ترى هل يعرف وزير الخارجية المغربى ما تفعله سفارته في القاهرة؟، بهذا السؤال ختم الكاتب الصحافي المصري أسامة غريب، مقاله، المنشور في "المصري اليوم"، والذي اختار له عنوان "رصيف السفارة المغربية". وقال الكاتب إنه اعتزم زيارة المغرب، البلد العربي العزيز على قلبه، فتوجه إلى السفارة المغربية في الزمالك، في أحد أيام الخميس من الشهر الماضي، وعلى بابها وجد لافتة تشير إلى أن العمل القنصلي يتم، يومي الاثنين، والخميس، من كل أسبوع من الساعة العاشرة إلى الساعة الثانية عشرة!. وأشار الكاتب الصحافي ذاته إلى أن الطابور، الممتد على الرصيف لمسافة طويلة كان مثيراً للدهشة، وسجل اسمه في اللائحة قبل العاشرة صباحا، وكان رقمه 93، وفي الثانية عشرة تم إغلاق الشباك ولم ينجح في تقديم الأوراق سوى سبعة عشر شخصاً من بين جميع المنتظرين. ويروي الكاتب نفسه مشهدا تعالت فيه الأصوات بالزعيق واللعنات، حسب قوله، وكان من بين المحبطين شخص علا صوته، يحضر للمرة الرابعة على التوالي، وفي كل مرة يتم إغلاق الشباك قبل أن يصل إلى الموظف! ويضيف الكاتب، "بهذا النظام العبثي الفريد، أدركت أنه قد أحضر عشرات المرات، ولا أنجح في لقاء الموظف، المنوط به تسلم جواز سفري من أجل التأشيرة". وتعجب الكاتب لأن المسؤولين في القنصلية المغربية في القاهرة لا يعلمون أن قنصليات العالم كلها تمنح الناس مواعيد تضمن لهم الحضور في وقت متفق عليه دون طوابير، وصفها ب"الغبية". وتساءل، "ما معنى أن يقف الناس على الرصيف، بينما يحدثهم الموظف من فتحة فى سور السفارة؟ هل هذا يصح؟، هل يليق أن يقف الناس تحت الشمس، وفي البرد، والمطر، بينما الموظف مختبئ في الداخل؟". وأضاف المتحدث نفسه "أن الرصيف ملكية عامة للناس وليس ملكية خاصة بالسفارة، ولا يحق لها بالتالي أن تتصرف كالبائع المتجول، الذي يستخدم الرصيف العام لتحقيق مصلحته، وبيع بضاعته. ولماذا لا يفتحون باب السفارة، ويخصصون جزءاً مسقوفاً ومغطى، وفيه مقاعد يجلس عليها المتعاملون، وأصحاب المصالح أسوة بسفارات وقنصليات الدنيا كلها؟". واستمر الكاتب الصحافي في طرح الأسئلة، "ثم ما معنى أن العمل القنصلي يتم يومي الاثنين والخميس فقط، ولمدة ساعتين كل مرة؟ ماذا تراهم يفعلون باقى ساعات اليوم، وباقي أيام الأسبوع؟ ألا يعلمون أن العمل القنصلي بكل السفارات يفتح أبوابه للجمهور ثماني ساعات فى اليوم، خمسة أيام فى الأسبوع؟".