الظلم في مرتين كيف اقوى عليه؟ سرقوا عرقي ولن أستمر في الملاكمة عرفت أنه خرج منهارا لا يحتمل كل الذي حدث معه، وهو يجرد من حلم الوصول إلى الدور النصف النهائي الذي يضمن له أن يكون رابع بطل يهدي الملاكمة المغربية ميدالية أولمبية، ولكن ما إستغربت له وكل الزملاء الصحفيين المغاربة الذين صاحبوني إلى المنطقة المختلطة أن يكون الملاكم العرجاوي قد تأخر في الوصول إلى هذه المنطقة بينما كان الملاكم الإيطالي كاماريل يعطي تصريحات للصحافة الإيطالية والعالمية. أخرجنا المنظمون من حيرتنا عندما أخبرونا بأن الملاكم المغربي غادر المنصة المختلطة والظاهر أنه لا يريد تقديم تصريحات للصحفيين. طلبنا من عثمان فضلي المدير التقني وطبيب البعثة المغربية أن يخبرا العرجاوي بأن الصحفيين المغاربة ينتظرونه، وبعد لحظة عادا ليقول بأن العرجاوي سارع إلى مستودعات الملابس وأنخرط في هيستيريا من البكاء، وحالما سيهدأ سيأتي. مرت 15 دقيقة ليترجل العرجاوي باتجاهنا بخطوات الرجل المذبوح، وكان ممكنا أن نلحظ إحمرار عينيه، فالرجل جاءنا بعد أن ضغط على نفسه. المنتخب: العرجاوي نقدر حدة المرارة وقوة سهم الجرح الذي إخترقك، في النهاية أنت لاكمت بطلا عالميا وأولمبيا؟ العلرجاوي: كنت أعرف أنني سألاكم بطلا عالميا وبطلا أولمبيا، ولكن كل ذلك رميته وراء ظهري، كما قلت لكم قمت باستعدادات جيدة صحبة الطاقم التقني، وكنت واثقا من قدراتي وعلى أنني أستطيع كسب الرهان، وأبدا لم أكن أنتظر أن أتعرض للسرقة مجددا، لقد حصل معي نفس الذي حصل قبل أربع سنوات ببيكين، إنه شيء لا يطاق. المنتخب : متى شعرت أنك تفوقت على الملاكم الإيطالي وأنك قريب من الفوز عليه؟ العرجاوي: في الجولتين الثانية والثالثة، لقد أحسست أنني جردته من كل أسلحته وأفقدته السيطرة على المباراة بدليل أنه لم يتوصل إلى توجيه لكمات مباشرة لوجهي لقد أصبته بعجز كبير. المنتخب: ولكن الفوز كان حليفه في النهاية؟ العرجاوي: إعرضوا المباراة على حكام أخرين وستعرفون أنني أصبت بظلم كبير لا أستطيع أن أتحمله (تعود إليه تدريجيا نوبة الحزن) لا يمكن أن يكون هذا هو مصير سنوات قضيتها بعيدا عن عائلتي، أتدرب بشكل جدي ومرهق مع مدربي، لا.. لا أستطيع أن أستمر على هذا الحال، لا استطيع أن ألعب رياضة أشعر أنني أهان فيها، يسرق عرقي ولا يقدر أحدا جهدي. المنتخب: ألا تفكر أن تصبح ملاكما محترفا؟ العرجاوي: ما عشته بأولمبياد بيكين وبأولمبياد لندن وبطولة العالم يشعرني بالقرف وبعدم التحمس للبقاء دقيقة واحدة في عالم الملاكمة ( يفكر للحظات ثم يقول) الإحتراف إمكانات وبيئة وهذه أشياء لا نتوفر عليها بالمغرب. المنتخب: مؤكد أنك كنت تواقا لأن تهدي المغاربة ميدالية أولمبية في هذا الشهر الفضيل؟ العرجاوي: جئت إلى لندن أحمل أحلاما وأحمل آمال المغاربة، وسعيت جاهدا لأسعدهم ولأدخل الفرحة لكل البيوت، ولكن... في هذا اللحظة عاودت نوبة البكاء الهيستيري الملاكم محمد العرجاوي فانزوى في مكان أمام كل الصحفيين يذرف دموعا ساخنة حزنا على حلم سرق منه.لقد توقف البطل عن الكلام فللدموع لغة لا يجيدها إلا الملتاعون. لندن: بدر الدين الإدريسي عدسة:بلمكي