انتقد رئيس حكومة جزر الكناري، أنخيل فيكتور توريس، الاتحاد الأوروبي، على سلبية تعامله مع مشكل ظاهرة الهجرة السرية التي تعاني منها الجزر، واصفا بأن "أوروبا أخفقت" في حل مشكل الهجرة، وتتعامل بتجاهل مع هذه المشكل الذي أصبح يقض مضجع جزر الكناري. وحسب تصريح توريس، وفق ما أوردته "أوروبا بريس"، فإن بروكسيل، ويُقصد بها عاصمة الاتحاد الأوروبي، تتعامل وكأن جزر الكناري لا تنتمي إلى أوروبا، بسبب البعد الجغرافي الكبير بين الجزر وقارة أوروبا، وبالتالي تم ترك الجزر تواجه مشكلة الهجرة السرية لوحدها. وقال توريس في ذات التصريح الإعلامي، أن على الاتحاد الأوروبي، والحكومة الإسبانية المركزية في مدريد، أن تنظر إلى مشكل الهجرة السرية في جزر الكناري، وكأنه مشكل موجود في مدريدوبروكسيل، منتقدا التجاهل الذي تعاني منها الجزر بسبب ذلك. وأضاف توريس، بأن جزر الكناري لم تعد قادرة على تحمل ضغط الهجرة السرية، بعد توافد الآلاف من المهاجرين على مختلف جزر ومناطق الكناري، داعيا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف الضغط على الكناري، ومن أبرز الحلول تفعيل قرار توزيع المهاجرين على باقي المناطق الإسبانية. وتجنب رئيس جزر الكناري، انتقاد المغرب على تدفق الالاف من المهاجرين على الجزر قادمين من المغرب، وقال بأن المغاربة مهتمون بتجاوز مشاكل وتداعيات فيروس كورونا التي تضرب البلاد، وهو الأمر الذي يقف أمام تركيزهم على منع انطلاق المهاجرين من السواحل المغربية نحو نظيرتها الإسبانية. وأضاف في هذا السياق، بأن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، إلى المغرب، ساهمت بشكل نسبي في تقليل تدفقات المهاجرين السريين من السواحل المغربية على سواحل جزر الكناري، لكن أشار بأن العمل لا زال مطلوبا لإنهاء المشكل. وأشار توريس، بأن جزر الكناري، تُعول على الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية، بيديو سانشيز إلى المغرب المتوقعة في 17 دجنبر المقبل، من أجل مناقشة إيجاد حلول لمشكل تدفق المهاجرين السريين من السواحل المغربية نحو جزر الكناري وباقي المناطق الإسبانية. وترى حكومة جزر الكناري، أن المغرب يُعتبر أساسيا ومهما في إنهاء مشكل الهجرة السرية، وبالتالي تعول على الإجراءات التي سيتخذها لإنهاء معاناة جزر الكناري التي أصبحت الوجهة الأولى لآلاف المهاجرين المنتمين إلى دول جنوب صحراء إفريقيا خلال شهور هذه السنة.
