أعلن رئيس الوزراء الفرنسي السابق، مانويل فالس، اليوم الأربعاء أنه سيصوت في الانتخابات الرئاسية المقبلة لصالح المرشح الاشتراكي الليبرالي إيمانويل ماكرون، الذي كان وزيره للاقتصاد، إزاء مخاطر فوز اليمينية المتطرفة مارين لوبان. وقال فالس مبررا عزمه التصويت لماكرون وليس الاشتراكي بنوا هامون الذي تغلب عليه في الانتخابات التمهيدية لحزبه في يناير الماضي، إنه "إزاء التهديد الذي تمثله الشعبوية (المتمثلة في) اليمين المتطرف، لا يمكن تحمل أي مخاطرة". وشدد على أن رهانه على ماكرون يعتبر "مسالة منطق"، مشيرا إلى أنه لن يشارك في الحملة الدعائية للمرشح الاشتراكي الليبرالي. ونفى وجود أي مفاوضات مع ماكرون، وأكد مجددا ان اعتزامه التصويت له يرجع لعدم رغبته في "تحمل أي مخاطرة". وبين فالس، الذي ترك منصبه بالحكومة في ديسمبر الماضي بهدف خوض الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي بعد ذلك بشهر، أنه لن يصوت لمن فاز عليه بتلك الانتخابات الأولية بسبب "أزمة اليسار" و"تهميش مرشحنا". ولام هامون لأنه نحى جانبا خلال حملته الانتخابية "يسارية الحكومة"، "اليسارية الإصلاحية" التي يمثلها. وحول احتمالية إبعاده عن الحزب الاشتراكي لعدم وفائه بتعهد الانتخابات الأولية الخاص بدعم المرشح الفائز، رد فالس بلهجة تساؤلية غاضبة: "يتم استبعادي من جانب من لم يحترموا أي قاعدة على مدار خمسة أعوام؟"، في إشارة إلى موقف هامون وقطاع من الحزب عارض بعض سياسات حكومة الرئيس فرانسوا هولاند. كما أبرز اقتناعه بأن "الجبهة الوطنية" التي تتزعمها مارين لوبان "أصبحت أكثر قوة مما تظهره لنا استطلاعات الرأي"، مشيرا إلى احتمالية حصول مرشحة اليمين المتشدد في الجولة الأولى من الانتخابات المزمع اجراؤها في 23 أبريل على 30% من الأصوات، ما يمكن أن يتيح لها- وفقا لرأيه- الفوز في الجولة الثانية المقررة في السابع من مايو/آيار. ومن ناحية أخرى أشار إلى أن احتمالية تأهل مرشح اليمين فرانسوا فيون إلى الجولة الثانية من الانتخابات لمنافسة لوبان سيكون أسوأ خيار، لأنه في هذه الحالة سيزيد إمكانية انتصار زعيمة "الجبهة الوطنية". ولكنه أوضح أنه إذا باتت المنافسة بين فيون ولوبان، فإنه سيختار الأول، قائلا: "في مواجهة اليمين المتشدد، دائما ما أتحمل مسؤولياتي". وفي أول رد فعل له على تصريحات فالس، شكر ماكرون في تصريحات لمحطة (أوروبا 1) رئيس الوزراء السابق على عزمه التصويت له، وأكد أنه سيكون "الضامن لتجديد الوجوه، ولتجديد الممارسات". وكان هامون قد بادر بالإعلان عن نية فالس، وأكد حينها أن ذلك لم يكن ليدهشه في تصريحات لقناة (فرانس 2). وقال هامون أن موقف رئيس الوزراء السابق "مثير للإحباط والحزن"، مضيفا أنه كان يعلم لدى فوزه في الانتخابات التمهيدية أن "من فشلوا لن يتركوني أقوم بالحملة بسلام".