بدأت ظاهرة محاربة الزنى تنتشر في موزمبيق بكثرة، يشارك فيها خطباء مساجد، وأئمة وطلبة علم الشرعي، حيث يضطلع المسجد بدور كبير في التوعية بمخاطر العلاقات المحرمة على حياة الإنسان. فعقب كل صلاة، يقف شباب موزمبيقيون أمام المسجد يوزعون على المصلين مطبوعة أنيقة الشكل باللغة البرتغالية عنوانها تجنب خطر الإيدز، تتضمن طرق الوقاية من خطر الإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى نصائح تتعلق بالنظافة، وضرورة الفحص الدوري لأفراد الأسرة. ويتطوع عدد من الشباب المسلم المتعلم بطبع وتوزيع هذه المطبوعة على المصلين عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع. وفي حديث لموفد موقع إسلام أون لاين إلى جنوب القارة الأفريقية نشر أمس، يقول الداعية المصري الشاب محمود السباعي، وهو خطيب جمعة بمسجد التقوى الكبير بوسط العاصمة الموزمبيقية مابوتو، إن: تعليمات وزارة الأوقاف للبعثة الدينية المصرية أن نساعد المسلمين في مواجهة الأزمات والمشكلات اليومية، ولما كان الإيدز من أكبر التحديات التي تؤرق الكثيرين هنا؛ فإننا نحرص كدعاة بشكل دوري علي تحذير الناس من هذا الخطر عبر خطب الجمعة، أو في الدروس التي نلقيها في المساجد أو المدارس أو المعاهد المنتشرة هنا. ويضيف الشيخ السباعي بنبرة يعلوها الفخر: مساجد موزمبيق تلعب دورا رئيسا في التصدي لوباء الإيدز من خلال تبصير المسلمين دوما بمخاطره، وبالتأكيد على أن ما نهى الإسلام عنه في تركه صالح المسلمين. وللتأكيد على كلامه يوضح الشيخ السباعي: عشرات أولياء الأمور يأتون إلي ويطلبون مني دوما ألا أدع خطبة من خطب الجمعة تمر دون الحديث عن مخاطر الإيدز. وحسب الموقع نفسه، فقد كشف الدكتور عبد الله فراري رئيس جامعة موسي بن بيك الأهلية، الواقعة في شمال موزمبيق والتي يخصص قسم منها للدراسات الإسلامية أنه يتلقي تقارير وإحصاءات رسمية دورية حول نسب انتشار الإيدز في مختلف مناطق موزمبيق، تبين أن المناطق الشمالية التي يتركز فيها المسلمون تسجل فيها أدنى معدلات الإصابة بالمرض، عكس المناطق الأخرى في الجنوب والوسط، وتقديرنا أنها لا تتجاوز 5%. ويضيف لإسلام أون لاين.نت: الحكومة تقر بذلك، غير أنها لا تعترف بأن السبب في ذلك يرجع إلى التوعية الدائمة التي تقوم بها المساجد لحث الشباب على الزواج، وتجنب ارتكاب المعاصي، كما أن الأقاليم الشمالية ما زالت تراعى فيها التعاليم والتقاليد الإسلامية؛ مما يحمي أغلب مسلمي موزمبيق من هذا الخطر. وتتضارب نسبة المصابين بمرض الإيدز في موزمبيق التي يُقدر عدد سكانها بحوالي 20 مليون نسمة؛ حيث تقول بعض المصادر الرسمية: النسبة تناهز 50% من السكان، بينما تشير الأرقام الدولية إلى أنها لا تزيد عن 17%، فيما تذهب تقديرات غير رسمية إلى أن بين كل 6 أشخاص يوجد حامل لهذا المرض، كما تحتل موزمبيق عالميا المرتبة الثالثة بين الدول الأكثر خطورة في سرعة انتشار المرض بعد جارتيها: مملكة سوازيلاند، وجنوب إفريقيا.