ظل عبد الواحد الراضي، القيادي التاريخي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفيا على تقديم نفسه الوسيط، الذي كان بين "الثوريين" في الاتحاد الاشتراكي، سواء في عهد الزعيم عبد الرحيم بوعبيد، أو عبد الرحمان اليوسفي، والملك الراحل الحسن الثاني. فعلى طول صفحات كتابه الجديد "المغرب الذي عشته- سيرة حياة"، يمعن الراضي في سرد العديد من "الأحاديث"، والحكايات، التي جرت بينه، بصفته الحزبية، والملك الراحل الحسن الثاني. ومن بين ما وثقه الرجل في كتابه المذكور، سرده لبعض الكلام الصادر عن الحسن الثاني، والذي يعكس لحظة التحول في موقف الملك الراحل تجاه الاتحاد الاشتراكي، وهي اللحظة، التي غيرت قيادة الاتحاد زعيمها بعد موت عبد الرحيم بوعبيد، حيث اختارت بدلا عنه عبد الرحمان اليوسفي في 1992، بعدما كان قد عاد من أرض فرنسا، حيث كان منفاه. وعلق الحسن الثاني على انتخاب عبد الرحمان اليوسفي كاتبا أول للاتحاد الاشتراكي: "اخترتم الاختيار الأفضل، وليس لي أي حكم مسبق على ذلك، حتى إن كانت ستصدر عنه بعض المشاكل فسيتم التسامح معها، ولذلك فإنه في حاجة إلى وقت كي يدخل في الواقع المغربي، ولكن في حدود سنة من ذلك، بعد قيامه بزيارات إلى المدن، فإذا أخطأ فلن يكون هناك مبرر لأخطائه". وأراد الحسن الثاني إبلاغ رسالة إلى الاتحاديين لا تخلو من تهديد إذا استمروا في معاكسة اختياراته، فقال الحسن الثاني، حسب الراوي: "أريد أن أتقدم.. كفى.. ولكن إذا اخترتم المواجهة فأنا لدي ما يكفي من الطاقة ومن القوة لأبدأ من جديد". وعبر الحسن الثاني عن إنزعاجه من ترديد الاتحاديين لخطاب "التراجعات، والتزوير، الذي شهده المغرب خلال فترات الانتخابات، وما بينها"، وشعوره بأنه مستهدف شخصيا بهذا الخطاب، وأقر أنه يؤلمه.