1. الرئيسية 2. تقارير باكستان تُسقط 3 طائرات رافال واثنتان روسيتان.. خيارات الدفاع الجوي المغربية والجزائرية أمام اختبار الكفاءة الصحيفة – حمزة المتيوي الأربعاء 7 ماي 2025 - 15:04 لم تكن العملية العسكرية التي أطلقتها الهند، يوم أمس الثلاثاء، مفاجئة، في خضم أجواء التوتر المتزايد التي حكمت العلاقات بين البلدين منذ هجوم "باهاغام" في الجانب الهندي من كشمير يوم 22 أبريل 2025، لكن المفاجئ كان هو رد إسلام أباد، الذي أسقط، وفق الجيش الباكستاني، 5 طائرات قتالية، اعترفت الهند بتدمير واحدة منها على الأقل. ووفق ما أعلنتهُ باكستان، فإن 3 من الطائرات الهندية المُستهدفة من نوع "رافال" فرنسية الصنع، في حين أن اثنتين روسيتان، واحدة من نوع "سوخوي" والأخرى من نوع "ميغ"، الأمر الذي يذكر بواقع "سباق التسلح" في شمال إفريقيا، وتحديدا بين المغرب والجزائر، فهذه الأخيرة تعتمد على طائرات موسكو في بناء قدراتها الجوية، في حين سبق للرباط أن رفضت ضم طائرات "رافال" لسِربها العسكري. بداية سيئة نقلت وكالة "رويترز" عن متحدثٍ باسم الجيش الباكستاني، اليوم الأربعاء، إعلانَهُ إسقاط 5 طائرات تابعة لسلاح الجو الهندي، 3 منها من نوع "رافال"، وواحدة من نوع "سوخوي – سو 30"، بالإضافة إلى واحدة أخرى من نوع "ميغ – 29"، في حين أكد مسؤول هندي للوكالة البريطانية "تحطُمَ طائرة عسكرية ونقل طيارها مُصاباً إلى المستشفى". وسقوط 3 طائرات فرنسية، من نوع "رافال" تحديدا، إشارةٌ غير جيدة للمُصنعين الفرنسيين، فنيوديلهي التي تملك سربًا متنوعًا من الطائرات العسكرية قوامه نحو 2000 وحدة، تتوفر حاليا على 36 طائرة مقاتلة من هذا النوع، لكن الأهم من ذلك، أن وزارة دفاعها أعلنت في أبريل الماضي فقط، توقيع اتفاق مع باريس بقيمة 7,4 ملايير دولار، لتزويدها ب26 طائرة أخرى بعقد يمتد لغاية 2030. ومع ذلك، فإن ما تخشاه الهند أكثر هو بروز "ضعف كفاءة" الطائرات الروسية خلال الحرب، على اعتبار أنها تشكل العمود الفقري لقواتها الجوية، إذ تتوفر على 260 قطعة من طائرات "سو – 30"، بعدد إجمالي هو الأكبر من بين كل الأنواع الأخرى، بالإضافة إلى 100 طائرة من نوع "ميغ – 29"، كثالث أعلى رقم ضمن سربها العسكري. الجزائر والطائرات الروسية إذا كان الصراع بين الهندوباكستان بعيداً جدا جُغرافيًا عن التوتر المغربي الجزائري الذي يتمحور أساسا حول الصحراء ومساعي البلدين للزعامة الإقليمية مغاربيا وإفريقيا، فإن هذه الحرب تمثل اختبارا لاستعداداتهما القتالية، وفعالية خيارات التسلُّح لكل منهما، والتي أنفقت عليها الرباط 5,5 ملايير دولار والجزائر 21,8 ملايير دولار سنة 2024، وفق معطيات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، في تقريره الصادر مؤخرا. ونظريًا على الأقل، لا يُمكن أن يكون خبرُ إسقاط طائرتين روسيَتي الصُنع من طرف باكستان، في أول 12 ساعة من حربها مع الهند، نبأً سعيدا في الجزائر العاصمة، فإذا كانت هذه الأخيرة تملك تقريبا 112 طائرة مقاتلة من أصل 637 وحدة ضمن قدراتها الجوية، فإن حصة الأسد منها تعود ل "سو – 30" و"ميغ – 29" اللتان أعلنت إسلام أباد تدميرَ مثيلتيهما، بما مجموعه 63 للأولى و40 للثانية. هذا الأمر، يُذكِّر بأن الجزائر أصبحت أول بلد بعد روسيا يتوفر على أحدث طائرات "سوخوي"، وهي "سو - 57"، في تأكيد على خيارها الاستراتيجي بالاعتماد على موسكو في تطوير سلاح الجو الخاص بها، لكنه أيضا يُوجب استحضار حادثة سقوط طائرة "سو – 30" بتاريخ 19 مارس 2025، خلال مهمة تدريبية بولاية أدرار، ما أدى إلى وفاة الطيار، وإعلان وزارة الدفاع فتح تحقيق في الأمر، لم تظهر نتائجه إلى الآن. المغرب ورفض "رافال" على الجانب المغربي، يبدو خيار الامتناع عن شراء مقاتلات جوية روسية، هو الأسلم مرة أخرى، بعدما برزت شكوك حول كفاءتها في حرب أذربيجان وأرمينيا حول إقليم "ناغورني كارابخ" في 2020، ثم الحرب بين روسيا وأوكرانيا المستمرة منذ 2022، مع حسم الاعتماد على الطائرات الأمريكية الصُّنع بشكل رئيسي، لكن الأهم من ذلك هو قرار المملكة عدم اقتناء أي من طائرات "رافال" رغم مساعي باريس المتكررة. وإذا كانت المعطيات الرسمية الخاصة بالمجال الدفاعي المغربي محاطة بالسرية، وبالتالي فالوصول إليها بدقة يظلُ صعبا، إلا أن الثابت، أن القوات المسلحة الملكية تعتمد أساسا على العشرات من طائرات F-16 و F-5 المُحدثة، التي تتولى صناعتها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، مع عدد أقل من طائرات "ميراج F1" التي تتولى صناعتها "داسو" الفرنسية، في حين ظل الملك محمد السادس، بشكل شخصي، وباعتباره القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يرفض ضم طائرات "رافال" إلى سلاح الجو. هذا المعطى الأخير، أكدته العديد من المصادر، وخصوصا الفرنسية، أحدثها مجلة "ليكسبريس" في 30 دجنبر 2024، التي أوردت أنه في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حاولت باريس إقناع الرباط بصفقة اقتناء مجموعة من طائرات "رافال" سنة 2015، لكن العاهل المغربي اكتشف أن السعر الذي تطلبه شركة "داسو" أقل بكثير من ذاك الذي يشتريها به الجيش الفرنسي، ليحسم قرار إلغاء التفاوض ويوجه أنظاره إلى واشنطن.