خلص التقرير السنوي لمجموعة التفكير الاستراتيجي حول "الحالة الجيواستراتيجية للمنطقة العربية"، إلى أن المغرب متردد ديمقراطيا، قائلا "إن أبرز الوقائع التي شهدها المغرب على المستوى السياسي خلال عام 2017 تشكل امتدادا لحالة من التردد لازمت سلوك النظام السياسي المغربي منذ عام 2013 إلى اليوم". وأوضح التقرير أنه إذا كان عدم انخراط المغرب بشكل كلي وصريح في موجة الارتداد على مكتسبات الربيع الديمقراطي في المنطقة مسألة إيجابية، فإنه في نفس الوقت لم يمتلك الإرادة السياسية الحقيقية لتأمين الديمقراطية الناشئة وصيانة اختيار المغرب لمسار الإصلاح في ظل الاستقرار. وكشف التقرير عن مساهمة "البلوكاج السياسي" الذي عرفه المغرب منذ أكتوبر 2016 إلى حدود أبريل 2017 والذي أسقط بن كيران في إرباك الوضع الاقتصادي والتأثير على مناخ الأعمال والاستثمار بسبب غياب الرؤية الاقتصادية نتيجة تأخر المصادقة على قانون المالية لعام 2017. وسجل التقرير استمرار الاستهداف المنهج للفاعل الحزبي وضرب استقلاليته، مؤكدا أن ذلك يعني معه الاتجاه نحو تعطيل فعالية المؤسسات الحزبية في التأطير والتمثيل والوساطة بين المواطن والدولة، ودفع الناس نحو العزوف عن المشاركة وفقدان الثقة في المؤسسات وفي مخرجات العملية السياسية.