محمد الكتاني : بقدر تعلق الأمة بنبيها الأعظم ، بقدر ما تشعر ببعدها عن المنهج النبوي

قال محمد الكتاني عضو أكاديمية المملكة " إن التفكير في استرجاع السيرة النبوية إلى الذاكرة الإسلامية في الوقت الحاضر مشروع له أهمية قصوى.. وأن الأجيال الحاضرة لم يهيأ لها أن تطلع بعمق وبمنهج علمي على السيرة النبوية المطهرة، ولو أنها تمكنت من استيعاب هذه السيرة لكان لها شأن غير شأنها الحالي".
وأضاف الكتاني خلال الندوة العلمية التي نظمتها "الهيأة العلمية العليا للتنسيق في الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط يوم الجمعة 8 يناير 2016تحت عنوان "الدراسات حول السير ة النبوية والواقع المعاصر أية علاقة ؟" أن "من الظواهر التي تعانيها الأمة الإسلامية اليوم هو أنه بقدر تعلقها بنبيها الأعظم ، و ترى فيه رمز الكمال، وفي سنته المطهرة المنهج القويم ، إلا أنه بقدر هذا الإيمان تشعر ببعدها البعيد والعميق عن هذا المنهج".
وعن سياق ومناسبة الندوة أكد الدكتور العربي بوسلهام رئيس مجموعة بحث فن الخطاب والإعجاز العلمي في القرآن والسنة لموقع "جديد بريس" "إن النشاط التي تنظمه الهيئة العلمية يضم الندوة العلمية ، والمباراة الوطنية الجامعية الثالثة في الحديث والسيرة النبوية ،وبين أن الندوة تنعقد في ظروف دقيقة جدا حيث كانت تثار في بعض وسائل الإعلام المناوئة شبهات حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتريد النيل من شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتباره النموذج للمسلمين ،انطلاقا من قوله تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر" .
ودعا العربي بوسلهام إلى أن نأخذ ديننا وسلوكنا من منابع الهدي النبوي الشريف ،الذي بعث رحمة للعالمين ،وتوعية الشباب بثقافة الوسطية والاعتدال .
واعتبرت مؤسسة دارالحديث الحسنية في المداخلة أن موضوع الندوة يذكرنا بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته ،ومنها الدراسة العلمية المعمقة لجوانب شتى من سيرته العطرة ،والتفقه في أحواله ،والنظر في جميع ما يتعلق بحياته وشمائله .
وقال رئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط عبدالله اكديرة " إن مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ،هو مولد من أراد الله له أن ينقل الكون كله من أدران الشرك والكفر إلى أنوار التوحيد والإيمان ، فجاء ليملأ القلوب إيمانا ،والعقول حكمة والنفوس يقينا والكون عدلا، ورحمة والأيام سلاما والليالي أمنا "
ودعا عزيز البطيوي أستاذ السيرة النبوية والفكر الإسلامي بكلية الآداب بأكادير خلال مداخلته إلى تجديد الكتابة في السيرة النبوية وقال "اليوم ينبغي تجديد الكتابة والتأليف في السيرة النبوية،وذلك على ضوء دراسة تقويمية تنظر في الكسب العلمي لما كتب في السيرة النبوية تسديدا وترشيدا ،ونقدا وتجديدا ،وذلك من خلال رؤية حضارية تبتغي فهم السيرة النبوية وفق منظور سنني عمراني "
وعرفت الندوة مشاركات مختلفة لمهتمين بالدراسات في السيرة النبوية ،وتخللتها توزيع جوائز على الفائزين في المباراة الوطنية الجامعية الثالثة في الحديث والسيرة النبوية .