1. الرئيسية 2. تقارير إعلام جنوب إفريقي: حزب "زوما" ينضم إلى "الأصوات" الإفريقية والدولية الداعمة للحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء الصحيفة من الرباط الأربعاء 16 يوليوز 2025 - 15:48 كشفت تقارير إعلامية جنوب إفريقية أن حزب "أومكونتو وي سيزوي" (MK) الذي يتزعمه الرئيس السابق جاكوب زوما، أعلن دعمه الرسمي لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل للنزاع الإقليمي حول الصحراء، مشيرة إلى أن نقطة التحول في موقف زوما تعود إلى اللقاء الذي جمعه بالعاهل المغربي الملك محمد السادس في سنة 2017 على هامش قمة الاتحاد الإفريقي–الاتحاد الأوروبي في أبيدجان. وقالت صحيفة "ذا نايشن" الجنوب إفريقية، إن الحزب الذي أسسه زوما عقب خلافه مع المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، عبّر عن انخراطه في موجة متصاعدة من التأييد الإفريقي والدولي للمبادرة المغربية، مشددا على أن الحكم الذاتي يمثل، بحسب قيادة الحزب، "مسارا واقعيا وذا مصداقية يحقق السيادة المغربية ويضمن لسكان الصحراء حكما محليا موسعا". وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة "فانغورد" أن البيان الذي أصدره زوما بعد لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، حمل إشادة صريحة بالمبادرة المغربية، واعترافا بالسياق "التاريخي والقانوني" الذي يؤسس لمغربية الصحراء، معتبرا أن "الجهود التي تبذلها الرباط لاستكمال وحدتها الترابية تتماشى مع مبادئ الحزب في الدفاع عن وحدة وسيادة الدول الإفريقية". ونقلت الصحيفتان عن زوما قوله إن موقف الحزب الجديد ينسجم مع مواقف قوى دولية مؤثرة، من بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا، والتي سبق أن عبّرت عن دعمها العلني والصريح لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وأشار زوما، حسب المصدرين نفسهما، إلى أن الحزب أصدر وثيقة سياسية جديدة بعنوان "شراكة استراتيجية من أجل وحدة إفريقيا، والتحرر الاقتصادي، والسلامة الترابية"، تؤكد أن الصحراء كانت جزءا لا يتجزأ من المغرب قبل الاستعمار الإسباني، مستشهدا بولاء القبائل الصحراوية التاريخي للعرش العلوي كدليل على السيادة المغربية قبل الاحتلال. وتضمنت الوثيقة، حسب صحيفة "فانغورد"، توصيفا لمسيرة "الخضراء" سنة 1975 باعتبارها "حركة تحرر سلمية وغير عنيفة"، و"فعلا سياديا من أفعال إنهاء الاستعمار"، ما يعكس التوجه الأيديولوجي الجديد للحزب تجاه القضايا الترابية في القارة. كما أكد زوما أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية لا تضمن فقط حلا سياسيا مستداما، بل تقدم أيضا نموذجا للتنمية والاستقرار في المنطقة، داعيا المجتمع الدولي إلى دعمها كإطار عملي لإنهاء أحد أطول النزاعات في القارة الإفريقية. هذا ويأتي هذا الموقف ليمثل تحولا لافتا في توجهات جزء من النخبة السياسية في جنوب إفريقيا، التي ظلت لسنوات تلتزم موقفا داعما لجبهة البوليساريو، ما يعكس تغيرا تدريجيا في موازين المواقف داخل هذا البلد ذي الوزن الدبلوماسي القاري. واعتبر مراقبون أن اللقاء الذي جمع زوما بالملك محمد السادس سنة 2017، والذي كسر الجليد بين الرباط وبريتوريا، كان بداية لإعادة رسم العلاقات بين الطرفين، وهو ما تعزز لاحقا بفتح قنوات دبلوماسية وبراغماتية بين مسؤولي البلدين. ويُرتقب أن يُثير هذا التحول الجديد جدلا في الأوساط السياسية الجنوب إفريقية، خاصة في ظل الانقسام التاريخي حول الملف، وتوجه بعض التيارات نحو إعادة تقييم الموقف الرسمي في ضوء التحولات الجيوسياسية الجارية داخل القارة الإفريقية وخارجها. غير أن هذه التحولات تحمل في طياتها إيجابيات للرباط أكثر من السلبيات، ففتح حزب "زوما" النقاش من جديد في ملف الصحراء، بدل الاكتفاء ب"الدعم الأعمى" لأطروحة الانفصال التي تتبنها جبهة البوليساريو من طرف أغلب التيارات السياسية في جنوب إفريقيا، قد يؤدي إلى تغيير العديد من القناعات، خاصة أن هذا الموقف من حزب يتزعمه رئيس سابق للبلاد، يحمل مؤشرات عن بداية اختراق دبلوماسي مغربي مهم في هذا البلد الذي يحظى بتأثير بارز على مستوى القارة الإفريقية.