كان لجمهور سلا السينمائية في ثالث أيام المهرجان المحتفي بالمرأة موعد مع تفاصيل إبداع مصري جديد الفيلم الطويل «فتاة المصنع» من توقيع المخرج محمد خان الذي عرف من أين يقبض المتعة ويبعثها بين المهرجانيين الذين صفقوا لرجل السينما وأداء بطلته الجديدة ياسمين رئيس لم يكن تتويج الفيلم السينمائي «فتاة المصنع»، لمخرجه محمد خان، في عدد من المهرجانات العربية والدولية من باب المصادفة، ذلك ما تأكد لجمهور سلا السينمائية الذي تابع عرض عمل مخرج كانت له بصمته الخاصة في السينما المصرية ضمن فعاليات ثالث أيام المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، الذي أدرج الفيلم ضمن مسابقته الرسمية. الفيلم الذي صفق له الجمهور بعد 92 دقيقة من المتعة، حمل مهرجانيي الدورة الثامنة للفيلم الدولي للمرأة إلى زمن الحب والبساطة، حيث الفتاة المصرية البسيطة بقلبها الصافي المنصت إلى دعوة الحياة مع أول نظرة حب، رغم الفقر والقهر في مجتمع عشوائي.. تحلم وتُنتهك أحلامها البسيطة التي لا تفوق حلم الارتباط بمن خفق له القلب. واعتمد الفيلم فكرة «الحدوثة»، تلك الحكاية التي لا يملها عاشق التفاصيل. الفيلم، الذي كتبت له السيناريو، زوجة محمد خان، السيناريست وسام سليمان، يقدم ميلودراما مصرية كلاسيكية عن «سندريلا» وفتى الأحلام. وقد برعت بطلة فيلم «فتاة المصنع»، ياسمين رئيس، في إتحاف مشاهديه بأداء دور البطلة الفقيرة الحسناء (هيام)، في بداية العشرينات، التي تشتغل في مصنع ملابس إلى جانب مجموعة من زميلاتها، وكلهن مثلها عازبات، وبينهن أختها الصغرى وصديقتها الجارة. يلتحق بالمصنع صلاح، المشرف الجديد عليهن، ويؤدي دوره الفنان هاني عادل، وهو شاب طويل القامة، بملامح مصرية تغري فتيات المصنع. سرعان ما يكتشفن أنه عازب وغير مرتبط فيعجبن به، ويجتحنه بطوفان جماعي من المداعبات والغزل، ليجردنه في النهاية من الفوقية التي يتمتع بها كرجل في ذلك المجتمع، غير أن لدى هيام تحديدا مشاعر خاصة وجارفة تجاهه، تقودها إلى التعلق به حد إطاعة مشاعرها والانسياق وراءها، وتتطور الأحداث في مجتمع ذكوري فقير هش، وتنقلب ضدها لِتُتّهم في شرفها وتلام وتضطهد وسط مجتمعها، بمن فيه أسرتها، وأمها التي تؤدي دورها النجمة سلوى خطاب، التي تعيدها عاطفة الأمومة لاحتوائها والدفاع عنها، في الوقت الذي يتخلى عنها الحبيب المفترض، وتحاول الانتحار وتعود إلى الحياة بعد استردادها كرامتها ورغبة الحياة لترقص في حفل زواج الحبيب. في قراءة مختصرة لهذا الفيلم، قال الناقد محمد بنعزيز، في تصريح ل« اليوم24»، إنه وصفة فنية تمزج بين سينما المؤلف والسينما التجارية، وتكمن قوته في البناء الدرامي والقدرة على منح الأمل للشابات البئيسات في أحلك اللحظات، والتدقيق في خياراتهن المحدودة، فبين الزواج «المائل» وعذاب المصنع يفضلن الثاني. يحصلن على فضاء نسوي خاص للتعبير، فتكون ساعة الغداء فرصة للكلام وتفريغ مختلف المشاعر… تعمل النساء ساعات طويلة، وتقبلن بأجر أقل وهن بذلك يحملن اقتصاد البلد…»، ويضيف الناقد في قراءته: «اختار المخرج من البنات واحدة، هيام، لتكون محورا.. فتاة بلغت سن الواحدة والعشرين، وهو سن حاسم في عمر البنات. تحلم بمستقبل أفضل فيتبعها بكاميراته في المعمل والشوارع والبيت، ليصور المكان بلمسة سحرية، تصويرا واقعيا يتجاوز استنساخ الواقع». ويتابع بنعزيز أنه «رغم كليشيهات السينما المصرية عن التصوير فوق السطوح والحارة الضيقة، فقد قدم خان شابة مصرية مصرة على الحب والحياة على نحو عرف كيف يشد الجمهور ليتفاعل معه، وهو المنتظر من مخرج بقامة محمد خان»، يضيف بنعزيز. يذكر أن الفيلم من إنتاج شركة «داي دريم» للإنتاج الفني، ويشارك في أداء أدواره كل من هاني عادل وياسمين رئيس وسلوى خطاب، وقد خرج إلى دور العرض المصرية والإماراتية شهر مارس الماضي، وحصل على عدد من الجوائز، بينها جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، للبطلة ياسمين رئيس.