أظهرت التطورات الأخيرة، التي شهدتها الأراضي السورية من مواجهة عسكرية بين إيران، وإسرائيل توافقا مثيرا بين هذه الأخيرة، ودول الخليج، التي رحبت إحداها بشكل صريح بالتحركات الإسرائيلية. وفي هذا السياق، أصدر وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، بيانا، يوم أمس الخميس، يقر فيه بأنه "طالما أن إيران أخلت بالوضع القائم في المنطقة، واستباحت الدول بقواتها، وصواريخها، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة، منها إسرائيل، أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر". وبدورها أبدت المملكة العربية السعودية احتفاء باستهداف إسرائيل للقوات الإيرانية في سوريا، وفق ما أظهره الإعلام الرسمي للرياض، خلال اليومين الماضيين. ومع هذا الانفتاح المتزايد، والصريح بين دول الخليج، وإسرائيل، دعت هذه الأخيرة المملكة العربية السعودية، وجيرانها إلى "الخروج من الجحر"، والمساعدة في مواجهة "عدوهم المشترك"، إيران، وذلك مع دخول التوترات في الشرق الأوسط إلى مواجهة مباشرة. وبعد أن تبادلت القوات السورية إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية، المنتشرة في مرتفعات الجولان، المحتلة، أول أمس الأربعاء، ادعى وزير الدفاع الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" أن الضربات الجوية الإسرائيلية دمرت "البنية التحتية الإيرانية بالكامل تقريبا" في سوريا، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. وحذر "أفيغدور ليبرمان" من أن الإيرانيين، ذوي الأغلبية الشيعية، ينشطون بالقرب منهم، ودعا الدول الخليجية إلى الانضمام إلى الرئيس "دونالد ترامب"، وتبني موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" المتشدد ضد إيران. وقال "ليبرمان"، بحسب ما جاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "من الذي أيد قرار "ترامب" بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران؟ إسرائيل، والسعودية، ودول الخليج". وأضاف الوزير ذاته: "لذا أعتقد أن الوقت قد حان لتلك الدول المعتدلة أن " تخرج من الجحر"، وتبدأ في التحدث علانية. ومثلما يوجد محور الشر، فقد حان الوقت لأن يكون في الشرق الأوسط، أيضًا، محورًا للدول المعتدلة".