هكذا سيتم تزويد 80 % من التراب الوطني بالأنترنيت ابتداء من العام المقبل

يسعى المغرب ابتداء من سنة 2017 إلى اعتماد الأنترنيت عبر الأقمار الاصطناعية كاستراتيجية من أجل تحقيق قفزة صناعية كبيرة، وتغطية حاجة المغاربة المتزايدة إلى الأنترنيت، خاصة في بعض المناطق النائية التي يعاني فيها السكان من قلة الصبيب أو انعدامه.
في هذا الصدد، وقعت الحكومة المغربية اتفاقا مع شريكتي «هيسباسات» و»كانتيس» الإسبانيتين من أجل تزويد أكثر من 80 في المائة من التراب الوطني بالأنترنيت عبر الأقمار الاصطناعية، بخدمات ما بين 20 و30 ميغا، بما في ذلك خدمات «واتساب» و«فايبر» (…)، وبصبيب عال وعلى نطاق واسع قد يصل إلى 100 ميغابايت في الثانية، ابتداء من العام المقبل (2017)، في صفقة كشفت مصادر إسبانية أنها تقدر بأكثر من 1250 مليون درهم، بالإضافة إلى حصول الشركتين الإسبانيتين على امتيازات أخرى، حسب صحيفة «إلموندو» الإسبانية.
في هذا السياق، أكد المسؤول عن المشروع إيغناسيو سانتشيز»، قائلا: «هذا الاتفاق هو قفزة نوعية ل»هيسباسات» في شمال إفريقيا، الذي وضع السنة الماضية استراتيجية للتنمية بالمغرب»، مضيفا أن «الشركة تسعى إلى توفير خدمات الاتصال عن طريق الأنترنيت عبر الأقمار، خاصة على متن القطارات والطائرات»، إلى جانب المناطق المغربية النائية في الجنوب.
من جهته، أوضح مدير شركة «هيسباسات»، خوان كوبيريس، أن أي مواطن مغربي يرغب في استعمال الأنترنيت عبر الأقمار، يمكنه التوفر عليه في بيته، مقابل أداء 3000 درهم مقابل جهاز الاستقبال واللاقط الهوائي، ثم أداء 250 درهما شهريا.
المصدر ذاته أشار إلى أن السلطات المغربية رفضت التزود بالأنترنيت مباشرة من الفضاء كما هو معمول به في أمريكا اللاتينية، إذ وضعت شرط أن يكون النقل الفضائي (telepuerto)، الذي يحول معلومات القمر الاصطناعي إلى الأنترنيت، في الأرض، كما أنه لم يتم تقديم أي تفسير عن السبب الذي جعل المغرب يضع هذا الشرط.
هكذا، فإن الشركة الإسبانية «هيسباسات»، الفاعل الثامن في الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية في العالم، ستطلق في يوليوز 2017 في الفضاء القمر الصناعي «H 30W-6»، بحيث سيغطي فقط منطقة شمال إفريقيا حتى نهاية صلاحيته التي حددت في 2032، والذي من شأنه توفير نوع من الأنترنيت عالي الأداء وعلى نطاق واسع قد يصل إلى 100 ميغابايت في الثانية.
من جهة أخرى، كشفت مصادر إسبانية أن شركة «نورتيس» التي تعمل في المغرب، والتي ستشرف في شراكة مع «هيسباسات» على تزويد المغاربة ابتداء من 2017 ب»صبيب عال عبر الأقمار الاصطناعية»، انتهت من إنجاز المراحل الثلاث من مشروع «GENIE»، من خلال تزويد 4712 مدرسة مغربية بالأنترنيت عبر الأقمار الاصطناعية. هذا علما أن مشروع «GENIE» الذي بدأته الحكومة المغربية في 2009 يهدف إلى تزويد 10000 مدرسة على طول التراب الوطني بالأنترنيت في السنوات المقبلة.