لقد تصدر حادث الهجوم على أحد الطلبة اليساريين المنتمي إلى فصيل ما يسمى ” النهج الديمقراطي القاعدي” يدعى “ابراهيم بوعلام” بكلية العلوم السملالية – جامعة القاضي عياض بمراكش من طرف مجهولين الكثير من ردود الأفعال و الكثير من التصريحات و التعليقات و التي انصبت جميعها بدون استثناء على استنكار الهجوم و إدانة الفصيل الطلابي الأمازيغي الذي يناضل من داخل الجامعة المغربية تحت لواء الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، يتعلق الأمر هنا ب” فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية ” و ، ترى ما حيثيات و ما ملابسات هذا الحادث؟ و ما علاقة الحركة الثقافية الأمازيغية به؟؟ حسب ما صرح به ” ابراهيم بوعلام” لإداعة هولندا العالمية، تعرض صباح يوم الخميس السابع و العشرون من الشهر الماضي (شتنبر) لهجوم من طرف خمسة مجهولين لا ينتمون إلى الجامعة يدعون أنفسهم ” بالمحكمة الشعبية الأمازيغية”، بالسيوف و الزبارات بمقصف كلية العلوم السملالية بمراكش تعرض على إثره لجروح و إصابات استدعت نقله للمستشفى، هذا و قد كانت جريدة “لكم.ما ” أول من نشر الخبر، وواكبت الحدث باهتمام بالغ تبرزه المقالات التي خصصتها الجريدة للحادث بعد ذلك و هو ما يدعو للتساؤل حول ما إذا كان هذا الإهتمام المبالغ فيه ناجم عن الفضول الصحفي و البحث عن المعلومة ( و هو حق لا يمكن مجادلته) أم أن هناك مأرب أخرى: الغريب في الأمر أن الجريدة أصرت و لأغراض تدليسية على “إقحام الحركة الثقافية الأمازيغية” في الحادث في حين صرح الضحية نفسه بأن مهاجميه يسمون أنفسهم ” بالمحكمة الشعبية الأمازيغية” و الفرق كبير و واضح للعيان بين المفهومين ذلك أن الضحية أكد أن مهاجميه من خارج الجامعة، بالمقابل فمناضلو الحركة الثقافية الأمازيغية طلبة يدرسون في الكلية, و هو ما يبرز النوايا غير الحسنة للجريدة و يضع مصداقيتها في مهب الريح. حاولت الجريدة قدر الإمكان أن تتحدث عن ما يسمى” المحكمة الشعبية الأمازيغية” بشكل يدعو القارئ للإعتقاد بكون هذه الأخيرة مكونا طلابيا شأنه شأن “الحركة الثقافية الأمازيغية” المنتشرة على مستوى كافة المواقع الجامعية فوق التراب الوطني بأكثر اثني عشر موقعا جامعيا، أو أن لها صلة بها، في الوقت الذي تناضل فيه الحركة الثقافية الأمازيغية إلى جانب الطلاب على مستوى الواقع فهؤلاء مجرد مجموعة افتراضية على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي و هو ما عادت الجريدة لتصرح به بعد أن أكدت أن هؤلاء نشروا بيانا ينسبون فيه الحادث لأنفسهم على صفحتهم على ” الفايسبوك”، علما أن الحركة الثقافية الأمازيغية لا تتوفر على صفحات رسمية لها و لا على مواقع إلكترونية تنشر فيها بياناتها و إنما توزع البيانات على الطلبة و تلصق على الجدران و السبورات النقابية و في مداخل الكليات و أي شيء غير ذلك فإنما يكون بمبادرات فردية يتحملها أصحابها. نشرت الجريدة صورة صاحبت المقال على أنها صورة للضحية، و لم تضع و لو إشارة تبين أنها من الأرشيف، في حين أن الصورة لا تمت إليه من قريب أو من بعيد ذلك أن الصورة إنما هي لأحد الطلبة تعرض لحادث أمام كلية الاداب و العلوم الإنسانية بأكادير على مستوى السنة الماضية. العنوان الكبير الذي صاحب المقال أيضا، يدعو الى التساؤل كذلك حيث أن القارئ العادي الذي يقرؤه لأول وهلة سيعتقد مباشرة أن هناك فعلا محكمة قائمة الذات و تصدر عنها أحكام قابلة للتنفيذ، خصوصا عندما كانت الجريدة أكثر دقة في تحديدها للحكم الصادر عن هذه المحكمة الوهمية و هو قطع اليدين و الرجلين. و تجدر الإشارة أن وزارة الداخلية أصدرت بيانا تؤكد فيه عدك وجود شيء اسمه ” المحكمة الشعبية الأمازيغية” بعض الطلبة في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية و بعض خريجيها أدلو بتصريحاتهم المعلقة على هذه المقالات غير المسؤولة ( على حد تعبير أحدهم ) بأن مثل هذه المقالات و في هذا الظرف بالذات ليست اعتباطية و التوقيت أيضا اختير بعناية. هذا في الوقت الذي لازالت فيه الحركة الثقافية الأمازيغية لم تعلق على الحادث و لم يصدر عنها أي بيان بشكل رسمي. في حين أشار (ل.ب) و هو خريج الحركة الثقافية الأمازيغية موقع ايت ملال (بني ملال) بأن الظروف التي تعيشها الجامعة المغربية هذه السنة تعتبر ظروفا استثنائية، نتيجة الإكتضاض الغير مسبوق الذي تعرفه ما جعل أكثر من ثلاثين ألف طالب يعدون فائضين هذه السنة و لا مكان لهم في الجامعة حسب تصريحات رسمية (وزير التعليم العالي) و جعل الدراسة أمرا شديد الصعوبة في هذه الظروف، هذا إضافة إلى المقاربة الأمنية التي تنتهجها الوزارة الوصية لتسيير القطاع خصوصا بعد الإتفاق المثير للجدل الذي أسند بموجبه الدخول الجامعي الجديد لوزارة الداخلية و الذي يشكل الضوء الأخضر لمختلف الأجهزة الأمنية بما فيها السرية للدخول بمناسبة أو بدون مناسبة لإقتحام الحرم الجامعي، و لعل الكاميرات التي نصبت أخيرا في مختلف الجامعات للتجسس على الطلبة لتعد أكبر دليل على تأزم الوضع (دائما حسب تصريحات (ل.ب)). كما لم يفت المناضل التأكيد على أن الجماهيرية و الشعبية الكبيرة الكبيرة التي تحظى بها الحركة الثقافية الأمازيغية لدى عموم الطلاب و كذا في الشارع الذي استطاعت التنسيقيات المنبثقة عنها أن توصل خطابها و نضالاتها للشارع إسوة بالجامعة و هو ما يظهر جليا في المعارك النقابية التي تؤطرها بداخل الجامعة و الإحتجاجات الشعبية عبر ربوع الوطن التي يؤطرها خطاب أمازيغي و يقودها مناضلو الحركة و خريجوها : انتفاضة سيدي إفني- أيت باعمران ، لخصاص، إميضر، عشرين فبراير … كل هذا يجعل الحركة مستهدفة أكثر من غيرها مستهدفة و بحدة هذا و أكد مناضل اخر (ل.إ) المنتمي لصفوف الحركة،” أن هذه الأخيرة تتعرض لحرب حقيقية تبدأ بما هو إعلامي أولا، و قد تنتهي بشيء اخر مستقبلا قد يصل أو يتجاوز الإعتداءات الجسدية على المناضلين ( مذكرا بما تعرض له رفاقه في بعض المواقع : مكناس، أكادير ، تازة، الراشيدية… من طرف المخزن و جحافله داخل الجامعة، حيث أشار إلى أنها المرة الأولى التي تتعرض فيها الحركة لهجوم منظم من هذا الحجم، و تتفق الجرائد الإلكترونية منها و المكتوبة ( لكم.ما ، كود.ما ، هسبريس. كوم ، المساء ، الخبر … و غيرها) على الكتابة عن نفس الحدث بشكل أشبه ما يكون بأن لهذه الجرائد العروبية نفس خط التحرير، في استهداف مباشر للحركة و النيل من مشروعيتها “