بمزيج من الأسى والغضب، ودعت عائلة وأقرباء البطل المغربي في رياضة الكيك بوكسينغ أيوب مبروك ابنها إلى مثواه الأخير بمقبرة سيد الضاوي بسلا، بعدما قضى نحبه على متن قارب للهجرة السرية قرب السواحل الإسبانية. الغوثي مبروك، والد أيوب، اعتبر أن ابنه ضحية للأوضاع المزرية التي تعيشها المنطقة وغياب فرص الشغل، مما يدفع بالشباب إلى المغامرة بأرواحهم بحثا عن مستقبل أفضل. وأكد الأب أن العائلة لم تكن تعلم بهجرة ابنها أيوب قبل أن تصدم بخبر وفاته، كما ألقى باللوم على المسؤولين الذين لا يهتمون لأوضاع الشباب بالقدر الذي يولونه لأبنائهم الذين يدرسون خارج البلاد، حسب تعبيره. تغطية إسبانية للجنازة وغياب للمسؤولين المغاربة جنازة الشاب أيوب عرفت غيابا لافتا للمسؤولين في المدينة ولمسيري القطاع الرياضي، حيث اقتصر الحضور على العائلة وأصدقاء أيوب ومدربه ورفاقه الرياضيين، فيما كان لافتا حضور صحافي إسباني لتغطية الحدث، بعدما كانت جريدته من أوائل من كتب عن القضية. ووصلت جثة الشاب المغربي، أمس الثلاثاء، إلى حي الانبعاث بمدينة سلا لتتمكن عائلته المكلومة من إلقاء النظرة الأخيرة عليه، وهو الذي غادر أملا في حياة أفضل قبل أن يعود في صندوق خشبي وسط صدمة أقاربه وذويه. الهجرة مستمرة ورغم الصدمة التي عاشتها العائلة وأصدقاء الضحية، فإن الفاجعة لم تثن آخرين على ركوب خطر البحر بحثا عن مستقبل أفضل، حيث غادرت مجموعتان جديدتان على الأقل من الشباب البلاد بنفس الطريقة، وفق ما أكدته شهادات أدلى بها أبناء الحي ل “اليوم 24″ والذين اعتبروا أنه لا حل أمامهم سوى الهجرة. أيوب مبروك، ذو ال 21 ربيعا، كان قد غادر بيته شهر نونبر الماضي، ليلتحق بأزيد من 20 شابا مغربيا، أغلبهم من أبناء مدينة سلا، غادروا عبر أحد قوارب الهجرة من سواحل المدينة في رحلة امتدت ليومين قبل أن تنتهي بتحطم القارب قبالة السواحل الإسبانية وغرق جميع ركابه. وتعرفت عائلة مبروك على خبر وفاة ابنها أول مرة حينما شاهدت والدته صورا تناقلتها وسائل الإعلام الإسبانية، قبل أن يغمى عليها وتنقل إلى المستشفى، لتستوعب بعدها عائلة مبروك وباقي ضحايا الفاجعة، الذين ينحدر جلهم من نفس الحي بمدينة سلا، حجم الكارثة. وكانت “رحلة الموت”، التي انقلب خلالها قارب المهاجرين السريين المغاربة في السواحل الإسبانية قد عرفت بفاجعة “لوس كانوس”، حيث كشفت وسائل إعلام إسبانية صورا لضحاياها، ما مكن عائلات “الحراكة” من التعرف على جثث أبنائها، قبل رفع مطالب إلى الحكومة بالتدخل لاستعادتها.