ساهمت التحولات الاجتماعية في خروج نساء اغلب جماعات اقليمالناظور للعمل بشكل كبير، حيث اقتحمت الأنثى مجالات عدة، من بينما مجالات كانت في السابق حكرا على الرجال. ويعتبر مجال الخياطة من المجالات التي تُشغل نسبة مهمة من النساء ضواحي خاصة أن هذا النوع من العمل يُمكن القيام به داخل المنازل ودون الحاجة للذهاب إلى الورشات. وقد استغلت الكثير من النساء موهبتهن في مجال الخياطة من أجل محاربة البطالة وكسب قوت يومهن، حيث تشتغلن داخل بيوتهن لفائدة أصحاب محلات الخياطة، سواء العاملين بالاقليم أو العاملين خارج المدينة بمدن أخرى ببلادنا. كريمة، اسم مستعار، أم لبنتيْن، تشتغل لعشر ساعات يوميا داخل محل للخياطة ضواحي الناظور مقابل ألف درهم شهريا، في تبذل فيه هي وزميلاتها مجهودات كبيرة، بجانب ضرورة التركيز وعدم اقتراف الخطأ الذي سيكلفها السب من طرف المشغل. كريمة ليست حالة وحيدة، بل هناك حالات لاستغلال أبشع يقوم به أصحاب محلات الخياطة القادمين من فاس لنساء من الاقليم، يشتغلن في مجال إعداد "الراندة" التي تتطلب مجهودا كبيرا، لكن أجرهن زهيد. فقد أصبحت العديد من النساء بالاقليم معروفات لدى أصحاب ورشات الخياطة المشهورات ببلادنا، خاصة بمدينة فاس، حيث تشتغل العديد من نساء المدينة لفائدة أرباب المحلات في صناعة "الراندة"، المعقدة من حيث تركيبها وطريقة حياكتها. أغلب أصحاب محلات الخياطة من النساء القادمات من مدينة فاس، يخترن نساء أحياء الهامش، لأنهن يشتغلن بأزهد الأجور، ولا يفرضن أي شرط على المشغلات، فالعلاقة تكمن في تقديم خدمة مقابل أجر زهيد وكفى. تبيع صاحبات محلات الخياطة "الراندة" على الأقل بألف ومائتيْ درهم، لكن نساء مارشال اللواتي بذلن جهدا كبيرا في صناعتها لا يأخذن إلا الفتات الذي لا يتعدى 300 درهم، علما أن الأمر يستدعي وقتا كبيرا لإعدادها. وبجانب الأجر الزهيد، تمارس صاحبات المحلات ضغوطا كبيرة على نساء "الراندة"، لإجبارهن على تحضير المطلوب منهن في أقل زمن، دون مراعاة حجم المعانات التي يكابدنها وهن ينسجن بأناملهن ما طلبتها المشغلات. وساهم تزايد عدد نساء "الراندة" ضواحي الناظور في استغلال المشغلات للوضع، لإجبارهن على تقليل الأجر، فالعرض متوفر، ومَنْ طالبت بأجر يراعي معاناتها يتم حرمانها من العمل