أحداث كثيرة، يمتزج فيها الخرافي بالواقعي، صنعت الحدث سنة 2018، وخلقت معها توليفة خاصة، ما زال صداها يتردد بين جبال ” سرغينة”، ومنحدرات تزنيت، وهضاب تيسة نواحي تاونات. كل شيء بدأ صبيحة أحد أيام شهر رمضان، حينما ادعى سائق شاحنة، في خرجة غير مسبوقة، تواجد كنز كبير تحت جبل بمنطقة ” سرغينة” في بولمان؛ ادعاء احتشد من أجله آلاف المواطنين، حلوا من مدن بعيدة، همهم اقتسام ” الدفينة”، قبل أن يكتشفوا زيف ادعاءات ابن المنطقة، الذي اختفى عن الأنظار منذ ذلك التاريخ. ووسط ترقب استخراج الكنز، كان المهدي الشافعي، الملقب ب” طبيب الفقراء”، والذي شغلت قصته الرأي العام الوطني، بعد خروجه عن المألوف، واختياره التواصل عبر تقنية ” الفيديو”، لكشف ما وصفه ” لوبيات الفساد التي تحاصره داخل المستشفى”، قبل أن ينتقل ملفه من المحكمة، على خلفية ما اعتبرته الإدارة ” اختلالات مهنية ارتكبها طبيب الأطفال”. المواطنون كان لهم رأي في الموضوع، واعتبروا الطبيب الشافعي، في سابقة من نوعها، واحدا من الأطر الطبية، التي خصصت وقتها، وجهدها، لعلاج أطفال الفقراء، حيث استطاع، في ظرف زمني قياسي، من إجراء عمليات جراحية فاق عددها كل التوقعات، بمعدل 3 عمليات في اليوم الواحد، قبل أن تقضي المحكمة في حقه ب” 30 ألف درهم”، أعقبها رفض وزير الصحة قرار استقالته، في مسلسل تفاعل معه المغاربة من ألفه إلى يائه. سنة 2018 ، ورغم كل الإخفاقات، شهدت تميزا غير مسبوق لطفلة كانت تتابع دراستها بمدرسة عمومية في قرية تيسة نواحي تاونات؛ يتعلق الأمر بالطفلة مريم أمجون، ابنة أستاذ الفلسفة لحسن أمجون، والتي تمكنت من إحراز لقب تحدي القراءة العربي، في نسخته الثالثة، متفوقة على ممثلي الوفود المشاركة. شخصيات لا تنتمي إلى عالم السياسة، ولا علاقة لها ب” جدل الصالونات”، لكنها استطاعت أن تخلق الجدل، وأن تبصم على محطة 2018، التي شهدت الكثير من النكسات؛ في مجالات شتى.