه أساسيا، وإذا لم يكن الأمر كذلك فإنه لا داعي لينادي عليه، قبل أن يؤكد الفريق في البلاغ نفسه أن المكتب المسير سيتخذ قراره النهائي في غضون الأسبوع الجاري، هذا في الوقت الذي كذب فيه الصالحي بلاغ الموقع الرسمي جملة وتفصيلا، وقال إنه لم يشترط اللعب كأساسي، وأن المدرب طلب منه الاجتهاد في التداريب وأن يقوم بإنقاص وزنه حتى يكون بمقدوره الاعتماد عليه، وأنه تقبل موقف المدرب بصدر رحب، وتمنى لزملائه التوفيق في مباراتهم أمام أولمبيك آسفي. المثير أيضا أن المدرب رشيد الطوسي عندما سألناه في «المساء» عن وضعية الصالحي عقب مباراة أولمبيك آسفي، فإنه لم يؤكد ما جاء في الموقع الرسمي واكتفى بالقول إن الأمر يتعلق باختيارات تقنية، وأنه لا صحة للأخبار التي تتحدث عن رغبته في تسريح الصالحي، وهو ما يتماشى مع تصريح الأخير الذي قال إن المدرب وعده بتكذيب كل ما راج بخصوص اشتراطه اللعب أساسيا. هنا لابد من طرح بعض الأسئلة بخصوص وضعية الصالحي، وبخصوص التسرع غير المقبول للموقع الرسمي للرجاء، فإذا كان هناك شيء ما فعلا وقع بين المدرب الطوسي والصالحي، فألم يكن من المفروض تأجيل ذلك إلى ما بعد نهاية المباراة، فمسؤولو الرجاء ومن أفتوا تحديدا بنشر البلاغ في ذلك التوقيت في الموقع الرسمي شوشوا على الفريق، وخلقوا نقاشا الرجاء في غنى عنه، مثلما شتتوا تركيز اللاعبين ومدربهم، خصوصا أنه بدل الحديث عن المباراة والتركيز عليها، فإن هاتف المدرب الطوسي لم يتوقف عن الرنين بسبب هذا الموضوع، مثلما أن اللاعبين ظلوا يتابعون مستجدات زميلهم، بدل أن يركزوا على المباراة. أكثر من ذلك فإن من صاغ بلاغ الموقع الرسمي عرض التفاصيل من وجهة نظر واحدة وأصدر الحكم في حق الصالحي قبل أن تستمع اللجنة التأديبية للاعب، وهنا تبرز النية المبيتة في حق هذا اللاعب. إن التواصل أمر ضروري، وإن إخبار جمهور الرجاء ومعه وسائل الإعلام بما يجري داخل الفريق أمر مهم أيضا، لكن عندما يتم التواصل بطريقة الهواة، وبدون عمق، وبدون استراتيجية يكون هدفها حماية الفريق، وتوفير ظروف الاستعداد الجيد له، فإننا نصبح إزاء وضع شاذ لا يجب السكوت عنه. أما الأخطر من كل هذا، فهو حينما نعرف أن بعضا ممن يقدمون أنفسهم أوصياء على الجمهور هم الذين أشعلوا الفتنة من بعيد، بهدف «قتل» اللاعب رمزيا وتهييج الجمهور ضده. للأسف الشديد، مسؤولو الرجاء مازالوا يعيدون إنتاج نفس الأخطاء دون أن يستفيدوا من الدروس، ومازالوا ينصتون لمن في قلوبهم مرض، والحصيلة لاشك أنكم تتابعونها.