ما أعرفه حقا أن عجلة التغيير هي من أولويات الساعة الراهنة في كرة القدم المغربية، وما أعرفه أن كل الجامعات السابقة لم تقدم أي إقلاع نموذجي للكرة الوطنية على درجة عالية من الإحترافية ومواكبة تقدم الآخرين، كما أعرف حق المعرفة أن حتى الأندية بذاتها وعينها راكمت منذ أمد غير بعيد أجيال وأسماء بعضها كان عاقلا في احترام مقياس وعمر مدة التسيير، وبعضها احتل الفريق كميراث وإسم وعائلة إلى اليوم من دون أن يجتهد في استثمار أي مرحلة لإقلاع الكرة بالمدينة·· وعندما تنقلب الأمور من أعلى هرم بالجامعة وفي حالة طوارئ أريد لها أن تفجر العديد من الأطروحات المتداولة، يكون القرار قد بني على رؤية كاريزمية وواقعية للأمور التي تدار بها كرة القدم انطلاقا بالجامعة ووصولا بالمجموعات الوطنية إلى أدنى القواعد الأخرى للكرة، ويكون القرار في منظوره الآخر ضربة موجعة للمجموعة الوطنية انطلاقا من حلها كتوجه قسَّم العقول بين مؤيد ومعارض·· وعند هذا الجزء من التقسيم يكون نطاق المعارضة الجسر الأقوى في الخلاف مع رئيس الجامعة لأنه في نظر هؤلاء اعتبر "سوبرمانا" بالمعنى المجازي ولا يحق له أن يحل المجموعة إلا بالقانون وليس بالإنفرادية المطلقة دون التشاور في القضية، لكن ما هو متعارف عليه أن حل المجموعة حسب ما هو في علمي إما أن يكون عن طريق جمع عام استثنائي أو أن يكون للجامعة حق الحل النهائي حسب المادة الثالثة والمادة 19 من القوانين العامة للجامعة ، وأيا كانت التأويلات وردود الفعل المعارضة، لماذا قبل المؤيدون حل المجموعة ورفضها المعارضون أصلا؟ وهل هناك ما يفند سرا في عملية التأييد والمعارضة؟ وهل يعني أن بداخل المجموعة الوطنية ذاتها خصوصيات نفعية في كل الملفات، ما يجعل فرقاء التأييد والمعارضة مقسمين في التوجه؟ ما هو جوهري أن زمن سنوات العسل بالمجموعة من دون تطور جذري في الكرة لا بد أن يتغير بتغيير الرجال والعقول، ولا يحق لأي كان أن يظل جليس مقعده المريح سنوات طويلة·· وما فعله علي الفاسي أو غيره كان لا بد أن يحدث يوما لتحريك مضامين الرسالة الملكية، كما كان لا بد أن نعيش توجها حديثا يتماشى مع الإرادة الملكية بمثل ما يحدث اليوم تدريجيا لجعل جامعة المستقبل اتحادا كرويا محترفا بالعقول والكفاءة· ما هو جوهري، أن حل المجموعة الوطنية ينساق مع توجه المستقبل لتغيير الإسم بالعصبة الإحترافية الملائم مع العصب الكروية بأوروبا (الليغا الإسبانية الليغ الفرنسية الإرديفيزي الهولندية····و····و)، وهذه العصبة الإحترافية بالجامعة سيكون لها نفس الإستراتيجية الإدارية المعمول بها كتحول جديد يبني لأفق الكرة بعقليتها الحديثة في كل الملفات المطلبية، كما ستحظى برجال ثقة هم أصلا من الأندية الوطنية بمبدإ تناوب شريطة أن يكون الأفق القادم للأندية مبنيا على رؤساء جدد من طينة المستثمرين الكبار، ومن رجال يهيئون مشروعا أو برنامجا عمليا داخل الأندية لتطويرها وليس من رجال أكل عليهم الدهر وشرب ولا يريدون إطلاقا تمرير التركة للآخرين أو ذوي الكفاءات العالية· ما هو جوهري، أن الهرم الجامعي اليوم يحظى برعاية مولوية لا محيد عنها لتأسيس مشروع تأهيلي وحداثي للكرة، والرعاية يجب أن تقبل بالعقل لا بالفوضى، كما أن تأهيل المدن وتنمية المدن في كل المجالات يلتئم مع مجال الرياضة كجسر حيوي وتنموي يطل بداية من أعلى هرم بالجامعة إلى أسفل القاعدة، وهنا يثبث العكس، إذ ينظر إلى الهرم الجامعي أولا قبل أن نغوص في مصائب القاعدة برجالاتها، وهنا يثبت العكس، إذ لا بد من تغيير السقف الخشبي بسقف إسمنتي حتى يكون العمل مسايرا براحة شاملة، عكس العمل في بيت تقطر سقوفه بنفس العقلية··