على بعد أيام قليلة من انطلاق عملية مرحبا 2025، يخيم شبح الارتباك التنظيمي على معبر باب سبتة، وسط مؤشرات أولية توحي بصعوبات مرتقبة في تدبير تدفقات المسافرين خلال ذروة الصيف، ما دفع السلطات الإسبانية إلى التعجيل بعقد اجتماعات استعجالية لتدارس خطط بديلة، في وقت بات العديد من أفراد الجالية المغربية يفكرون في تغيير مسار العبور نحو موانئ مغربية أكثر نجاعة. ومن المنتظر أن تنطلق عملية مرحبا 2025 يوم الخميس المقبل، بالتزامن مع بدء توافد أولى دفعات الجالية المغربية المقيمة بالخارج عبر الموانئ والمطارات الأوروبية، في إطار تدبير مشترك بين السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية، يهدف إلى تأمين ظروف استقبال ملائمة، وتيسير حركة العبور خلال فصل الصيف. ورغم الإعلان عن سلسلة من الإجراءات الجديدة لتجويد ظروف الاستقبال، من ضمنها تجهيز فضاء كولمنار وتوسيع بعض الممرات، إلا أن البنية المحدودة للمعبر، وطبيعته الجغرافية المعقدة، تضع هذه التدابير أمام اختبار صعب، خصوصا في ظل التوقعات التي تشير إلى تسجيل رقم قياسي في أعداد الوافدين هذا الصيف. وتتزايد الأصوات التي تنتقد البطء في معالجة الملفات داخل المعبر، وغياب بنية استيعابية تضمن مرورا سلسا في ظروف مناخية قاسية، لا سيما في الفترات الممتدة بين منتصف يونيو ومنتصف غشت، حيث تشهد المنطقة ذروة حركة العبور. ويرى مراقبون أن هذه التحركات المتأخرة تمثل إقرارا ضمنيا من طرف السلطات الإسبانية بفشلها في تطوير منظومة عبور فعالة بمعبر سبتة، رغم الأهمية الرمزية التي تحاول المدينةالمحتلة الحفاظ عليها ضمن خارطة عبور الجالية. فيما تتوقع أصوات متابعة للعملية ألا يختلف الوضع هذه السنة عن سابقاتها، نظرا لاستمرار نفس الإكراهات البنيوية وضعف التنسيق بين الجهات المسؤولة. وتجري عملية مرحبا تحت إشراف مباشر من مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي دأبت منذ سنوات على تأمين مواكبة ميدانية شاملة داخل مختلف نقاط العبور، من خلال تعبئة فرق اجتماعية وطبية، وتوفير خدمات الإرشاد والمساعدة، سواء بالموانئ المغربية أو بالخارج، بما يضمن استمرارية الدعم لفائدة أفراد الجالية طيلة فترة العملية. في المقابل، يواصل ميناء طنجة المتوسط تقديم تجربة عبور توصف ب"المرجعية"، بفضل قدرته العالية على تدبير تدفقات تفوق المليون مسافر سنويا، واعتماده على أنظمة رقمية متطورة تقلص من مدة الانتظار، ومرافق استقبال مكيفة ومجهزة تضمن الراحة والسلامة للعائلات. ويجد آلاف المسافرين أنفسهم كل عام أمام المفاضلة بين معبر حدودي يعاني من أعطاب مزمنة، وميناء مغربي حديث يستند إلى تصور سيادي متكامل، ما يجعل قرار تغيير المسار بالنسبة للكثيرين ليس فقط خيارا عمليا، بل تجسيدا لتطور ملموس في العرض الوطني لعبور الجالية.