قال الدكتور شريد شهاب، أستاذ وعميد كلية الطب في البيضاء الذي قام إلى جانب الدكتور القاديري، بشراكة مع فريق طبي من باريس، بإجراء أول عملية جراحية لزرع الكبد بالمستشفى الجامعي ابن رشد في حوار مع "اليوم 24″، أن الحالة الصحية للمستفيد من العملية مستقرة، وعبر المتحدث ذاته، عن تفاؤله من مستقبل عمليات زرع الأعضاء في المغرب. كيف جاء التعاون بين فريق مستشفى ابن رشد المتكون منك ومن الدكتور القاديري بوشعيب رئيس مصحة الجراحة وفريق تابع لمستشفى بوجون بباريس؟ العملية تمت في إطار اتفاقية الشراكة التي جمعت فريق مستشفى ابن رشد وفريق من مستشفى بوجون بباريس، قصد تطوير زرع الأعضاء داخل المغرب. العملية تمت بنجاح بفضل تضافر جهود الموظفين، والتكوين المستمر للأطر داخل المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، إلى جانب التعاون التي تقدمه الإدارة. الكثيرون من المواطنين لا يعرفون أن الكبد في حالة إصابته بالمرض يؤدي بصاحبه إلى الموت، وليس مثل مرض الكلي الذي يمكن علاجه عبر عملية التصفية، حيث يظل الحل الوحيد لإنقاذ حياة شخص المريض المصاب بالكبد هو عملية الزرع.
بعد أربع أيام على عملية زراعة الكبد للمريض في عقده الثالث، كيف هي حالته الصحية اليوم؟ المستفيد البالغ من العمر 32 سنة، ينحدر من زاكورة، لا يزال إلى حدود اليوم داخل المستشفى، حيث يتلقى العلاجات اللازمة. وضعيته الصحية مستقرة، ويتحدث مع عائلته بسهولة وبدأ عملية الأكل أيضا، ويتماثل للشفاء بتحسن مستمر. نحن مطمئنون على صحته، وجسده تفاعل إيجابيا مع عملية الزرع، حيث استوفت فيه جميع الشروط اللازمة للاستفادة من عملية الزرع. الحمد لله، لا يزال هناك أناس أسخياء، ومستعدون لتقديم العون ويد المساعدة لجميع المرضى، والتبرع يعتبر صدقة جارية.
كم استغرقت العملية الجراحية؟ استغرت العملية أربع ساعات، الساعة الأولى يتم فيها إجراء عملية قصد أخذ الكبد من جسد المتوفى/المُتبرع، في المرحلة الثانية وعلى امتداد ساعة ونص نزيل الكبد المتضرر من جسد المريض/المستفيد، والوقت المتبقى نعمل على نقل الكبد من جسم لآخر. بدأنا العملية في حدود الحادية عشرة من صباح يوم الأحد الماضي، وانتهينا في الثانية بعد الزوال، كل هذه الأمور بتعاون مع الفريق الطبي القادم من باريس والذي سبق وقام بأزيد من 600 عملية نقل الأعضاء في العالم.
ما هو مستقبل عمليات زرع الأعضاء في المغرب؟ نحن متفائلون جدا، أولا لأن المغاربة يملكون الرغبة في التبرع بأعضائهم، إلى جانب التسهيلات التي تقدمها المؤسسة الاستشفائية وزارة الصحة. الآن نحن في بداية مشوار علميات الزرع في المغرب، لكن النتائج المقبلة ستكون مفرحة بشكل أكبر.