لم يكن المسار الفني للممثلة المغربية مونية لمكيمل (33 سنة)، ملعقة من ذهب وُضعت في فمها، بل استطاعت أن تراكمه، عبر تجربة فنية بدأت قبل عشرين سنة، بالضبط في المسرح المدرسي، حين كانت في التاسعة من عمرها، ثم مسرح الشباب، وفي عمرها آنذاك 16 سنة، قبل أن تفوز بأول جائزة تشخيص إناث سنة 2005 بالمسرح البلدي بمدينة الجديدة، اعتلت مونية خشبات المسارح مع فرقة لبساط التي أسستها رفقة زملائها في مدينتها الأم بنسليمان، لتصبح الآن واحدة من نجوم أعمال التلفزيون، في هذا الحوار، سنقترب من مونية كثيرا، ونتعرف على بعض من مواقفها تجاه الفن وقضاياه، ومن عاداتها في بيت أسرتها رفقة زوجها وطفليها: أشرف 11 سنة، وأيمن 8 سنوات، ثم سنعرج لنسألها عن بعض تجاربها الجديدة. - بداية دعينا نعرف كيف هي أجواء رمضان في بيت مونية لمكيمل؟ • كأي أم مغربية، لي التزامات اتجاه أسرتي الصغيرة، أحاول جاهدة أن أعوضهم عن غيابي في فترات التصوير، أقضي معظم وقتي مع أطفالي، إلا أنه هذه السنة كسابقتها، صعب علينا الالتقاء بالأحباب والأصدقاء، نظرا للظرفية الوبائية بالمملكة اللهم أزلها يا رب. - تتفقين معي أن خلال رمضان يكون اقبال الصحافة متزايد على الممثلين، خصوصا الأسماء التي تكون بارزة في الأعمال التلفزية، كيف تدبرين هذه الالتزامات مع الصحافة؟ • أظن أنه شيء طبيعي، لأن الانتاجات الفنية تعرض في شهر رمضان، والأسر المغربية سواء داخل أرض الوطن أو خارجه، تجتمع على مائدة الإفطار، وتستمتع بالأعمال الكوميدية والدرامية، فغالبا ما تبرز أسماء فنية، ويسلط عليها الضوء، وهنا يقوم الصحافيون من تقريب المشاهد المغربي، من الفنانين أكثر من خلال التعريف بهم وبأعمالهم، وأنا بدوري أسعى قدر المستطاع للتواصل مع الجميع، وبرمجة لقاءات حوارية. - هل تشاهدين أعمالك في التلفاز؟ وماهي أعمالك تحديدا التي تواظبين على مشاهدتها خلال شهر رمضان؟ • طبعا شأني شأن الجميع اتمتع بمشاهدة أعمالي ومشاهدة إبداعات زملائي وأساتذتي، وأفتخر بغزارة الانتاجات وأتمنى أن تستمر على طول السنة. هذه السنة أطل على الجمهور الكريم من خلال كبسولات "الفد تيفي 2"، مسلسل "الصلاة والسلام"، ثم مشاركة شرفية بمسلسل "باب لبحر" ومسلسل "أولاد المرسى"، كما أني مواظبة على مشاهدة مسلسل "سلمات أبو البنات". - أنت جزء من المنتوج الفني الذي يُقدم للمشاهد، كيف تقيمين العروض الفنية لهذه السنة؟ • كما قلت؛ أنا جزء من المنتوج الفني ولا يمكنني أن أقيم أعمال زملائي، مهمتي تقتصر على التمثيل وتنتهي بانتهاء التصوير وليس إصدار الأحكام، التقييم والتحليل هي مهمة المتلقي المغربي والنقاد. وإن كانت هناك ملاحظة، أو مباركة، وتشجيع لزميل، أو استفسار أو حتى تعقيب فيكون بيني وبينه مباشرة. - سلسلة الفذ tv في نسختها الثانية، التي تقدم على قناة 2m، تظهرين فيها بخمس شخصيات مختلفة، ألا يشكل لك ذلك هاجسا وتخوفا من عدم إيجاد شخصية يعرفك بها الجمهور؟ • بالعكس تماما؛ أحب فكرة تقمص عدة شخصيات، وأنا أفضل أن يعرفني الجمهور المغربي باسمي مونية لمكيمل، عوض اسم شخصية واحدة لعبتها، فأنا أؤدي كل الأدوار من مختلف شرائح المجتمع، وأطمح للنجاح فيها كلها.
- احك لنا عن أجواء التصوير قليلا، كيف تمت وأين تم تصوير المشاهد؟ وهل لكوفيد19 أي تأثير في ذلك؟ • تم تصوير سلسلة "الفد تيفي 2" في عدة بلاطوهات، من بينها مطار بنسليمان، استوديو كيلمي ببنسليمان، دار بوعزة و البيضاء.. وعلى الرغم من صعوبة العمل في ظل تفشي فيروس كورونا، واتخاد الاحتياطات الوقائية، إلا أن الأجواء كانت جميلة جداً، وممتعة، تطغى عليها المهنية العالية لكل المساهمين في العمل، ضحكنا على مواقف وطرائف داخل البلاطوهات، كنا أسرة واحدة نحاول جاهدين صنع عمل ممتع بقيادة الفنان الكبير حسن الفد. - في دور فتيحة، ألستِ خائفة من دخولك في منافسة مع بوتازوت؟ خصوصا أن أغلب المنتقدين ناقشوا هذا الأمر وقالوا أن شخصية الشعيبية لن تتكرر، وأنها محفوظة باسمها؟ • أنا من عشاق أعمال الفد، وأتشرف أن أعماله خالدة، كما أتشرف بكل الأعمال الفنية التي بصمت اسمها عن جدارة واستحقاق في ذهن المتلقي المغربي، فالمملكة المغربية غنية بتراثها الأصيل وثقافتها وأعمالها الفنية الخالدة، ويحق للجمهور أن يتشبث بأعمال وشخصيات أَحبّها. وكوني ممثلة محترفة، أدرس بدقة الأعمال المقدمة لي، وأجسد الأدوار حسب ما نص عليه السيناريو، وحسب توجيهات المدير الفني وحسب ما يتطلبه الدور والعمل، ولا أدخل في التفاضل أو أصدر أحكام. فلكل دور خصوصيته كما لكل فنان بصمته وتكوينه ورصيده المعرفي، فنحن كفنانين مغاربة نتكامل ولا نتنافس مع بعضنا البعض. ويحق للجمهور المغربي أن يحلل ويناقش الأعمال المقدمة له. - أنت نتاج تجربة المسرح، وحاضرة الآن في التلفزيون، هل سنتوقعك في السينما؟ • المسرح؛ هو المهد وسيظل ملجأ لمونية لمكيمل في لحظات الضعف كما القوة، عشقته وقد كان بوابة عبور للتلفزيون، وقد وطأت قدمي في السينما بأول شريط طويل من إمضاء هشام العسري بعنوان "بيصارة أوڤردوز"، وحينما تدق بابي من جديد سأتسلح لها بالموهبة والتكوين والتجربة، وأكون طائعة لإرشادات المخرج واستفيد من طاقات زملائي لأكون عند حسن الظن.