"هو مرض نادر، يعجز حتى بعض الأطباء عن تشخيصه بطريقة صحيحة"، هكذا تصف رشيدة التنوري مرض التصلب المتعدد، الذي تترأس جمعية تعنى بالتعريف بهذا المرض ورعاية المصابين به. ويعتبر المرض من الأمراض المجهولة الأسباب، ويصيب الفئات العمرية الشابة، إذ يؤثر في العديد من الأعصاب في الجهاز العصبي المركزي والنخاع الشوكي في شكل هجمات متكررة تصيب مختلف وظائف الجسم وتؤدى إلى اختلال وظائف الإبصار والاتزان والإحساس والحركة ، ويعاني المصاب به أشكالا مختلفة من إعاقات بسيطة في بدايات المرض حتى الشلل الكامل، الذي يعرض المريض إلى وقف قدراته الحياتية ويؤثر في نشاطه اليومي العادي وقدرته على العمل وتحمله لمسؤولياته الأسرية واعتماده على الرفقة الدائمة، حسب توضيحات التنوري. وحسب المتحدثة نفسها، والتي كانت تتحدث خلال ندوة صحافية بمناسبة اليوم العالمي ل"التصلب المتعدد" الذي يصادف 27 ماي من كل سنة، تم تخصيصها لشرح المرض لكونه "لا يزال مجهولا في المملكة"، فإن المريض يحتاج إلى علاج مكلف يتراوح ما بين عشرة آلاف إلى 25 ألف درهم شهريا ، وهو " علاج ضروري للحد من تكرار الهجمات والانتكاسات والتقليل من مضاعفات المرض". وفي غضون ذلك، لا توجد أرقام رسمية لحصر أعداد المصابين بالمرض، تقول رشيدة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الأرقام المتوفرة، والتي أسفرت عنها دراسة لمجموعة من الأطباء عام 2006، تتحدث عن وجود ما بين 6 آلاف و 8 آلاف مصاب بالمرض، ألفان منهم فقط يتابعون علاجهم، وهي أرقام مرشح أن تكون قد ارتفعت بشكل كبير، حسب ما أوردت المتحدثة نفسها. وعلى هذا الأساس، دعت الجمعية المغربية لمرضى التصلب المتعدد إلى توفير العلاج للمرضى تحت مظلة التأمين الصحي و"تمكين المرضى المعوزين من الاستفادة من التغطية الصحية في ظل توسع نطاقها في المغرب"، إلى جانب حل بعض المشاكل الأساسية التي يواجهها المرضى والتي تتمثل في ارتفاع تكلفة العلاج بالنسبةإلى الغالبية العظمى منهم، خصوصا وأن قيمة الضرائب تمثل 24 في المائة من تكلفة الأدوية الخاصة للمرض. وعلى الصعيد العالمي، وحسب معطيات منظمة الصحة العالمية يصيب التصلب المتعدد نحو 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ، من بينهم ما يقارب 750,000 من المرضى ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما يتم تشخيص أكثر من 100,000 حالة جديدة سنويا، وانتشاره يكون بين النساء مرتين أعلى منها بين الرجال.