يدرك المنتخب المغربي إنه يخوض واحدة من أهم المباريات في تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا، حيث سيكون مطالبا بالفوز على ضيفه العنيد منتخب الكوت ديفوار السبت المقبل بمراكش، والأكيد أن الكل يجمع على مدى قيمة كسب النقاط الثلاث وإسقاط منتخب يبقى مرشحا قويا في المجموعة الثالثة، لذلك ثمة عدة مفاتيح قد تكون حاسمة للأسود من أجل إسقاط أفيال أبيدجان في موقعة تتداخل فيها مجموعة من الأسباب قبل حسمها. إنزال جماهيري لم يكن المدرب هيرفي رونار مدرب المنتخب المغربي مخطئا، وهو يركز في كل خرجاته على ضرورة الدعم الجماهيري لما في ذلك من عوامل إيجابية على نفسية اللاعبين وتأثير سلبي على الخصم، والأكيد أن الجمهور المغربي لن يضيع الفرصة، لتأكيد أنه دائم الدعم والمساندة كلما تعلق بمباريات حاسمة أو قوية، يكون فيها الأسود بحاجة لدفء المشجعين، لذلك سيكون الجمهور المغربي عاملا أساسيا وواحدا من أهم شروط الفوز على المنتخب الايفواري، على غرار ما تابعناه في الكثير من المواعيد الهامة التي قدم فيها الجمهور المغربية ملاحم لا تنسى. الفرص لا تتكرر أكثر ما يتمناه أي مدرب هي النجاعة الهجومية وعدم تضييع الفرص ما دامت السبيل الوحيد لتحقيق الإنتصار، لذلك سيكون المنتخب المغربي مطالبا باستغلال أنصاف الفرص وعدم تضييعها، خاصة أنه كلما سجل كلما اقترب الأسود من الفوز. الأضواء من دون شك ستكون مسلطة على المهاجمين وأي دور سيقدموه في هذه المباراة، لأن الهدف الأسمى في المباراة هو تحقيق الإنتصار، كما أن القبض على النقاط الثلاث الغالية يبقى عز طلب الجمهور المغربي، لذلك لا بد من المهاجمين أن يكونوا حاضري البديهة وأن يركزوا أكثر عند الفرص المتاحة لتفادي السقوط في فخ ضياع الفرص. الهاجس النفسي يدرك المنتخب المغربي أنه سيكون المعني أكثر في هذه المباراة لعدة أسباب أهمها أنه يلعب على أرضه وأمام جمهوره، كما أنه مطالب بالإنتصار بدرجة أكثر من منافسه الذي ذاق حلاوته في المباراة الأولى، هذا في الوقت الذي تعادل فيه الأسود في المباراة الأولى. والأكيد أن معطيات المباراة ستفرض على اللاعبين تحمل ضغط المباراة، وهنا سيحضر العامل النفسي بدرجة كبيرة، إذ المطلوب من رونار تهييء اللاعبين لهذا النزال، ليس فقط على المستوى التكتيكي والبدني والتقني، ولكن أيضا على المستوى النفسي، حيث سيساعد حسن الإستعداد الذهني كل اللاعبين على تجاوز الضغوط، والتعامل مع معطيات المباراة الصعبة بكل هدوء وثقة وأريحية لتحقيق الفوز. هدف مبكر ليس أفضل من أن يسجل المنتخب المغربي مبكرا، حيث سيكون لذلك تداعيات كبيرة على اللاعبين، سواء ذهنيا، إذ سيتفادى مبكرا ضغط المباراة وسيمنحهم الثقة بمواصلة المباراة بكل أريحية، بل سيحرر أيضا الطاقم التقني والجمهور، أو تقنيا لأنه سيربك حسابات المنتخب الإيفواري سواء التكتيكية أو التقنية، كما سيفتح أيضا مساحات أخرى أمام المهاجمين لتسجيل أهداف أخرى خاصة أن المنتخب الإيفواري أمام تأخره سيكون مطالبا بالخروج من منطقته الدفاعية لتعديل الكفة. ثم لا ننسى أن التسجيل مبكرا لن يترك الفرصة أمام الإيفواريين للعب على عنصر المباغثة وتحقيق الإنتصار، لأنه وقتها سيكون أصدقاء المهدي بنعطية قد أخذوا كل الإحتياطات الدفاعية. إختيارات صائبة كل المؤشرات تؤكد بأن المدرب رونار يخوض أصعب امتحان له منذ أن تقلد العارضة التقنية للمنتخب المغربي، نظرا لقيمة الحدث الذي ينافس فيه المنتخب المغربي أو لوزن الخصم الذي يبقى من الحيتان الإفريقية الكبرى، لذلك سيكون المدرب الفرنسي مطالبا باختيار النهج التكتيكي الصائب، وكذا وضع اليد على التشكيل المناسب. وهنا يحضر السؤال المتعلق بطبيعة الأسلحة التكتيكية التي سيلعب بها، خاصة أن رونار في الواقع لم يستقر كثيرا على نهج تكتبكي واحد في المباريات التي لعبها، دون استثناء أيضا السؤال حول الكوموندو الذي سيواجه به الأفيال، وبين هذا وذاك فالمهم أن يكون رونار صائبا وناجحا غي اختياره التكتيكي والبشري، كشرط أساسي ليحقق ما ينتظره الجمهور المغربي بشغف، ألا وهو الفوز الغالي.