أعلنت الأممالمتحدة، الجمعة، رسميا حالة المجاعة في غزة، حيث يعاني 500 ألف شخص من الجوع الذي بلغ مستوى « كارثيا »، استنادا إلى تقرير خبراء وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه « كذب صريح ». وأتى ذلك في يوم هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بتدمير مدينة غزة إن لم تقبل حركة حماس بشروط الدولة العبرية للهدنة في الحرب المتواصلة في القطاع الفلسطيني منذ أكثر من 22 شهرا، وحيث أفاد الدفاع المدني عن مقتل ما لا يقل عن 57 شخصا بنيران إسرائيلية، الجمعة. وأصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأممالمتحدة والذي يتخذ من روما مقرا، تقريرا أفاد بأن هناك مجاعة في محافظة غزة التي تضم مدينة غزة ومحيطها وتشكل 20 في المائة من مساحة القطاع، مع تقديرات بأن تنتشر في دير البلح وخان يونس بحلول أواخر سبتمبر. واعتبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أنه كان في الإمكان تفادي المجاعة لولا « العرقلة الممنهجة التي تمارسها إسرائيل » على دخول المساعدات الغذائية. وفي تقرير لمؤشر مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، جاء فيه: « تأكّدت المجاعة في محافظة غزة اعتبارا من 15 غشت 2025، ومن المتوقع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية سبتمبر (أيلول المقبل) ». وتأسس « التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي » عام 2004 على يد وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، من أجل تقييم الوضع الغذائي في الصومال آنذاك. ويهدف إلى التوجيه نحو قرارات دقيقة وفعالة في الأزمات الغذائية، ويعتمد على منظمات عالمية ووكالات أممية وهيئات تنموية وإنسانية تعمل بشكل مشترك على تطوير وتطبيق هذا الإطار عالميا وإقليميا ومحليا. وأضاف: « يواجه أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة المجاعة والعوز والموت، كما يواجه 1.07 مليون شخص آخرين أي أكثر من نصف السكان، مستويات طوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد ». وأكد أن أكثر من 132 ألف طفل بغزة دون سن الخامسة يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد. ورجح « أن يواجه ما يقرب من ثلث السكان (641 ألف شخص) ظروفًا كارثية، وأن يرتفع عدد من هم في حالة طوارئ إلى 1.14 مليون شخص (58 في المائة من السكان) ». وتابع: « ولّى وقت الجدل والتردد، فالمجاعة حاضرة وتنتشر بسرعة، ولا ينبغي أن يشك أحد في ضرورة استجابة فورية وواسعة النطاق ». كما حذر من أن « أي تأخير إضافي – حتى ولو لأيام – سيؤدي إلى تصعيد غير مقبول على الإطلاق في الوفيات المرتبطة بالمجاعة ». ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو تتحكم بتوزيعها خارج إشراف الأممالمتحدة وبكميات شحيحة جدا « لا تعد نقطة في محيط » وفق تقارير أممية ودولية. ولم تكتف بذلك بل هاجمت إسرائيل الجمعة، تقرير IPC بشأن المجاعة في قطاع غزة رغم اعتماده على معطيات وحقائق، وزعمت أنه استند إلى شهادات « هاتفية ». ومنذ 2 مارس الماضي تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة « حماس » لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود. ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و192 قتيلا، و157 ألفا و114 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.