1. الرئيسية 2. المغرب هل ساهمت خرجة أخنوش الإعلامية في تفجر الاحتقان الاجتماعي وعودة الاحتجاجات إلى شوارع المغرب؟ الصحيفة من الرباط الأحد 28 شتنبر 2025 - 17:43 شهدت شوارع كبريات المدن المغربية، أمس السبت، موجة جديدة من الاحتجاجات قادها شباب غاضبون للتنديد بتردي الخدمات الصحية وتدهور قطاع التعليم، في مشهد يعكس عودة الحراك الاجتماعي إلى الواجهة، وذلك بعد أيام قليلة فقط من مظاهرات سابقة أمام عدد من المستشفيات في مدن مختلفة. اللافت أن هذه الاحتجاجات اندلعت بعد أقل من 3 أسابيع فقط من الخرجة الإعلامية لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، يوم 10 شتنبر الجاري، عبر القناتين الأولى والثانية، حيث تحدث بإسهاب عن "إنجازات" حكومته في قطاعات عدة، على رأسها قطاع الصحة، مقدما صورة وُصفت بال"وردية" بدت بعيدة عن الواقع الملموس في نظر شرائح واسعة من المواطنين، وهو ما يراه كثيرون أنه غذّى موجة الغضب الحالية. محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، كان من الذين من التقطوا هذا التناقض، حيث في تصريح قدمه ل"الصحيفة" في الأيام القليلة الماضية، اعتبر أن خرجة رئيس الحكومة حملت طابعا قد يكون "مستفزا"، خاصة لسكان أكادير الذين خرجوا بعد مقابلة أخنوش التلفزية للاحتجاج أمام المستشفى الإقليمي، معتبرا أن أخنوش يتحمل مسؤولية الوضع "وطنيا ومحليا" بصفته رئيسا للحكومة ورئيسا لجماعة أكادير في الآن ذاته. وبالنسبة للأمين العام للحركة الشعبية، فإن احتجاجات أكادير لم تكن حادثا معزولا، بل امتدادا لتحركات انطلقت منذ شهور في مناطق قروية، مثل مسيرة آيت بوكماز، قبل أن تنتقل العدوى إلى المدن الكبرى، هذه الدينامية، برأيه، تعكس اتساع رقعة الغضب، وانتقاله من الهامش إلى المركز. أوزين ذهب أبعد من ذلك حين ذكّر بأن المعارضة سبق أن حذرت الحكومة من "الاستخفاف" بالانتقادات الشعبية، مبرزا أن الغضب لم يعد محصورا في الأرقام أو المؤشرات، بل صار يتجسد في أشكال احتجاجية شبابية متزايدة. وهو ما يجعل من الاحتجاجات الأخيرة ترجمة عملية لأزمة فقدان الثقة. وقد سبق لأوزين أن استحضر خلال جلسة مساءلة رئيس الحكومة في يوليوز الماضي أغنية راب "شبابية" تنتقد المنظومة الصحية، معتبرا أنها تعكس بلغة بسيطة واقع المستشفيات المغربية، وتختزل عمق المأزق، وتكشف عن هشاشة سياسات الدولة في توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية. القيادي الحركي حذّر حينها أيضا من اتساع دائرة مشاعر التهميش، مؤكدا أن ما وقع في سلا والفنيدق وأكادير ليس سوى رسائل ينبغي الإنصات إليها عاجلا، لأن الشباب لم يعد يصدق الشعارات الرسمية، بل يواجه واقعا يفرض الهروب من التعليم، ومن فرص العمل، ومن العلاج. هذا ويرى متتبعون للوضع الاجتماعي في المغرب، أن الاحتجاجات الأخيرة في الدارالبيضاءوالرباط وطنجة ومراكش، كما في أكادير، كشفت أن المطالب لم تعد محصورة في قطاع الصحة وحده، إذ رفع المحتجون أيضا شعارات قوية ضد تدهور التعليم العمومي. المؤشرات الميدانية تعكس أن حالة الاحتقان مرشحة للتصاعد، خصوصا أن التدخلات الأمنية التي وُصفت ب"القوية" في بعض المدن لم تؤد إلى تهدئة الشارع، بل على العكس، يرى مراقبون أنها قد تزيد من تعميق الهوة بين المواطنين والحكومة. ويحذر متتبعون للمشهد الاجتماعي بالمغرب، من أن استمرار الحكومة في خطاب الإنجازات دون ملامسة الأعطاب البنيوية التي تعيشها القطاعات الاجتماعية، سيؤدي إلى موجات جديدة من الغضب، قد تأخذ أشكالا أكثر تنظيما واتساعا في قادم الأسابيع. ويأتي كل ذلك في ظرفية سياسية حساسة، إذ لا يفصل المغرب سوى عام واحد عن الانتخابات التشريعية لسنة 2026، وهو ما يجعل هذه الاحتجاجات مرشحة لأن تخصم من الرصيد السياسي للحكومة، وتضعف صورتها أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.